مطالبة إنجلترا بأن تخوض كأس العالم بروسيا كتدريب للمونديال التالي «محض هراء»

بسبب صغر سن اللاعبين وقلة خبرتهم والرغبة في عدم بناء آمال ضخمة سرعان ما تتلاشى مع انطلاق البطولة

منتخب إنجلترا يستعد لمباراة نيجيريا الودية اليوم (رويترز)
منتخب إنجلترا يستعد لمباراة نيجيريا الودية اليوم (رويترز)
TT

مطالبة إنجلترا بأن تخوض كأس العالم بروسيا كتدريب للمونديال التالي «محض هراء»

منتخب إنجلترا يستعد لمباراة نيجيريا الودية اليوم (رويترز)
منتخب إنجلترا يستعد لمباراة نيجيريا الودية اليوم (رويترز)

بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم بروسيا، ولم يتبقَ سوى مباراتين وديتين لكل منتخب قبل الدخول في المعترك الكروي القوي، بعيداً عن الحديث عن قضايا جانبية، مثل «وشم البندقية» الذي ظهر على قدم نجم المنتخب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ، والذي جعله حديث كل الصحف ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من ضرورة الاعتراف بأن رسم البنادق كوشم على جسد اللاعبين هو أمر جديد في عالم كرة القدم، يجب الإشارة إلى أن استعدادات المنتخب الإنجليزي لكأس العالم المقبلة يغيب عنها هذه المرة شيئاً طالما صاحب استعدادات إنجلترا للبطولات الكبرى، وهو ما يمكن أن نطلق عليه «التوقعات الكبرى من المنتخب الإنجليزي»، وسط أجواء حماسية ووطنية شديدة. قد يقول كثيرون إن كرة القدم الإنجليزية قد تخلصت من هذه العادة، بعدما كانت وسائل الإعلام تتسم على مر السنين بأنها أكثر حماساً حتى من قادة المنتخب الإنجليزي الذين يلعبون في البطولات الكبرى. وقد يكون من الجيد الاعتقاد أن إنجلترا قد نضجت للتو، وخرجت من هذه العزلة والقوقعة التي كانت تحيط بها نفسها، وأدركت أن بقية العالم كان يضحك على تفاؤلنا الذي لا حدود له، لكن الواقع هو أن الحقيقة قد تكون أكثر إيلاماً من ذلك.
لقد تعلمت إنجلترا، بكل بساطة، ألا تتوقع الكثير من منتخب بلادها في البطولات الكبرى بعد الآن، خصوصاً بعدما أصبحنا منتخباً لا يستطيع الحفاظ على تقدمه بهدف وحيد أمام آيسلندا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016، وبعدما ودع المنتخب الإنجليزي نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل من دور المجموعات، ولم يفز المنتخب الإنجليزي بأية مباراة في الأدوار الإقصائية لكأس العالم منذ فوزه على الإكوادور في كأس العالم 2006 بألمانيا، أي قبل أن ينضم أنطونيو فالنسيا لويغان أتلتيك، وليس مانشستر يونايتد!
وبالنظر إلى الوراء، من السهل الوصول لاستنتاج مفاده أن إنجلترا لم تعد لديها القدرة على اللعب بشكل جيد في البطولات الكبرى، أو أن اللاعبين يشاركون في هذه البطولات وهم منهكون للغاية بسبب مشاركتهم في الدوري الإنجليزي الممتاز القوي للغاية. وإذا كان التاريخ يخبرنا بشيء، فهو أن المنتخب الإنجليزي يزداد سوءاً في بطولات كأس العالم، وبالتالي ربما لا يكون من الحكمة بناء آمال ضخمة سرعان ما تتلاشى مع انطلاق البطولة. ووصل الأمر لدرجة أن البعض بدأ يشير إلى أنه يجب على المنتخب الإنجليزي أن يشارك في كأس العالم المقبلة بروسيا فقط من أجل اكتساب الخبرات والاستعداد بشكل قوي لكأس العالم 2022.
ويستند هذا الرأي إلى أن المنتخب الإنجليزي يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الصغار في السن الذين لا يملكون الخبرات اللازمة، ولذا بدلاً من إثقال كاهلهم بآمال وتوقعات لا داعي لها، يجب أن نرفع عنهم الضغوط هذه المرة من أجل أن يكونوا على أهبة الاستعداد في كأس العالم 2022 بقطر! ولعل الشيء الذي يدعو إلى الارتياح هو أن هذه الفكرة الانهزامية قد رُفضت من قبل اللاعبين أنفسهم. وفي الحقيقة، يجب أن نؤمن بأننا نمتلك الآن فريقاً جديداً مع مدير فني جديد لديه الفرصة لتقديم أداء مثير للإعجاب في كأس العالم.
ويجب أن يكون هذا هو الموقف الصحيح لعدة أسباب، أولها أن الظروف في قطر، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، لن تكون مناسبة على الأرجح للاعبين الإنجليز بقدر ما هي مهيأة الآن في روسيا. ويكمن السبب الثاني في أنه رغم أن التأهل لكأس العالم 2022 لا يجب أن يكون عقبة كبيرة، فإن إنجلترا ليس لديها أي فكرة حتى الآن عن الفرق التي يمكن أن تواجهها في دور المجموعات، أو إلى أي مدى يمكنها التقدم في البطولة بعد ذلك، لكنها تعرف الآن أنها تلعب في مجموعة واحدة مع بنما وتونس وبلجيكا. ورغم قوة المنتخب البلجيكي، فإنه يمكن للمنتخب الإنجليزي أن يضمن التأهل للدور الثاني، في حال الفوز على منتخبي بنما وتونس، دون التعويل كثيراً على نتيجة مباراته أمام بلجيكا.
ويضم منتخب بلجيكا كوكبة من اللاعبين في الوقت الحالي، لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن تاريخه في كأس العالم ليس مثيراً للإعجاب، بالإضافة إلى أن مديره الفني روبيرتو مارتينيز لم يسبق له تدريب أي منتخب في كأس العالم، ولم يتولَ تدريب المنتخب البلجيكي إلا بسبب إقالة مارك ويلموتس قبل عامين، بعد خروج بلجيكا من منافسات كأس الأمم الأوروبية 2016 أمام ويلز. ووقعت إنجلترا في مجموعة سهلة نسبياً، وليست مجموعة الموت. كما أنه في حال تأهلها للدور الثاني، فإنها ستواجه أحد منتخبات بولندا أو كولومبيا أو السنغال أو اليابان. صحيح أن المنتخب الإنجليزي يمكن أن يخسر أمام أي من هذه المنتخبات، في ضوء نتائج إنجلترا في آخر بطولتين، لكن أي فريق يحترم نفسه يجب أن ينظر إلى هذه القرعة على أنها طريق محتمل وسهل نسبياً للوصول إلى دور الثمانية، بدلاً من رؤية البطولة على أنها مجرد تدريب أمام المنتخب الإنجليزي استعداداً لكأس العالم التالية!
ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي في حث المجموعة الحالية من اللاعبين على الذهاب لكأس العالم من أجل مجرد اكتساب الخبرات هو السبب نفسه الذي أثبت فشله على مدار البطولات السابقة، والذي يتمحور حول فكرة «الجيل الذهبي» لكرة القدم الإنجليزية، الذي يمتلك أسماء رنانة وخبرات هائلة. وقد أثبتت بطولات كأس العالم أنه لا يهم عدد اللاعبين الكبار الذي تمتلكهم في فريقك بقدر ما يهم تشكيل فريق قوي متجانس من هؤلاء اللاعبين يلعب بكل ثقة في البطولة.
وبعدما فشلت إنجلترا في التعافي من آثار النتيجة السيئة في المباراة الافتتاحية لها في كأس العالم 2014، فإن الشيء الجيد هذه المرة يتمثل في أنها ستخوض مباراة سهلة نسبياً في البداية، وهو ما قد يساعدها على الحصول على الثقة اللازمة للاستمرار في البطولة.
وقد تحصل إنجلترا أيضاً على ثقة كبيرة حتى قبل انطلاق البطولة، في حال تحقيقها لنتائج جيدة في المباراتين الوديتين الأخيرتين أمام نيجيريا وكوستاريكا. ومن المؤكد أن أي منتخب بحاجة إلى لاعبين جيدين من أجل الذهاب بعيداً في البطولات الكبرى، لكنه يكون بحاجة أيضاً إلى الثقة حتى يتمكن من مواصلة المشوار، وإلى ما يمكن وصفه بـ«إثارة إعجاب الآخرين» خلال البطولة. وتعتبر ألمانيا هي المثال الأكثر وضوحاً على الفريق الذي يمتلك هذه الصفات الثلاثة، لأنه كلما تحقق النجاح في البطولات الكبرى تزيد ثقتك في نفسك وفي قدراتك.
وعلى عكس الافتراض الشائع، فإن هذا الأمر لا يقتصر على المنتخب الألماني وحده، وخير دليل على ذلك أن المنتخب الإنجليزي قد حقق نتائج جيدة في كأس العالم عام 1970 بفضل ثقته في نفسه، بعد الفوز باللقب العالمي عام 1966، كما قدم أداءً جيداً في كأس العالم عام 1998 بفرنسا، بعدما واصل العمل على الأداء الجيد الذي حققه في كأس الأمم الأوروبية عام 1996. وإذا كانت أفضل نتائج للمنتخب الإنجليزي منذ حصوله على اللقب عام 1966 هي الوصول إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، بعد البداية غير الجيدة في البطولة، فإن هذا يثبت على الأقل أنه يمكن القيام بأي شيء، وأنه لا يوجد شيء مستحيل. ويتمتع لاعبون مثل رحيم ستيرلينغ وكايل ووكر وهاري كين وديلي إلى بثقة كبيرة في الوقت الحالي، بفضل الأداء الجيد الذي قدموه مع أنديتهم، وتطلعهم إلى تحقيق المزيد من النجاح. ويمكن القول إن هذا هو أفضل وقت بالنسبة لهم، بشرط أن يلعبوا بكل قوة وثقة ومن دون خوف، وأن يظهروا للعالم حجم الموهبة الحقيقية التي يمتلكونها.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.