فرنسا مرشحة لحصد اللقب بقوة هجومية مدججة بالنجوم

المنتخب الفرنسي يتطلع لاستعادة أمجاد التسعينات
المنتخب الفرنسي يتطلع لاستعادة أمجاد التسعينات
TT

فرنسا مرشحة لحصد اللقب بقوة هجومية مدججة بالنجوم

المنتخب الفرنسي يتطلع لاستعادة أمجاد التسعينات
المنتخب الفرنسي يتطلع لاستعادة أمجاد التسعينات

أوقعت قرعة مونديال 2018 منتخب فرنسا لكرة القدم، وصيف بطل أوروبا 2016، في مجموعة ثالثة سهلة نسبيّاً حيث سيكون الصراع على أشده بين الدنمارك والبيرو على المركز الثاني على حساب أستراليا المتواضعة. رغم ذلك، يرى ديدييه ديشامب، المدرب الحالي وقائد المنتخب الفائز بمونديال 1998 على أرضه، أن المجموعة تفرض تحديات على منتخب فرنسا.
وقال: «البعض يرى أن مجموعتنا سهلة، لكن الحقيقة أننا في مجموعة تضم ثلاثة منتخبات بين المصنفين الـ12 الأوائل في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)»، هي فرنسا (7) والبيرو (11) والدنمارك (12). واستدعى ديشامب للنهائيات التي تستضيفها روسيا من 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز)، مجموعة شابة تضم 14 لاعباً لم يسبق أن خاضوا أي بطولة دولية. وتضم تشكيلة ديشامب ستة لاعبين فقط ممن شاركوا في مونديال البرازيل 2014، بينهم القائد والحارس هوغو لوريس وبول بوغبا وأنطوان غريزمان. ولا تخلو مجموعة الجيل الشاب من المواهب لا سيما في الوسط الهجومي والهجوم على غرار توما ليمار ونبيل فقير وفلوريان توفان وعثمان ديمبيلي وكيليان مبابي.
وهكذا وبعد 20 عاماً من حمله شارة قيادة المنتخب الفرنسي الذي توج بلقب كأس العالم في كرة القدم على أرضه، يدخل ديدييه ديشامب مونديال روسيا 2018 من باب الإدارة الفنية لـ«ديوك» أعادهم إلى سكة الاستقرار. براغماتي ومتطلب، ثبّت ديشامب (49 عاما) بعض الاستقرار في المنتخب الفرنسي الذي عرف مراحل صعود وهبوط منذ تتويجه بلقبه الوحيد في مونديال 1998.
في كأس العالم الثانية على التوالي له كمدرب، سيجلس ديشامب إلى مقاعد البدلاء ليتابع على أرض الملعب جيلاً موهوباً يغلب عليه طابع الشباب، ويُعد من الأفضل للمنتخب الفرنسي منذ حقبة الجيل الذهبي في 1998 ومطلع العقد الأول من الألفية الجديدة، عندما أحرزت فرنسا كأس العالم 1998، وكأس أوروبا 2000 بلاعبين من أمثال زين الدين زيدان وديشامب، والحارس فابيان بارتيز ولوران بلان وتييري هنري وغيرهم.
يقول مساعده في الجهاز الفني غي ستيفان، إن ديشامب يمتلك رغبة دائمة بالفوز، ولديه على اللاعبين «سلطة غير قابلة للنقاش ومسلم بها». ويضيف: «على عكس ما يقال، هو لا يقرر كل شيء، بل يستمع أيضاً. بعد ذلك، هو بطبيعة الحال قائد».
كمدرب، بدأ ديشان مسيرته مع موناكو وقاده إلى نهائي دوري الأبطال في 2004، وقاد مرسيليا إلى لقب الدوري الفرنسي في 2010. في 2012، لجأ الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إلى تشامب لإنقاذ المنتخب الأزرق بعد تدهور مستواه تدريجا بعد بلوغ نهائي مونديال 2006، وصولاً إلى المشاركة الكارثية في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وإضراب اللاعبين عن التمرين. أعاد ديشامب المنتخب إلى السكة الصحيحة على أرض الملعب وخارجه. بلغ دور الثمانية في مونديال 2014، وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقب كأس أوروبا 2016 على أرضه، لولا العقبة الأخيرة التي تمثلت بالبرتغال في المباراة النهائية.
شاركت فرنسا في النهائيات 14 مرة، وحققت أفضل نتائجها عندما أحرزت اللقب على أرضها في عام 1998 حين فازت على البرازيل 3 - صفر في المباراة النهائية في استاد فرنسا. وبعد حصولها على المركز الثالث في نهائيات 1958 احتاجت فرنسا للانتظار حتى الثمانينات للمنافسة مرة أخرى على اللقب حيث وصلت للدور قبل النهائي في 1982 و1986 وخرجت في المرتين أمام ألمانيا الغربية. ووصلت فرنسا للمباراة النهائية مجددا في عام 2006 بفضل جهود لاعب الوسط الموهوب زين الدين زيدان الذي سجل هدفا ثم طرد إثر نطحته الشهيرة للإيطالي ماركو ماتيراتسي، لتتقدم إيطاليا للفوز باللقب بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل 1 - 1. وتبدأ فرنسا مشوارها في النهائيات بمواجهة أستراليا في 16 من الشهر الحالي في قازان، بينما تلتقي في اليوم ذاته الدنمارك مع البيرو في سارانسك في مواجهة قد تحدد بنسبة كبيرة صاحب بطاقة التأهل الثانية إلى دور الستة عشر.

- التشكيلة
المدير الفني: ديدييه ديشامب
حراسة المرمى: هوغو لوريس (توتنهام)، ستيف مانداندا (مرسيليا)، ألفونس أريولا (باريس سان جيرمان)
الدفاع: صامويل أومتيتي (برشلونة)، لوكاس هرنانديز (أتلتيكو مدريد)، بريسنل كيمبيبي (باريس سان جيرمان)، بنجامين ميندي (مانشستر سيتي)، بنجامان بافار (شتوتغارت)، عادل رامي (مرسيليا)، جبريل سيديبيه (موناكو)، رافايل فاران (ريال مدريد)
الوسط: نغولو كانتي (تشيلسي)، بليز ماتويدي (يوفنتوس)، ستيفن نزونزي (إشبيلية)، بول بوغبا (مانشستر يونايتد)، كورنتان توليسو (بايرن ميونيخ)
الهجوم: عثمان دمبيلي (برشلونة)، أوليفييه جيرو (تشيلسي)، نبيل فقير (ليون)، أنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد)، كيليان مبابي (باريس سان جرمان)، فلوريان توفان (مرسيليا)، وتوما ليمار (موناكو)

- نجم الفريق: غريزمان
اشتهر الفرنسي أنطوان غريزمان في السابق بخسارة المباريات النهائية وتصفيف شعره بشكل مضحك، لكنه بات شخصا مختلفا قبل الذهاب إلى روسيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم. وظهر المهاجم بشعر قصير بدلا من شعره الطويل وسجل مرتين خلال عرض رائع ليساعد أتليتيكو مدريد على الفوز 3 - صفر على أولمبيك مرسيليا في نهائي الدوري الأوروبي، وإحراز اللقب للمرة الثالثة. ومنح الفوز أول لقب كبير لغريزمان بعد هزيمتين شهيرتين في 2016 على مستوى الأندية أمام الغريم ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا وكذلك على المستوى الدولي بهزيمة فرنسا أمام البرتغال في نهائي بطولة أوروبا. وكان كريستيانو رونالدو في الطرف الفائز في المرتين.
وبعد عامين، أعاد اللاعب الفرنسي صاحب الملامح الطفولية، الذي سجل ستة أهداف واختير أفضل لاعب في بطولة أوروبا 2016، اكتشاف أسلوب اللعب الذي يعتقد كثيرون أنه سيساعده على التألق مجدداً في روسيا. وبعد خروج أتليتيكو من دور المجموعات لدوري الأبطال انتقل للعب في الدوري الأوروبي وقدم غريزمان واحدة من أفضل مبارياته في الموسم خلال لقاء لم يسجل فيه. وفي مباراة الإياب بالدور قبل النهائي أمام آرسنال تألق اللاعب البالغ عمره 27 عاما في الفوز 1 - صفر وحصل على درجة 8 من 10 في تقييم صحيفة ليكيب وهي الدرجة نفسها التي نالها في النهائي الأوروبي.
وكانت مهارات غريزمان ورؤيته حاسمة في أسلوب لعب أتليتيكو خاصة تمريرته الرائعة لزميله دييغو كوستا التي سجل بها الهدف الوحيد في مباراة الإياب أمام الفريق الإنجليزي قبل أن يقدم أداء رائعاً آخر في ليون في الفوز الكبير على مرسيليا في المباراة النهائية. وسجل غريزمان ثلاثة أهداف في ثماني مباريات لفرنسا هذا الموسم ليرفع رصيده إلى 19 هدفا في 51 مباراة دولية، وهو رقم سيسعى إلى تعزيزه في مونديال روسيا.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».