قوات النظام تطرد «داعش» من البوكمال

التحالف ينفي صحة تقرير سوري عن سقوط مدنيين في ضربة جوية

TT

قوات النظام تطرد «داعش» من البوكمال

تمكنت قوات النظام السوري وحلفاؤها، أمس الاثنين، من طرد تنظيم (داعش) من مدينة البوكمال في شرق سوريا، بعدما تمكن من السيطرة على أجزاء منها قبل ثلاثة أيام.
وبدأ التنظيم فجر الجمعة هجومه بتنفيذ عشرة هجمات انتحارية، ليتمكن لاحقاً من دخول المدينة والسيطرة على أجزاء منها قبل أن يتراجع السبت إلى الأطراف الشمالية والشمالية الغربية، بحسب المرصد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «استعادت قوات النظام وحلفاؤها الاثنين السيطرة على كامل مدينة البوكمال بعد طرد تنظيم داعش من الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية».
وانسحب التنظيم وفق المرصد، باتجاه بادية البوكمال بعدما حاولت قوات النظام وحلفاؤها حصاره داخل المدينة.
وشهدت البوكمال منذ الجمعة معارك عنيفة بين الطرفين، تسببت بمقتل 48 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل 32 جهاديا على الأقل من التنظيم بينهم الانتحاريون العشرة.
وضاعف التنظيم المتطرف هجماته ضد قوات النظام خلال الأسابيع الماضية بعد طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية السورية.
ويتوارى مقاتلو التنظيم في البادية السورية الممتدة بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال على الحدود العراقية. كما يخوض التنظيم معارك ضد قوات سوريا الديمقراطية (فصائل كردية وعربية) في جيب صغير على الضفة الشرقية المقابلة للبوكمال.
وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم (داعش) يتواجد إلا في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.
إلى ذلك، قال التلفزيون الرسمي السوري، أمس (الاثنين)، إن ضربة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 18 لاجئا عراقيا في مدرسة بشرق سوريا لكن التحالف نفى صحة هذا التقرير.
وقال التلفزيون السوري إن الضربة وقعت في قرية خويبيرة بالريف الجنوبي لمحافظة الحسكة الواقعة في المنطقة بين نهر الفرات والحدود العراقية، وهي منطقة يقدم فيها التحالف بقيادة الولايات المتحدة دعما لمقاتلين محليين يحاربون تنظيم داعش المتشدد.
وقال الكولونيل شون رايان وهو متحدث باسم التحالف، إن تقرير التلفزيون السوري مفبرك، مضيفا: «لم نرصد إصابة أو مقتل أي مدنيين جراء ضربات للتحالف في الحسكة اليوم»، بحسب (رويترز).
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة سيطروا على القرية خلال المواجهات، لكن لا يعرف ما إذا كانت إحدى الغارات قد أسفرت عن سقوط مدنيين. والأسبوع الماضي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يقول إن هناك أدلة على أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة انتهك القانون الدولي في بعض ضرباته في الرقة العام الماضي بتعريض حياة المدنيين للخطر. ورفض التحالف هذا التقرير وقال إنه يطبق «معايير صارمة لعمليات الاستهداف ويقوم بجهود غير عادية لحماية غير المقاتلين».
واشتد القتال شرقي نهر الفرات خلال الأسابيع القليلة الماضية منذ استئناف قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم جماعات كردية وعربية، حملتها على تنظيم داعش لكن مع بقاء بعض المناطق الصحراوية شرقي نهر الفرات في أيدي تنظيم داعش، أوقفت قوات سوريا الديمقراطية حملتها في فبراير (شباط) عندما هاجمت تركيا منطقة عفرين في شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وهي أهم مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية.
كما احتدم القتال غربي الفرات في الأسابيع الأخيرة في المناطق الصحراوية التي استعادتها قوات النظام، العام الماضي، بعدما شن التنظيم المتشدد سلسلة من الهجمات.
والأحد، نشرت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة لقطات فيديو على الإنترنت تظهر عملية هجومية يقوم بها الجيش السوري في منطقة صحراوية جنوب شرقي دمشق على مقاتلي تنظيم (داعش) هناك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.