الحكومة الفلسطينية ومركزية {فتح} تبحثان أزمة الرواتب

المالكي تحدث عن تسهيلات لغزة وسط شكوك في حل الأزمة

منزل عائلة غزية (أ.ب)
منزل عائلة غزية (أ.ب)
TT

الحكومة الفلسطينية ومركزية {فتح} تبحثان أزمة الرواتب

منزل عائلة غزية (أ.ب)
منزل عائلة غزية (أ.ب)

كشف محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، النقاب عن اجتماع تعقده اللجنة المركزية للحركة وحكومة الوفاق، لبحث الأزمة المتعلقة بسداد رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بشكل كامل، بعد إجراءات الحسم التي طالتها قبل أكثر من 15 شهرا، وزادت، في الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى النصف.
وقال العالول في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية أمس الخميس، إن الاجتماع سيعقد بناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس، وإن موعد الاجتماع سيتحدد في غضون 48 ساعة. وأشار العالول إلى أن اللجنة المركزية لفتح، بحثت أخيرا، ملف قطاع غزة وما يعانيه السكان من وضع إنساني صعب. وإنها اتخذت مجموعة من التوجهات.
من جانبه، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، رياض المالكي، إن قطاع غزة سيشهد قريبا تسهيلات عدة، وفي مقدمها استمرار فتح معبر رفح، وتقديم الخدمات الأساسية وخصوصا المياه والكهرباء، وكذلك دفع رواتب الموظفين.
وكان المالكي استقبل في مقر الوزارة برام الله، أمس الخميس، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة لجمهورية آيرلندا، سيمون كوفيني، الذي يزور فلسطين والمنطقة. وأطلعه على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والصعوبات التي تواجهها السلطة الفلسطينية نتيجة الأعمال العسكرية العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين هناك، وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
وثمن المالكي مواقف وزير الخارجية الآيرلندي وآخرها إدانته استخدام إسرائيل للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في قطاع غزة في مسيرات 14 مايو (أيار) الماضي، واستدعاؤه السفير الإسرائيلي لدى بلاده للاحتجاج على الأحداث.
من جانبه، أوضح كوفيني أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وتحث الأطراف على إحراز تقدم، على الرغم من التحديات التي شهدتها خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة.
وعلى الرغم مما تذكره تصريحات المسؤولين حول انفراجات في غزة، تسود أوساط حركة فتح نفسها في قطاع غزة، أجواء من التشكيك. وقد قدم مسؤول من الحركة في شمال قطاع غزة، قبل يومين، استقالته من منصبه احتجاجا على حسومات الرواتب. ودعا عبد الرحيم الهندي قيادات الحركة الأخرى في القطاع، إلى اتخاذ قرارات جريئة مماثلة والوقوف عند مسؤولياتهم، وتقديم استقالات جماعية. ووصف حسومات الرواتب بالجريمة. وقال إنها جعلت الموظفين والمناضلين من الحركة «يقفون في طوابير المساعدات».
ووجه كتاب ومحللون وحقوقيون من غزة، دعوات لأعضاء المجلس الوطني والمركزي وأعضاء اللجنة التنفيذية للاستقالة احتجاجا على الوضع في غزة.
وتفرض السلطة منذ أبريل (نيسان) 2017، إجراءات قاسية على غزة، بهدف الضغط على حماس للمضي قدما في ملف المصالحة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.