قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس، إن زيادة الطلب على النفط وتراجع الإمدادات ينبئان بارتفاع الأسعار في السوق على مدى الأشهر القليلة المقبلة.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إنه بعد ثمانية فصول متوالية من الانكماش عاد الطلب على النفط في الدول الصناعية للنمو في الربع الثاني من العام الحالي.
ومنذ ذلك الحين تسارع الطلب على الوقود، ولا سيما في الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.
وفي الشهر الماضي قفز الطلب الأميركي على النفط فوق 20 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008، ولكن لم يتضح إذا كان جزء من هذا الطلب يعكس زيادة صادرات المصافي الأميركية.
وبحسب «رويترز» قال أنطوان هالف، رئيس إدارة أسواق وصناعة النفط في الوكالة: «يبين الاتجاه العام نمو الطلب على النفط ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل في أوروبا أيضا». وتابع: «يبدو الآن أن الانكماش الكبير للطلب الذي شهدناه في السنوات الأخيرة توقف والاتجاه قد انعكس».
وقالت الوكالة التي تقدم المشورة لكبرى الدول المستهلكة للطاقة، إن من شأن ذلك أن يسهم في دعم أسواق النفط.
وتابع التقرير: «يتوقع المتعاملون في السوق ضعفا في الربع الأول، ولكن الاتجاه الصعودي في أسواق النفط، سواء على مستوى العرض أو الطلب، أظهر ثباتا ملحوظا».
واستقرت أسعار النفط على مدار السنوات الثلاث الماضية واقتربت في المتوسط من 110 دولارات وكبح الاتجاه الصعودي تباطؤ الطلب العالمي على النفط وتعطل الإمدادات من عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتزايد الطلب على الوقود في ظل تسارع النمو الاقتصادي.
ورفعت الوكالة التي مقرها باريس تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط 145 ألف برميل يوميا إلى 2.1 مليون برميل يوميا في 2013 وبمقدار 110 آلاف برميل يوميا إلى 2.1 مليون برميل يوميا في 2014.
وبذلك يرتفع إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط لأكثر من 4.92 مليون برميل يوميا العام المقبل.
وبفضل ذلك ستحتاج منظمة أوبك لضخ مزيد من النفط في العام المقبل ورفعت الوكالة التقديرات للطلب على نفط أوبك بمقدار 200 ألف برميل إلى 3.29 مليون برميل.
ويمكن تلبية الزيادة بسهولة في حالة رفع إنتاج النفط في ليبيا وغيرها من دول أوبك التي عانت من اضطرابات مدنية ومشكلات أخرى.
وذكرت الوكالة أن إنتاج ليبيا نزل إلى 220 ألف برميل يوميا فقط في نوفمبر (تشرين الثاني) لأقل من نصف الإنتاج في أكتوبر (تشرين الأول) عند 450 ألف برميل يوميا. وذكرت الوكالة أن الصناعة في شمال أفريقيا تواجه «مصاعب متجددة».
ونزلت إمدادات أوبك للشهر الرابع على التوالي في نوفمبر بواقع 160 ألف برميل إلى 73.29 مليون برميل يوميا.
وتظهر بيانات الصناعة أن العقوبات الغربية على إيران قلصت الإنتاج وتبلغ صادراتها حاليا نحو مليون برميل يوميا أقل مما كانت عليه قبل عامين.
وقال التقرير: «إفساح مجال لإيران، بافتراض أنها سترفع الإنتاج سريعا بعد أن فرضت عليها عقوبات لسنوات، قد يكون تحديا لمنتجين آخرين، لا سيما في ظل زيادة الإمدادات من خارج أوبك».
وتقدر الوكالة أن الإمدادات من المنتجين من خارج أوبك ارتفعت 4.1 مليون برميل يوميا هذا العام ويتوقع أن ترتفع إلى 7.1 مليون برميل في 2014.
من جهة أخرى، قال وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي، أمس، إن صادرات ليبيا من النفط تبلغ حاليا 110 آلاف برميل يوميا من إجمالي الإنتاج البالغ 250 ألف برميل يوميا.
وأضاف، بحسب «رويترز»، في مؤتمر صحافي، أن ليبيا ترسل يوميا 120 ألف برميل إلى مصفاة الزاوية الليبية و20 ألف برميل إلى مصفاة في طبرق الواقعة في أقصى شرق البلاد.
وبسبب سيطرة جماعات مسلحة على مرافئ النفط انخفض إنتاج ليبيا من 4.1 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز) وتفاقمت الفوضى في البلاد بعد عامين من سقوط معمر القذافي.
وكالة الطاقة تتوقع ارتفاع أسعار النفط
وزير النفط: ليبيا تصدر ما يقارب نصف إنتاجها اليومي
وكالة الطاقة تتوقع ارتفاع أسعار النفط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة