الجزائر: مساعٍ لإطلاق سراح 100 سجين سياسي

TT

الجزائر: مساعٍ لإطلاق سراح 100 سجين سياسي

تسعى مجموعة من النشطاء السياسيين في الجزائر لدى السلطات العليا في البلاد للإفراج عن نحو 100 سجين سياسي، فاقت فترة سجنهم 25 سنة، وكثير منهم تجاوز 60 سنة من العمر، ويعاني أمراضاً مزمنة. وينتمي هؤلاء إلى «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، التي حلتها الحكومة بقرار قضائي عام 1992، بعد أن اتهمتها بالإرهاب، وقد أدانهم القضاء بالسجن مدى الحياة. ويتزعم مصطفى غزال، أحد مناضلي «الإنقاذ»، هذه المساعي رفقة البرلماني الإسلامي حسن عريبي، والناشط الحقوقي والصحافي حسن بوراس.
وقال غزال لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصالات مع الرئاسة بدأت منذ 5 سنوات، وكانت تحديداً مع عبد العزيز بلخادم، المستشار الشخصي للرئيس بوتفليقة سابقاً، المعروف بتوجهه الإسلامي. كما دخل على خط المساعي مدني مزراق، زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» سابقاً، الذراع المسلحة لـ«جبهة الإنقاذ»، الذي استفاد من عفو رئاسي عام 2000، مع ستة آلاف من عناصر التنظيم المصنف «إرهابياً».
وأوضح غزال، أن هذه المساعي توقفت في فترة سابقة «لعدم وجود رغبة من جانب السلطات للإفراج عنهم»، وقال بهذا الخصوص «هذه المرة نحن بصدد طرح القضية من جديد، لكن بشكل مغاير. فبناء على استشارة محامين وخبراء في القانون، طلبنا من الحكومة إدماج المساجين السياسيين ضمن قانون المصالحة، الذي يقترح طي صفحة المأساة الوطنية حتى يلتئم الجرح، الذي خلفته فترة الصراع الدامي بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن».
وصدر «قانون المصالحة» عام 2006، تضمن إبطال المتابعة والأحكام القضائية التي صدرت بحق المتطرفين، مقابل التخلي عن السلاح وتسليم أنفسهم. ويمنع القانون على هؤلاء ممارسة السياسة نهائياً، وهي عقوبة جماعية يحتج عليها حقوقيون، على أساس أنه ينبغي أن تكون فردية، بحسب ما ينص عليه القانون.
وخاض وزير الداخلية سابقا نور الدين زرهوني في هذا الأمر، مبرزاً أن السلطات «لا تعتبرهم معتقلين سياسيين لأن متابعتهم لم تتم على أساس التعبير عن مواقف سياسية، أو بسبب نضالهم السياسي، وإنما بسبب أفعال ووقائع يجرّمها القانون». أما الإعلام المحلي فلا يبدي في أغلبه اهتماماً بهذه القضية.
وتتضمن لائحة المساجين السياسيين، التي سلمت للسلطات، أسماءهم وأعمارهم وتواريخ سجنهم، والأمراض التي يعانون منها. ولوحظ وجود سبعة عسكريين أدانهم القضاء العسكري بسبب تعاطفهم مع حزب مصنف ضمن المنظمات الإرهابية. وورد في اللائحة أن أحدهم «فاقد العقل نهائيا»، وآخر «يعيش حالة متطورة من الاضطراب العقلي»، بينما يشار إلى آخر بأنه «مصاب باضطرابات نفسية».
أما أصغر المساجين فعمره لا يتجاوز 46 سنة، وقد دخل السجن عام 1994، وكان في الثالثة والعشرين، وهو عسكري ينحدر من جنوب البلاد. أما أكبرهم فعمره 71 سنة ينحدر من غرب الجزائر، ويعاني حسب غزال، من ضعف في البصر، وهو متزوج وله أربعة أولاد.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.