بدأ الجيش الوطني الليبي، أمس، حملة عسكرية موسعة لمطاردة الميلشيات المسلحة، التي شنت أول من أمس هجوما مفاجئا على منطقة الهلال النفطي، خلف استنكارا أمميا، كما دخل الجيش الأميركي على خط المواجهات العسكرية بقتله أحد قادة تنظيم «القاعدة» في غارة جوية غرب البلاد.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها مساء أول من أمس، إنها وجهت بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، ضربة جوية إلى جماعة تابعة لتنظيم القاعدة جنوب شرقي بني وليد، ما أسفر عن مقتل مسلح، لم تحدد هويته.
وهذا هو الهجوم الثاني الذي يستهدف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الشهور الأخيرة، حيث سبق أن شن الجيش الأميركي غارة جوية قرب مدينة أوباري جنوب ليبيا، في 24 مارس (آذار) الماضي، أسفرت عن مقتل موسى أبو داود، وهو عضو بارز في التنظيم.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي أن مقاتلات حربية تابعة له نفذت أمس، غارات مكثفة على تجمعات إرهابية بالقرب من الهلال النفطي، وأوضح في بيان مقتضب أن الضربات الجوية طالت أرتال الإمداد والتعزيزات، التي حاولت المجموعات الإرهابية استقدامها من مناطق الهلال، ما أدى إلى تدميرها، وإيقاع الكثير من الإرهابيين بين قتلى ومصابين.
وكانت القوات الخاصة بالجيش، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قد قالت إن «أربعة من عناصر الكتيبة (302) قتلوا أول من أمس في معارك منطقة الهلال النفطي، فيما سقط قتيل واحد من سرية الدبابات المقاتلة المساندة للقوات الخاصة».
في المقابل، تحدثت مصادر طبية عن استقبال مستشفى محلي في رأس لانوف 11 جثمانا من عناصر ميلشيات الجضران، قالت إنهم قتلوا في غارة جوية.
وفرضت المؤسسة الوطنية للنفط حالة «القوة القاهرة» في ميناءي السدرة ورأس لانوف، أول من أمس، بعد ساعات من بدء الاشتباكات، وقالت أيضا بأنها أوقفت عمليات شحن النفط الخام من كل من الميناءين، وأجلت جميع الموظفين كتدبير وقائي.
وشنت ميلشيات يقودها إبراهيم الجضران، رئيس حرس المنشآت النفطية سابقا، وأحد أمراء الحرب البارزين، بالتعاون مع فلول ما يسمى بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي»، هجوما مباغتا أول من أمس على ثلاثة محاور في محاولة لانتزاع منطقة الهلال النفطي من سيطرة قوات الجيش، التي تقوم بتأمين الحقول والموانئ النفطية.
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية أمس «بأشد العبارات الهجوم»، واصفة المهاجمين بأنهم «متطرفون»، وأوضحت أن «فرنسا مصممة على التوصل إلى حل سياسي دائم في ليبيا عبر إجراء انتخابات، تم التوافق على موعدها في مؤتمر باريس في 29 مايو (أيار) الماضي».
ورغم أن حكومة السراج قد نفت صلتها بالجضران، وتبرأت منه رسميا في بيان لها، إلا أن حكومة عبد الله الثني المؤقتة، التي تدير شرق البلاد والموالية للجيش، اتهمتها بالتورط، ورأت أن «هذا الهجوم يهدف للتحجج بمنع أي تقدم في عمليات الوفاق الليبي، وما يجري حاليا من حراك عقب لقاء باريس، بسبب تشبث البعض بالسلطة».
بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم، معتبرة أن «هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي يعرض اقتصاد ليبيا للخطر، ويهدد بإشعال مواجهة واسعة النطاق في البلاد».
ميدانيا، واصلت قوات الجيش الوطني الليبي عمليتها العسكرية لتحرير آخر ضواحي مدينة درنة، وأعلنت غرفة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الليبي بمدينة درنة أنها انتشلت أمس 4 جثث من أماكن الاشتباكات، فيما قال النقيب صالح فرج، وهو ضابط يشارك في دوريات بمناطق تخضع الآن لسيطرة الجيش الوطني: «لم يعد يوجد شيء في درنة... هم فلول من 50 أو 60 شخصا يناورون في جميع الجهات».
وأضاف فرج موضحا «حاليا شيحا الشرقية والغربية سقطت، والفلول لا يزالون في القلعة بالقرب من منطقة المغار آخر معاقلهم. يريدون منطقة وسط البلاد وسوق الظلام وغيرها لأنها عمارات تحميهم من السيارات المسلحة».
ليبيا: الجيش الوطني يطارد «ميليشيات الجضران» في الهلال النفطي
الجيش الأميركي يستهدف قيادياً في «القاعدة»
ليبيا: الجيش الوطني يطارد «ميليشيات الجضران» في الهلال النفطي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة