دياز ـ كانيل على خطى الأخوين كاسترو في علاقة كوبا بفنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع نظيره الكوبي ميغيل دياز - كانيل (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع نظيره الكوبي ميغيل دياز - كانيل (أ.ف.ب)
TT

دياز ـ كانيل على خطى الأخوين كاسترو في علاقة كوبا بفنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع نظيره الكوبي ميغيل دياز - كانيل (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع نظيره الكوبي ميغيل دياز - كانيل (أ.ف.ب)

في أول زيارة له منذ توليه السلطة قبل أشهر في هذه الجزيرة الكاريبية، دافع الرئيس الكوبي ميغيل دياز - كانيل عن حليفه ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، ودعا دول أميركا اللاتينية إلى تقديم الدعم للرئيس اليساري، الذي اعتبره «ضحية حرب اقتصادية وسياسية».
وأعرب الرئيس الكوبي عن دعمه القوي لنظيره الفنزويلي، الذي بات معزولاً بشكل كبير بعد أن ندد عدد من الدول بإعادة انتخابه باعتباره «غير ديمقراطي».
وتقيم كوبا وفنزويلا علاقات وثيقة منذ وصول هوغو تشافيز (1999 - 2013) إلى الحكم، والذي كان يعتبر فيدل كاسترو «والده الروحي». ودعا الضيف الكوبي دياز - كانيل «الشعب في الأميركيتين» لتقديم الدعم لفنزويلا التي تقاوم «حرباً سياسية ودبلوماسية واقتصادية ومالية» تشنها «الإمبريالية».
وبفضل اتفاق بين الرجلين في عام 2000، تزود كاراكاس الجزيرة الشيوعية بالنفط في حين ترسل كوبا أطباء ومدربين رياضيين ومستشارين عسكريين إلى فنزويلا. وهؤلاء المستشارون شكلوا مصدر جدل مرات عدة. وذكر رئيس التعاون الكوبي، خوليو غارسيا، خلال احتفال إلى جانب دياز- كانيل في مخيم فويرتا تيونا العسكري بأن نحو 218 ألف كوبي أرسلوا منذ ذلك الحين في «مهمات اجتماعية» إلى فنزويلا. ويبلغ عدد الكوبيين الذين يعملون في الوقت الراهن في إطار مهمات بفنزويلا 22 ألفا.
وحظى دياز - كانيل، الذي خلف راؤول كاسترو في 19 أبريل (نيسان) الماضي باستقبال حار لدى وصوله مطار كاراكاس. وهذه أول زيارة له خارجية منذ توليه السلطة. وقال، إن الهدف الأساسي لزيارته هو إظهار التضامن مع مادورو بعد إعادة انتخابه رئيسا في 20 مايو (أيار).
وقال دياز - كانيل في خطاب ألقاه في الجمعية التأسيسية الفنزويلية: «في العالم الذي نعيش فيه، حيث تنتشر الأخبار المزيفة، والتلاعب... يبدو أنه ليس من المألوف دعم فنزويلا».
وكانت قد رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و13 بلداً آخر في أميركا اللاتينية هذه الانتخابات باعتبارها «خديعة». وقال الزعيم الشيوعي دياز - كانيل «أنا سعيد لوجودي في فنزويلا ولتحيا الثورة البوليفارية ويحيا الرئيس مادورو».
وخلال تنصيبه بعد تسلم السلطة تعهد ميغيل دياز- كانيل بـ«متابعة الثورة الكوبية في لحظة تاريخية أساسية»، و«تحقيق الاشتراكية الكاملة» أيضاً، في حين سيبقى راؤول كاسترو أميناً عاما للحزب الاشتراكي الكوبي القوي، حتى 2021. ووصف دياز- كانيل الانتخابات الفنزويلية التي قاطعتها المعارضة الرئيسية بأنها «نجاح ساحق». وقال: «ربما أزعج صوت الغالبية الولايات المتحدة، والحقيقة أنهم غير قادرين على الاعتراف بالشرعية». وفي إشارة إلى الوضع في بلاده التي تخضع لحظر أميركي منذ 1962، أضاف دياز - كانيل (58 عاماً) «نعرف تماماً هذا النفاق الذي يقضي باتهام (...) الحكومات الشعبية بالمساوئ الناجمة عن السياسات والعقوبات والتحركات الإمبريالية المتمثلة بالخضوع والمضايقة والعزلة والحظر».
وتتزامن زيارة الرئيس الكوبي مع إعلان كندا مزيداً من العقوبات ضد مساعدي مادورو، بمن في ذلك زوجته سيليا فلوريس لإجرائهم انتخابات «غير شرعية وغير ديمقراطية». واعتبر دياز - كانيل في خطاب أمام الجمعية التأسيسية، أن الهدف الرئيسي للعقوبات الدولية هو إلغاء الانتصار الذي حققه مادورو بإعادة انتخابه. وقال دياز – كانيل، إن فنزويلا وقعت في ظل حكم مادورو ضحية «الأفعال الإمبريالية المتمثلة في الإخضاع والمضايقة والعزل والحصار». ودعا دياز - كانيل الذي وضع إكليلا على ضريح زعيم الاستقلال سيمون بوليفار في كاراكاس فنزويلا إلى «الرفض بثبات» لمحاولات واشنطن العودة إلى «فترة التدخلات».
وتشهد فنزويلا أوضاعاً اقتصادية صعبة ونقصاً في المواد الطبية والغذائية وتضخماً كبيراً (يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ هذه السنة 13 ألفاً و800 في المائة). وعلى رغم هذه الصورة المؤسفة والتراجع الكبير للشعبية الناجم عنها، أعيد انتخاب نيكولاس مادورو في بـ68 في المائة من الأصوات في مقابل 21.2 في المائة لأبرز منافسيه هنري فالكون.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.