استنفار مكثف لقوات الجيش والشرطة في أنحاء مصر لتأمين احتفالات عيد الفطر

تحسب لاندلاع احتجاجات على خلفية ارتفاع الأسعار

مدرعات لقوات الجيش والشرطة تجوب وسط الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر («الشرق الأوسط»)
مدرعات لقوات الجيش والشرطة تجوب وسط الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر («الشرق الأوسط»)
TT

استنفار مكثف لقوات الجيش والشرطة في أنحاء مصر لتأمين احتفالات عيد الفطر

مدرعات لقوات الجيش والشرطة تجوب وسط الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر («الشرق الأوسط»)
مدرعات لقوات الجيش والشرطة تجوب وسط الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر («الشرق الأوسط»)

شهدت القاهرة وكل المحافظات المصرية استنفاراً أمنياً واسعاً أمس، بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر، حيث شوهدت مدرعات لقوات الجيش والشرطة تجوب في وسط الشوارع والميادين الرئيسية، تحسباً لأي أعمال إرهابية، أو احتجاجات على خلفية القرارات الحكومية الأخيرة الخاصة بارتفاع الأسعار.
ورفعت الحكومة المصرية أسعار بعض السلع والخدمات خلال الأيام الماضية، منها سعر تذكرة المترو والمياه والكهرباء، في إطار خطة للإصلاح الاقتصادي تقضي بخفض حجم الدعم الحكومي من الموازنة العامة. ومن المتوقع أن تعلن خلال ساعات عن رفع في أسعار الوقود.
ودعا الرئيس السيسي المصريين قبل يومين إلى تحمل «التحديات والمصاعب التي تمر بها الدولة المصرية»، مشيراً إلى أنه «لا بديل عن تلك الإجراءات».
وقال بيان للمتحدث العسكري المصري، أمس، إن «عناصر من القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بدأت في الانتشار لمعاونة الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية في حماية المنشآت والمرافق العامة، وتأمين الطرق والمحاور المرورية الرئيسية، وذلك وفقاً لمنظومة متكاملة من التنسيق وتنظيم التعاون مع الأجهزة المعنية بجميع محافظات الجمهورية».
وذكرت أن ذلك يأتي «في إطار احتفالات الشعب المصري بعيد الفطر المبارك، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة».
وأكد البيان أنه «تم دفع كثير من الدوريات الأمنية والمجموعات القتالية وعناصر من الشرطة العسكرية وقوات التدخل السريع لمعاونة عناصر الشرطة المدنية في تأمين المنشآت العامة والأهداف الحيوية في نطاق مسؤوليتها، وتنظيم الكمائن المشتركة والدوريات المتحركة التي تجوب الشوارع والميادين الرئيسية لبث الطمأنينة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين خلال الاحتفالات، والتصدي لأي محاولة للخروج عن القانون».
وأنه «تم التنسيق بين التشكيلات التعبوية ومديريات الأمن والأجهزة التنفيذية للاحتفاظ بقوات إضافية، مدعومة بعناصر تخصصية وفنية جاهزة للتدخل السريع لمواجهة كل المواقف الطارئة التي يحتمل حدوثها، وتوفير الأمن والأمان خلال مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك».
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت، أمس، وضع خطة لتأمين المواطنين خلال فترة الأعياد، وأُطر التنسيق بين مختلف القطاعات لتأمين صلاة عيد الفطر المبارك ومرافق الدولة والمنشآت الهامة والحيوية، وكذا تأمين المسطح المائي لنهر النيل، وخطط تأمين وسائل النقل لحماية أمن الوطن والمواطنين.
وأشارت الوزارة إلى أن تم تشديد الرقابة الأمنية والمرورية على الطرق السريعة المتوقع أن تشهد كثافات خلال فترة الإجازات، لتأمين مرتاديها وتسيير الحركة المرورية عليها، وكذا تكثيف وجود سيارات الإغاثة المرورية على كل الطرق والمحاور، والربط الكامل بغرف عمليات المرور، وتفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على كل الطرق والمحاور، وتكثيف الانتشار الأمني بالميادين والشوارع الرئيسية والمقاصد السياحية والمتنزهات وأماكن تجمع المواطنين، وانتشار الدوريات الأمنية والخدمات السرية للمرور بشكل مستمر ومتواصل على أماكن التجمعات الجماهيرية بالحدائق والمتنزهات العامة والمراكز التجارية والمنشآت الترفيهية، لملاحظة الحالة الأمنية والتعامل الفوري مع كل المواقف الطارئة، بما يضمن سلامة المواطنين.


مقالات ذات صلة

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».