أشاد المدرب الوطني عبد العزيز الخالد بأداء المنتخب السعودي في مواجهته الودية الأخيرة أمام المنتخب الألماني، مشيراً إلى أن البعض كان يخشى من نتيجة قد تؤثر نفسيّاً على لاعبي الأخضر قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال، إلا أن الأخضر كان في الموعد وقدَّم واحدة من أفضل مبارياته أمام أحد المرشحين لحصد اللقب العالمي.
وقال الخالد لـ«الشرق الأوسط»: «لاعبونا قدموا عطاء مميزاً ونتيجة 2/ 1 تعتبر نتيجة معقولة وما هو أهم من النتيجة هو الأداء وتوازن الخطوط والروح القتالية والتنظيم داخل الملعب، إذ كانت بصمة المدرب واضحة وهذه العوامل تعتبر عناصر مهمة وتمنحنا التفاؤل قبل مواجهة الافتتاح أمام روسيا».
وتابع: «أعتقد أن التشكيلة التي لعب بها المنتخب السعودي مثالية وكثيرون يتحدثون عن وجود لاعب ارتكاز متميز بافتكاك الكرة، ولكن المدرب يرى أن لاعبي المهارات هم الذين سيملكون الكرة وتكون في حوزتهم، وأرى أن هذا تبرير منطقي لثقة بيتزي باللاعبين، وهذا ما شهدناه في مباراة ألمانيا حيث التنظيم والجماعية وكثيراً ما استحوذ المنتخب السعودي على الكرة، وحتى في مباراة إيطاليا وأمام البيرو كانت مقنعة، واللاعبون لديهم أدوات المهارات والإمكانيات الفنية الجيدة، وبالتالي يجب أن تحترم الرؤية الفنية للمدرب، وهي منطقية تماماً، والتنظيم جيد يبدأ من الدفاع إلى وسط الميدان ثم الشق الهجومي. وعند خسارة الكرة يتراجع اللاعبون منتصف الملعب، وهذا قرار صحيح ومهم جدّاً أن تلعب بالواقعية والطموح ممتاز، ولكن يجب ألا نرفعه إلى أعلى أكثر من المعقول لذلك أرى أن التوازن موجود، وعطاء اللاعبين مقنع تماماً، وفنياً الفريق منظَّم وفيه استفادة من ظهيري الجنب، ولدينا استحواذ على الكرة ولا يوجد فقدان للكرة بسهولة، وهذه جميعها جوانب ساعدت المنتخب في حضوره أمام منتخب من أقوى المنتخبات في العالم».
وأضاف الخالد أن طريقة اللعب بمهاجم وهمي تُعد قراراً صحيحاً، كونك تلعب مع منتخبات أفضل منك وتحتاج في هذه الطريقة للسرعة والاستفادة من المساحات والفراغات أمام هذه المنتخبات، ولن تحصل على كرات عرضية باستمرار حتى تحتاج إلى رأس حربة تقليدي وبالذات أمام روسيا والأوروغواي، إذ عليك التفكير في الكرات السريعة والاعتماد على المهارة المتمثلة في يحيى الشهري وفهد المولد وسالم الدوسري، وخلفهم تيسير الجاسم، وأحد ظهيري الجنب، فهي خيرات ممتازة، وأفضل تكتيك يلعبه المنتخب السعودي.
وبين الخالد أن في مجمل المباريات الودية التي خاضها المنتخب خلال برنامجه الإعدادي: «شاهدنا الكثير من اللاعبين الذين لم يشاركوا نتيجة للإصابات أو عدم مشاركتهم مع أنديتهم في الدوري بسبب مشاركة اللاعبين الأجانب مكانهم؛ فمن الطبيعي أن تحتاج إلى فترة أطول من المنتخبات الأخرى لذلك أعتبر المعسكرات الطويلة قراراً صائباً، وحقق نتائجه».
وواصل: «المراحل التي مر بها المعسكرات منذ إشراف المدرب بيتزي على الأخضر أرى أنها منطقية، خصوصاً المرحلة الأخيرة؛ فعندما تلعب أمام البيرو وإيطاليا والجزائر واليونان وتختمها أمام ألمانيا، أجد أنها تحمل تدرجاً منطقيّاً وأعطت فرصة للاعبين السعوديين ليدخلوا أجواء المباريات خاصة فهد المولد وسالم الدوسري ويحيى الشهري، بعد انقطاعهم 6 شهور عن المباريات الرسمية وهذا الشيء كنا نتخوف منه، فاللاعب السعودي لم يشارك كثيراً في المباريات الرسمية ولكن المباريات الودية عوضت إلى حد كبير حاجته للمباريات لاستعادة حساسيته نحو الكرة ورفع معدل اللياقة والحضور الفني والتفاعل مع ما يطلبه المدرب وتطبيق التكتيك الذي يأتي مع المباريات لذلك التعويض مرحلة مهمة جداً، فلقد لعبنا مباريات جداً مهمة ورائعة وبغض النظر عن النتائج أعتبرها جيدة وإعادة شيء من الأمل للمنتخب بأن يكون حاضراً في مباراة الافتتاح».
واختتم الخالد بالقول: «متى ما أحسنّا التعامل مع مباراة الافتتاح بواقعية والاعتماد على تهدئة اللعب، وعدم مجاراة المنتخب الروسي في الاندفاع، فربما على الأقل نخرج بالتعادل، وإن حصل فسيكون إنجازاً كبيراً على مستوى العالم وحتى مباراة الافتتاح أصلاً ستضيف للكرة السعودية والرياضة السعودية الشيء الكثير؛ فلها جوانب معنوية عالية ويجب أن تُستغل على المستوى الإعلامي وتقديم الوجه الرائع للمملكة».
من جهته، شدَّد تيسر الجاسم لاعب المنتخب السعودي على أنه راضٍ كلَّ الرضا عن المستوى الذي قدمه الأخضر في مواجهته الودية أمام بطل العالم المنتخب الألماني التي تعتبر آخر المباريات الودية قبل مواجهته المرتقبة أمام صاحب الأرض والجمهور؛ المنتخب الروسي.
وقال: «كما يعلم الجميع فإن المنتخب الألماني مرشح قوي للمنافسة على اللقب، ولعبنا على أرضه وبين جمهوره، وللأسف الأهداف التي سجلت في الشوط الأول جاءت نتيجة لأخطاء، ومع ذلك كان لدينا بعض الفرص لم تُستغلّ كما ينبغي ولكن ولله الحمد تداركنا الأخطاء في الشوط الثاني وسنحت لنا الكثير من الفرص ونجحنا في تقليص النتيجة، وكان بالإمكان تسجيل هدف التعادل في آخر دقائق المباراة».
وتابع: «بعد الهدفين أردنا العودة للمباراة ولا يوجد شيء نخسره ونحن نعرف أننا نواجه عملاقاً ومرشحاً قويّاً للقب كاس العالم وتضاعف الجهد في الشوط الثاني وهذا ما حصل واستطعنا تقليص النتيجة، وكدنا نسجل هدف التعادل بعد الفرصة التي كانت يفترض أن أسددها مباشرة، ولكن مررت الكرة لزميلي محمد السهلاوي وتوقعت أنه وحده ولم أشاهد المدافع الألماني، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق في مباراة الافتتاح ونسعد الجمهور السعودي».
وقال عبد الله المعيوف حارس المنتخب السعودي: «نحمد الله على هذا المستوى ونتمنى أن نقدم في مواجهة الافتتاح أمام المنتخب الروسي ما يرضي الجمهور السعودي، وبالعودة لمباراتنا أمام المنتخب الألماني أجد أننا قدمنا مستوى جيداً، ولعبنا كرة جماعية، وأمام منتخب قوي ومرشح قوي للمنافسة على اللقب وحقيقة النجومية التي حققتها في تلك المباراة بفضل الله ثم بجهود زملائي اللاعبين، ومثل هذه المباريات لا بد أن تكون ذكرى لك وتستمتع أمام نجوم كبار وتستفيد بالتجربة وتكتسب الخبرة قبل الذهاب لروسيا». وشدد المعيوف على أن المنتخب السعودي قادر على إثبات حضوره وسيقدم المستوى الذي يرضي الجمهور السعودي، و«أتمنى أن يساندونا ويدعمونا خلال مشاركتنا في المونديال وبإذن الله سنقدم ما يرضيهم».
وكانت بعثة المنتخب السعودي غادرت أمس السبت إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية التي ستكون المقر الدائم لبعثة الأخضر خلال مشاركته في المونديال الذي سينطلق يوم الخميس المقبل بمواجهة المنتخب السعودي مع صاحب الأرض والجمهور المنتخب الروسي ويستمر حتى 15 يوليو (تموز) المقبل.
الخالد: بيتزي قدم التشكيلة الأنسب للمونديال
قال إن اللاعبين أظهروا إمكانيات كبيرة قبل الافتتاح
الخالد: بيتزي قدم التشكيلة الأنسب للمونديال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة