ترمب يبدي تفاؤلاً حذراً حيال نتائج قمته مع كيم

سيول تأمل باتفاق لإنهاء الحرب الكورية في أسرع وقت

ترمب لدى استقباله آبي في البيت الأبيض أمس (رويترز)
ترمب لدى استقباله آبي في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

ترمب يبدي تفاؤلاً حذراً حيال نتائج قمته مع كيم

ترمب لدى استقباله آبي في البيت الأبيض أمس (رويترز)
ترمب لدى استقباله آبي في البيت الأبيض أمس (رويترز)

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلاً حذراً أمس حيال نتائج قمة سنغافورة التاريخية التي ستعقد بعد خمسة أيام مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وقال إنها ستكون «أكثر من مجرد قمة لالتقاط الصور».
وقال ترمب داخل المكتب البيضاوي قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إن «كل شيء جاهز» للقمة وإنها «لن تكون مجرد قمة لالتقاط الصور»، منوهاً بأن «النتائج لن تتحقق بمجرد اجتماع واحد». وأضاف: «كل شيء يحصل بطريقة جيدة جدا، آمل أن تستمر (الأمور) كذلك». وتابع الرئيس الأميركي: «اعتقد أنني مستعد بشكل جيد»، مضيفاً: «لا أعتقد أنني بحاجة إلى التحضير إلى هذا الحدّ». واستطرد: «الأمر لا يتعلق بالترتيبات، وإنما بما يمكن تحقيقه. هناك الكثير من الكراهية بين الدول هناك، وسنبدأ بإقامة علاقات جديدة وأريد التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي، ولن نلغي العقوبات بل يمكنني فرض المزيد. ولفت ترمب إلى أنه كان يتعين على الإدارات الأميركية السابقة التعامل مع الأزمة الكورية الشمالية، مشيراً إلى أنه سيحمل هذه المسؤولية على عاتقه.
إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء اليابان، إنه مستعد لدعوة الزعيم الكوري الشمالي إلى الولايات المتحدة إذا سارت قمة سنغافورة بشكل جيد، مشيرا في المقابل إلى أنه قد يغادر اللقاء إن سارت الأمور عكس ذلك. كما وصف ترمب الرسالة التي تلقاها من كيم جونغ أون بـ«اللطيفة». بدوره، ذكر آبي أنه مستعدّ للتحدث مع كوريا الشمالية وتطبيع العلاقات.
وعقد الرجلان، اللذان يشأركان بدءاً من اليوم في قمة مجموعة الدول السبع بكندا، اجتماعا على مأدبة غذاء متبوعا بمؤتمر صحافي مشترك بعد الظهر في البيت الأبيض.
ويسعى آبي إلى نقل رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مفادها أن اليابان ستدرس تطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية إذا قام النظام الكوري الشمالي بالإفراج عن كل المواطنين اليابانيين الذي اختطفتهم بيونغ يانغ خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وتقول الحكومة اليابانية إن 17 من مواطنيها تم اختطافهم، بينما تشير بعض المنظمات غير الحكومية إلى أن العدد الحقيقي للضحايا يقدّر بالمئات.
وخلال زيارة الرئيس ترمب لطوكيو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، التقي الرئيس الأميركي بكثير من أقارب اليابانيين المختَطَفين. وفي لقاء آخر جمع ترمب وآبي بمار لاغو في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وعد ترمب أنه سيناقش قضية المختطفين اليابانيين مع كيم جونغ أون.
وتصرّ اليابان على أن تستمر واشنطن في ممارسة أقصى قدر من الضغط وتواصل فرض العقوبات الدولية الصارمة على كوريا الشمالية، ووضع معايير للتأكد من نجاح القمة في نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية.
وقد أثارت تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، وبرنامجها لأسلحة الدمار الشامل مخاوف اليابان، ويسعى الجانب الياباني للتأكد من أن إدارة ترمب ستعمل على التوصل إلى اتفاقية لا تحمي فقط الولايات المتحدة من الصواريخ البالستية العابرة للقارات والحاملة للرؤوس النووية من كوريا الشمالية، وإنما تشمل كذلك منع كوريا الشمالية من تهديد جيرانها في آسيا ومنطقة المحيط الهادي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية اليابانية للصحافيين، أمس، إن اليابان أوضحت مرارا موقفها من ضرورة التفكيك الكامل والقابل للتحقق لكل أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية في جميع النطاقات (الصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى)، ونرغب في أن تتفهم الولايات المتحدة موقف اليابان. ومنذ الإعلان عن لقاء ممكن بين ترمب وكيم، تشدد اليابان على أهمية عدم التهاون إزاء نظام بيونغ يانغ الذي يشكل تهديدا فعليا على الأرخبيل بصواريخه القصيرة والمتوسطة المدى. وشدد آبي عند مغادرته طوكيو على أن الهدف من زيارته إلى واشنطن هو تنسيق مقاربته بشكل «وثيق» مع الإدارة الأميركية.
من جهة أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها تجري محادثات ثلاثية مع بيونغ يانغ وواشنطن بهدف التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت يضع حدا للحرب الكورية، وذلك قبل بضعة أيام من قمة سنغافورة.
وانتهت الحرب الكورية بين 1950 و1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان في حال حرب. وأعلن الرئيس الأميركي أن السلام سيكون في صلب القمة التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي. وقال ترمب الأسبوع الماضي إثر لقائه في البيت الأبيض الجنرال كيم يونغ شول: «لقد تحدثنا عن وضع حد للحرب الكورية».
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أمس، أنّها تخوض محادثات ثلاثية حول هذا الموضوع، من دون الإدلاء بتفاصيل إضافية. وصرّح المتحدث باسم الوزارة، نوه كيو دوك، للصحافيين، بأن «الحكومة ستواصل المباحثات الثلاثية بين الجنوب والشمال والولايات المتحدة لإعلان انتهاء الحرب في أسرع وقت». وأوضح أن كوريا الجنوبية ستدير مركزا صحافيا في سنغافورة الأسبوع المقبل يشمل وسائل الإعلام الكورية الجنوبية والأجنبية، ما يزيد التكهنات حول مجيء الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى القمة. لكن مسؤولا كبيرا في الرئاسة الكورية الجنوبية أكد لوكالة يونهاب أن احتمال عقد قمة ثلاثية في سنغافورة ضعيف، لأن ترمب أوضح أن قمة الثلاثاء يمكن أن تكون الأولى ضمن سلسلة من القمم.
وقال المسؤول: «سبق أن قلنا إنه ينبغي صدور بيان يعلن نهاية الحرب لأننا كنا نعتقد أن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في 12 يونيو (حزيران) ستكون حدثا وحيدا. ولكن بالنظر إلى الوضع الراهن، لا سبب لاستعجال الأمور».
على صعيد آخر، دعا مقرر الأمم المتحدة لكوريا الشمالية بيونغ يانغ، الأربعاء، إلى إصدار «عفو» يسمح بالإفراج عن «مئات السجناء». وفي مؤتمر صحافي، طلب توماس أوخيا كينتانا من السلطات الكورية الشمالية إصدار عفو عام «لإخلاء سبيل مئات السجناء». ورأى أن خطوة مماثلة «ستكون إشارة مهمة من الحكومة بشأن إرادتها في التزام مبادئ الأمم المتحدة لحقوق الإنسان». كما طلب «مبادرة ملموسة لصالح الذين أوقفوا بشكل تعسفي في البلاد»، مشيراً إلى أنه «ليست هناك دولة قانون في هذا البلد». والمقرر المكلف من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي لم توافق عليه بيونغ يانغ، قال إن لجنة للتحقيق تابعة للمنظمة الدولية أكدت قبل أربع سنوات أن هناك بين ثمانين ألفا و120 ألف سجين سياسي في معسكرات.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.