الأسد: ضباط من الجيش الايراني يساعدون قواتنا

لوَّح بالحل العسكري ضد حلفاء واشنطن... و «سوريا الديمقراطية» تتمسك بالحل السياسي

TT

الأسد: ضباط من الجيش الايراني يساعدون قواتنا

أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد وجود ضباط إيرانيين «يساعدون» قوات النظام، لافتاً إلى أن على الولايات المتحدة أن تستقي العبرة من العراق وترحل عن سوريا. وتعهد باستعادة المناطق التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من الولايات المتحدة عبر المفاوضات أو بالقوة.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، قال الأسد، إن الحكومة بدأت «بفتح الأبواب أمام المفاوضات» مع «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف يهيمن عليه فصيل كردي، ويسيطر على مساحات من شمال وشرق سوريا، حيث تتمركز قوات أميركية.
وقال الأسد: «هذا هو الخيار الأول. إذا لم يحدث ذلك، فسنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة. ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم. ليس لدينا خيار آخر. هذه أرضنا، وهذا حقنا، ومن واجبنا تحرير تلك المنطقة. وعلى الأميركيين أن يغادروا، وسيغادرون بشكل ما».
وأضاف: «أتوا إلى العراق دون أساس قانوني، وانظر ما حل بهم. عليهم أن يتعلموا الدرس. العراق ليس استثناء، وسوريا ليست استثناء. الناس لم يعودوا يقبلون بوجود الأجانب في هذه المنطقة».
وردا على وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب له بأنه «الأسد الحيوان»، قال الرئيس السوري: «الكلام صفة المتكلم».
وجاء وصف ترمب للأسد بـ«الحيوان» بعد ما يشتبه أنه هجوم بغاز سام على مدينة كانت تحت سيطرة المعارضة، قرب دمشق، في أبريل (نيسان). وكرر الأسد نفي حكومته بأنها نفذت الهجوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، قائلا إن الحكومة ليست لديها أسلحة كيماوية، وإن شن مثل هذا الهجوم ما كان سيصب في مصلحتها.
ودفع هجوم دوما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لشن ضربات جوية على سوريا، قالت إنها استهدفت برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.
واستعاد الأسد مساحات من الأراضي السورية، بدعم عسكري من روسيا وإيران وميليشياتها؛ لكن لا تزال مناطق كبيرة خارج سيطرته على الحدود مع العراق وتركيا والأردن. وتشمل هذه المناطق ما تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» في الشمال والشرق، وأراضي تسيطر عليها قوات معارضة في شمال غربي وجنوب غربي البلاد.
وقالت إسرائيل، التي تشعر بقلق شديد من نفوذ إيران في سوريا، هذا الشهر، إنها دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أراض تحتلها إسرائيل للمرة الأولى.
ولعبت فصائل تدعمها إيران، منها «حزب الله» اللبناني دورا كبيرا في دعم الأسد خلال الصراع. كما جرى نشر أفراد من الحرس الثوري الإيراني في البلاد.
وقال الأسد إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا، يقتصر على ضباط يساعدون الجيش السوري.
وفي إشارة على ما يبدو لهجوم نفذته إسرائيل في العاشر من مايو (أيار)، قال الأسد إنه أدى إلى «مقتل وجرح عشرات السوريين، ولم يكن هناك إيراني واحد».
وعندما سئل إن كان هناك أي شيء يمكن أن تقوم به سوريا لوقف الضربات الجوية الإسرائيلية، أجاب الأسد: «الخيار الوحيد أمامنا هو تحسين دفاعاتنا الجوية. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله، ونحن نفعله»؛ مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية السورية أقوى بكثير الآن بفضل روسيا.
من جهته، قال ناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» الحليفة لواشنطن ان لا حل عسكريا في سوريا وان الحل سياسي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.