- المجموعة الأولى
يخوض منتخب مصر نهائيات كأس العالم في روسيا، بطموح كبير في تجاوز حدود الدور الأول، وتعويض غياب 28 عاما عن المحفل العالمي.
ورغم هيمنة مصر على بطولات كأس الأمم الأفريقية، وإحرازها لهذا اللقب 7 مرات، فإنها تعاني كثيرا في مشوار الوصول إلى كأس العالم، حيث إنها تأهلت للنهائيات مرتين فقط عامي 1934 و1990.
وفي المرتين لم يحقق المنتخب المصري أي انتصار؛ لكن تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر يملك الفريق القدرة على الذهاب بعيدا.
ويعقد المنتخب المصري آمالا كبيرة على مهاجمه محمد صلاح، نجم ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي؛ لكن خروج اللاعب مصابا من مباراة فريقه ضد ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا، أثار حالة من الجدل حول مقدرته على التعافي قبل انطلاق المونديال الروسي.
وأكد صلاح أنه «واثق» من قدرته على المشاركة في النهائيات، وقال موجها كلامه للجماهير: «إنني مقاتل، أنا واثق من أنني سأكون في روسيا، وسأجعلكم جميعا فخورين. حبكم ودعمكم سيمنحانني القوة التي أحتاج إليها».
ويخضع صلاح للعلاج في إسبانيا حاليا من إصابته في الكتف، ويتوقع إذا سارت الأمور على ما يرام أن يلحق بالمنتخب قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال. وكان صلاح أحد أبطال مرحلة التصفيات، وكان هدفه المثير من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام الكونغو هو الذي ضمن تأهل مصر لكأس العالم، قبل خوض الجولة الأخيرة في ضيافة غانا.
ومع وجود المهاجم صلاح صاحب السرعة ومهارات إنهاء الهجمات داخل الشباك، فضلا عن وقوع مصر في مجموعة تضم الأوروغواي والسعودية وروسيا الدولة المضيفة، يتمتع الفريق بفرصة جيدة في بلوغ أدوار خروج المهزوم لأول مرة في تاريخه.
وتحتل مصر المركز 46 بالتصنيف العالمي، متفوقة على روسيا والسعودية، ما يمنحها فرصة كبيرة لاحتلال المركز الثاني في المجموعة خلف أوروغواي.
وحقق فريق كوبر أربعة انتصارات في الجولة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم، فضلا عن تعادل واحد وهزيمة واحدة، اعتمادا على طريقة لعب دفاعية قوية.
وطور المدرب الأرجنتيني (62 عاما) الذي قاد فالنسيا الإسباني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، قدرة الفريق على الصمود أمام الضغط، واستغلال سرعة صلاح في شن هجمات مرتدة خطيرة.
وانقسمت الآراء بشأن طريقة لعب كوبر؛ حيث ترغب الجماهير في مزيد من المغامرة الهجومية؛ لكن مصر التي بلغت نهائي كأس الأمم الأفريقية العام الماضي، أظهرت فعاليتها خلال البطولات المجمعة.
وأصبح صلاح، الذي سجل 44 هدفا في كافة المسابقات هذا الموسم مع ليفربول، أكثر أسلحة مصر خطورة، وسجل خمسة من ثمانية أهداف لمنتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. ويدعم صلاح تشكيلة تجمع بين الشباب والخبرة. ويمكن لكوبر أيضا الاعتماد على رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي، ومحمود حسن لاعب قاسم باشا التركي، المعروف باسم «تريزيجيه»، وكلاهما قادر على إزعاج المدافعين.
وسيصبح القائد وحارس المرمى عصام الحضري أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم إذا شارك عن عمر 45 عاما. ولا يقدم حارس المرمى المخضرم أي علامات على التراجع، وقاد بلاده في نهائي كأس الأمم الأفريقية العام الماضي خلال الخسارة أمام الكاميرون. وكانت أول مباراة يلعبها الحضري، بين أكثر من 150 مباراة شارك فيها مع منتخب مصر، في 1996، قبل عشرة أشهر من ميلاد رمضان صبحي، زميله في منتخب مصر.
ويتمتع أحمد حجازي مدافع وست بروميتش ألبيون بشراكة مميزة في الدفاع، مع علي جبر زميله في النادي الإنجليزي.
ويقف محمد النني، لاعب وسط آرسنال، درعا واقية أمام رباعي الدفاع، بينما يضيف عبد الله السعيد، لاعب الأهلي المصري المعار إلى كوبيون بالوسيورا الفنلندي، والذي سينتقل لأهلي جدة السعودي الموسم المقبل، الإبداع إلى وسط الملعب.
وتحدث تريزيجيه عن حاجة مصر للثقة في النفس، إذا ما أرادت تجاوز مرحلة المجموعات. وقال: «نحتاج لخوض كل مباراة كما لو كانت المباراة النهائية. لا يجب أن نخشى أي فريق في كأس العالم».
- التشكيلة
> المدير الفني: الأرجنتيني هيكتور كوبر
> حراسة المرمى: عصام الحضري، ومحمد الشناوي، وشريف إكرامي، ومحمد عواد.
> الدفاع: أحمد فتحي، وسعد سمير، وأيمن أشرف، وأحمد حجازي، وعلي جبر، وأحمد المحمدي، ومحمد عبد الشافي، وعمر جابر، ومحمود حمدي «الونش»، وكريم حافظ.
> خط الوسط: محمد النني، وطارق حامد، ومحمود عبد العزيز، وعمرو طارق، ووسام مرسي، ومحمود عبد الرازق «شيكابالا»، وعبد الله السعيد، ومحمود حسن «تريزيجيه»، ورمضان صبحي، وعمرو وردة، ومحمود عبد المنعم «كهربا».
> الهجوم: محمد صلاح، ومروان محسن، وأحمد حسن «كوكا»، وأحمد جمعة.
- نجم الفريق: محمد صلاح
> نجم الفريق: يشارك المصري محمد صلاح في مونديال روسيا، بعدما اكتسب شهرة كبيرة كأحد أكثر مهاجمي العالم خطورة على المرمى. ويحمل على عاتقه قيادة منتخب بلاده إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها، خلال ثالث مشاركة في النهائيات.
وتوقع قليلون تألق صلاح بهذا الشكل اللافت، بعد انتقاله إلى ليفربول من روما في صفقة قياسية للنادي الإنجليزي في بداية الموسم؛ لكن موسمه الاستثنائي جعله يهيمن على الجوائز الفردية في إنجلترا.
وسجل صلاح (25 عاما) 44 هدفا هذا الموسم، وساهم بشكل كبير في بلوغ ليفربول نهائي دوري أبطال أوروبا، وتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي العام الماضي، وكذلك أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين، ورابطة كتّاب كرة القدم في إنجلترا. كما توج صلاح بجائزة «لاعب الموسم» من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقا على كيفن دي بروين، ورحيم سترلينغ، ثنائي مانشستر سيتي، وهاري كين هداف توتنهام، وديفيد دي خيا، حارس مرمى مانشستر يونايتد، وجيمس تاركوفسكي لاعب بيرنلي.
ويعتبر صلاح أول لاعب عربي أو أفريقي يتوج بالجائزة التي انطلقت في موسم 1994 - 1995.
وحصل صلاح على 33 جائزة حتى الآن، خلال مسيرته الاستثنائية مع ليفربول، كما حصل على جائزة لاعب الشهر سبع مرات.
ودخل صلاح بالفعل في مقارنات مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؛ حيث يملك فرصة كسر هيمنة اللاعبين على الكرة الذهبية لأفضل لاعب، والمستمرة منذ سنوات طويلة، إذا قاد مصر إلى دور الستة عشر في روسيا.
وساهمت سرعة صلاح وخطورته على مرمى المنافسين في تألقه، واكتساب شعبية كبيرة في بلاده مع كل مباراة يشارك فيها مع ليفربول، ويشاهدها آلاف المشجعين في القاهرة.
ولم تكن مصر لتتأهل إلى كأس العالم من دون صلاح، الذي سجل هدفين في مرمى الكونغو في المباراة قبل الأخيرة بالتصفيات، ليضمن لبلاده الصعود للمرة الثالثة للبطولة الكبرى؛ لكنها الأولى منذ 1990، ويتحول اللاعب إلى بطل وطني.
وتأمل مصر في تحقيق أقصى استفادة من لاعبها البارز عبر الدفاع بقوة، ونقل الكرة إلى قدميه بأسرع ما يمكن، للسماح له بتقديم أفضل ما لديه.