التصعيد العسكري ضد إيران وغزة يرفع شعبية نتنياهو وليبرمان

جندي إسرائيلي يصوّب سلاحه تجاه محتجين فلسطينيين خلال مواجهات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يصوّب سلاحه تجاه محتجين فلسطينيين خلال مواجهات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

التصعيد العسكري ضد إيران وغزة يرفع شعبية نتنياهو وليبرمان

جندي إسرائيلي يصوّب سلاحه تجاه محتجين فلسطينيين خلال مواجهات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يصوّب سلاحه تجاه محتجين فلسطينيين خلال مواجهات في كفر قدوم قرب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

أشار استطلاع للرأي، نشر في تل أبيب، أمس (الجمعة)، إلى أن التصعيد الحربي الإسرائيلي الأخير في سوريا وقطاع غزة، حقق ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في شعبية كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، أفيغدور ليبرمان.
وأوضحت النتائج التي أعلنها «معهد سميث»، ونشرتها صحيفة «معاريف»، أمس، أن 58 في المائة من الإسرائيليين يقولون إنهم راضون أو راضون جداً عن أداء نتنياهو وليبرمان، في حين قال 47 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم غير راضين أو ليسوا راضين بما يكفي عن أدائهما. وتنطوي هذه الأرقام ليس فقط على زيادة بنسبة 7 في المائة عن آخر استطلاع، بل تشير إلى أن شعبية نتنياهو وليبرمان بلغت أوجها منذ تسلم كل منهما منصبه.
وتأتي نتائج الاستطلاع لصالح ليبرمان الذي أظهرت معظم استطلاعات الرأي التي نشرت أخيراً تراجع تمثيل حزبه «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا)، فيما شكك كثير من المحللين الإسرائيليين، عند تعيينه، بمدى ملاءمته للمنصب الأمني في ظل الخبرة العسكرية المحدودة التي يمتلكها. وفي الاستطلاع الجديد، تربع ليبرمان على رأس الشخصيات الملائمة للمنصب. ففي السؤال من ترى أفضل وزير دفاع في إسرائيل، أجاب 22 في المائة من المستطلعين أن ليبرمان هو المناسب، بينما تخلف وراءه كل من رئيس أركان الجيش الأسبق، غابي أشكنازي، بنسبة 21 في المائة، ثم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، بنسبة 17 في المائة، فيما رأى 11 في المائة من الإسرائيليين أن وزير التعليم، نفتالي بينيت، هو الأكثر ملاءمة للمنصب الأمني. وتذيّل القائمة أكثرهم خبرة عسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي مثل وزير الأمن ورئيس الحكومة السابق، إيهود باراك.
وظهر رضا الإسرائيليين عن ليبرمان ونتنياهو في الاستطلاع أيضاً عند السؤال لأي حزب ستصوت؟ فقد قفز ليكود من 30 مقعداً له الآن إلى 34 مقعداً، يليه حزب «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد بـ17 مقعداً (11 مقعداً في الكنيست الحالي)، و«المعسكر الصهيوني» برئاسة آفي غباي الذي يحوي في الاستطلاع من 24 نائباً الآن إلى 11 مقعداً، فيما تهبط القائمة المشتركة إلى 12 مقعداً. ويرتفع تمثيل «البيت اليهودي» بقيادة بينيت من 8 إلى 9 مقاعد، فيما ترفع «يسرائيل بيتينو» بقيادة ليبرمان تمثيلها من 6 مقاعد إلى 8. وينخفض تمثيل حزب «كولانو» بقيادة وزير المال، موشيه كحلون، من 10 مقاعد إلى 7، ويقتصر تمثيل قائمتي «يهدوت هتوراه» وحركة «ميرتس» على 6 مقاعد لكل منهما. وفيما يحصل حزب «شاس» على 5 مقاعد، يصل تمثيل قائمة برئاسة أورلي ليفي - أبكسيس، المنشقة عن حزب ليبرمان، إلى 5 مقاعد.
وتعني هذه النتائج أنه في حال إجراء انتخابات جديدة، سيعود نتنياهو وائتلافه الحالي إلى الحكم أقوى من قوته الحالية بـ3 مقاعد إضافية، إلى 70 مقعداً من مجموع 120.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».