الأسد ينفي وجود إملاءات روسية

أقر بحدوث خلافات بين حكومته وموسكو وطهران خلال النزاع

TT

الأسد ينفي وجود إملاءات روسية

نفى رئيس النظام السوري بشار الأسد وجود إملاء روسي في الشؤون السورية، مؤكداً أن حكومته تعمل بشكل مستقل عن حلفائها الروس والإيرانيين، بحسب مقابلة أجرتها معه صحيفة بريطانية ونشرت أمس (الأحد).
وانتقد الأسد في مقابلة مطولة أجراها مع صحيفة «ميل أون صنداي»، العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا «الاستعمارية» في سوريا، فيما أثنى على الدعم الروسي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن الأسد، قوله للصحيفة: «لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو 7 عقود وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئاً، حتى لو كانت هناك اختلافات».
وأقر الأسد بحدوث خلافات بين حكومته وروسيا وإيران خلال النزاع الذي دام 7 أعوام. وقال إن «هذا طبيعي جداً، لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا».
وساندت موسكو النظام السوري عسكرياً منذ 2015 في نزاعه مع الفصائل المقاتلة من أجل استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لها.
وعما إذا كان ينوي الترشح لولاية أخرى بعد انتهاء ولايته الحالية، قال: «ما زال من المبكر الحديث عن ذلك، أنتِ تتحدثين عن أمر سيحدث بعد 3 سنوات، ولا أحد يعرف كيف سيكون الوضع في بلادنا، سيتوقف ترشحي للرئاسة على أمرين؛ أولاً الإرادة الشخصية بأن أضطلع بتلك المسؤولية، والأمر الثاني، وهو الأهم، هو إرادة الشعب السوري».
وأسهم السلاح الجوي الروسي ووجود عدد من المستشارين العسكريين في استعادة أكثر من نصف البلاد. كما أرسلت طهران مستشارين عسكريين إلى سوريا، لكن الأسد نفى وجود قوات إيرانية في بلاده.
وحذرت إسرائيل، العدو الإقليمي لإيران، مراراً من أنها لن تقبل وجوداً إيرانياً راسخاً في سوريا.
ونسبت لإسرائيل عدة ضربات استهدفت مواقع حكومية سورية خلال السنوات الماضية، وأعلن الشهر الماضي عن شن ضربات غير مسبوقة على مواقع قيل إنها تدار من قبل طهران في سوريا.
ونفى الأسد أن تكون موسكو على علم مسبق بهذه الضربات رغم التعاون الوثيق بين إسرائيل وروسيا. وقال في مقابلته مع الصحيفة: «لا، هذا غير صحيح بالتأكيد».
وأوضح أن «روسيا لم تقم إطلاقاً بالتنسيق مع أي جهة ضد سوريا، سواء سياسياً أو عسكرياً، فهذا تناقض».
وأضاف: «كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم، وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟».
ودخل في النزاع السوري كثير من القوى الغربية، التي دعمت في بداية النزاع الفصائل المقاتلة ثم وجهت اهتمامها نحو إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش المتطرف عبر التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وهاجم الأسد التدخلات الأميركية والبريطانية، لافتاً إلى أنها «تنتهك سيادة سوريا». واعتبر أن الغرب يمارس «سياسة استعمارية، وهي ليست جديدة». واتهم بريطانيا بتقديم دعم علني كبير لمنظمة الخوذ البيضاء، وقال: «لقد قدمت بريطانيا دعماً علنياً لمنظمة الخوذ البيضاء التي تشكل فرعاً للقاعدة/ النصرة في مختلف المناطق السورية، لقد أنفقوا عليهم كثيراً من المال، ونحن نعتبر الخوذ البيضاء أداة تستخدمها بريطانيا في العلاقات العامة».
كما أكد أن بلاده أوقفت تبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الأوروبية. وقال: «يريدون تبادل المعلومات رغم أن حكوماتهم تقف سياسياً ضد حكومتنا، وبالتالي قلنا لهم، عندما تكون لديكم مظلة سياسية لهذا التعاون، أو لنقل عندما تغيرون موقفكم السياسي سنكون مستعدين».
وأضاف: «أما الآن، فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية بما في ذلك الأجهزة البريطانية».
وأكدت الصحيفة أن هذه المقابلة هي الأولى التي يجريها الأسد مع صحافية بريطانية منذ عام 2015.
ونشر نص المقابلة بالكامل في وكالة الأنباء الرسمية (سانا).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.