سيطر تنظيم داعش، أمس، على أجزاء من مدينة البوكمال في شرق سوريا، المحاذية للحدود العراقية، بعد هجوم عنيف تخللته 10 عمليات انتحارية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، «إنه أكبر هجوم للتنظيم على مدينة البوكمال منذ سيطرة قوات النظام وحلفائها عليها» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وبدأ التنظيم المتطرف هجومه، وفق عبد الرحمن، بـ«شن 10 عمليات انتحارية، بينها 4 بسيارات مفخخة و6 إنغماسيين» قبل أن يتمكن لاحقاً من دخول المدينة والسيطرة على أجزاء منها.
وتدور حالياً معارك عنيفة في وسط المدينة أوقعت حتى الآن «25 قتيلاً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب «المرصد». وأسفرت المعارك عن مقتل 18 متطرفاً، بينهم الانتحاريون العشرة.
وكان «المرصد» قال في تقرير: «تشهد منطقة البوكمال الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، عند الضفة الغربية من نهر الفرات، هجوماً متواصلاً من قبل التنظيم»، وأكدت مصادر أن هذا الهجوم الذي ينفذه «داعش» منذ فجر اليوم الـ8 من الشهر الحالي، على «مواقع قوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، يعد الهجوم الأعنف منذ خسارة التنظيم للمدينة».
وتمكُّن النظام وحلفاؤه حينها من استكمال وصل طريق طهران - بيروت البري، حيث رصد «المرصد السوري» استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين «مترافقة مع دوي ما لا يقل عن 10 انفجارات عنيفة في أطراف مدينة البوكمال وضواحيها، ناجمة عن تفجير 6 من عناصر التنظيم لأنفسهم بأحزمة ناسفة وتفجير الأربعة المتبقين لأنفسهم بعربات مفخخة، مستهدفة مواقع لقوات النظام وحلفائها، لتوقع المزيد من القتلى والجرحى، فيما لا تزال الطائرات الروسية مستمرة في عدم المشاركة في صد هجمات التنظيم على المواقع الإيرانية ومواقع قوات النظام في المدينة وأطرافها وضواحيها». وضاعف تنظيم داعش من هجماته ضد قوات النظام منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي، بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية السورية.
ويوجد التنظيم المتطرف بالبادية السورية في جيب بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال. كما يخوض معارك ضد «قوات سورية الديمقراطية» (فصائل كردية وعربية) في جيب صغير على الضفة الشرقية المقابلة للبوكمال.
وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد التنظيم يوجد إلا في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.
وفي جنوب دمشق، قُتل 22 مقاتلاً موالياً للنظام الخميس في هجمات مفاجئة أيضاً شنها التنظيم المتطرف ضد مواقع لهم في محافظة السويداء، التي تُعد من المناطق القليلة في سوريا التي بقيت إلى حد ما بمنأى عن المعارك والهجمات خلال سنوات النزاع.
وبين الـ22 قتيلاً، 11 عسكرياً هم 9 جنود وضابطان. كما قُتل أيضاً 12 عنصراً من التنظيم في الهجمات التي شنها في محافظة السويداء الصحراوية، بحسب «المرصد» ومقره لندن. وقال رامي عبد الرحمن مدير «المرصد» إن هذه الهجمات هي الأولى من نوعها في المنطقة، حيث لم يرصد أي وجود لمسلحي التنظيم المتطرف منذ أكثر من عام.
وأوضح أن بين القتلى 9 مسلحين تابعين لميلشيات شيعية موالية لإيران، بالإضافة لمقاتلين لم يتم التعرف على هويتهما.
وبذلك، يرتفع إلى 184 عدد قتلى القوات الموالية للنظام منذ 22 مايو (أيار) الفائت. وقتل 92 متطرفاً خلال الفترة ذاتها. ومطلع الأسبوع الحالي، قُتل 45 مسلحاً موالياً للنظام جراء هجمات شنها التنظيم على قرى في الضفة الغربية لنهر الفرات في شرق سوريا.
وأعلن التنظيم السيطرة على منطقة في سوريا والعراق في العام 2014 بعد أن سيطر على مساحات شاسعة في هذين البلدين، لكنه في سوريا فقد السيطرة على الغالبية العظمى من هذه الأراضي في هجمات منفصلة شنها النظام السوري بدعم روسي وأخرى شنها تحالف كردي عربي بدعم أميركي.
«داعش» يفاجئ مدينة البوكمال بموجة انتحاريين
«داعش» يفاجئ مدينة البوكمال بموجة انتحاريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة