إقرار بناء 2950 وحدة سكن في 31 مستوطنة نائية في الضفة الغربية

قرية خان الأحمر البدوية المهددة بالهدم للبناء وحدات سكن يهودية (أ.ف.ب)
قرية خان الأحمر البدوية المهددة بالهدم للبناء وحدات سكن يهودية (أ.ف.ب)
TT

إقرار بناء 2950 وحدة سكن في 31 مستوطنة نائية في الضفة الغربية

قرية خان الأحمر البدوية المهددة بالهدم للبناء وحدات سكن يهودية (أ.ف.ب)
قرية خان الأحمر البدوية المهددة بالهدم للبناء وحدات سكن يهودية (أ.ف.ب)

صادق «مجلس التخطيط الأعلى» في «الإدارة المدنية» التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، أمس الأربعاء، على مجموعة جديدة من وحدات السكن في المستعمرات اليهودية في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، وبينها إقامة حي سكني جديد يضم 92 وحدة سكنية في مستوطنة «كفار أدوميم»، على أنقاض قرية الخان الأحمر الفلسطينية، التي يعدون لهدم جميع بيوتها.
وقد رحب شلومو نئمان، رئيس مجلس مستعمرات «غوش عتصيون» (القائمة على أراض تمتد من بيت لحم وحتى الخليل، جنوب الضفة الغربية)، بالقرار. وقال: «إننا نشكر الحكومة ونبارك لها على القرار. لقد صادقت اليوم (أمس) على بناء 450 وحدة سكن عندنا، تضاف إلى 2500 وحدة، صودق عليها مؤخرا في شتى أنحاء المناطق. ولكننا في الوقت نفسه، ندعوها إلى إزالة العقبات تماما في طريق البناء في المستوطنات. فنحن نحتاج إلى مزيد ومزيد. إننا نواصل العمل على إقرار ما لا يقل عن 17 ألف وحدة سكن، وسنواصل كفاحنا حتى يتم فرض السيادة الإسرائيلية رسميا على غوش عتصيون».
وكان المجلس المذكور قد أعد العدة لبناء حي سكني في مستعمرة «كفار أدوميم»، على بعد بضع مئات من الأمتار من القرية الفلسطينية البدوية خان الأحمر، التي صادق قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية على هدمها الأسبوع الماضي، وإجبار أهلها على الانتقال للسكن في قرية أبو ديس. وتبين خلال البحث، أن بناء 92 وحدة هو جزء من مخطط استيطاني جديد يمتد على مساحة 660 دونما، لبناء 322 وحدة سكنية، تمت المصادقة عليه في شهر فبراير (شباط) من عام 2017. وسيطلق على الحي الجديد اسم «نوفي بيريشيت». وستتم إقامته على أراض تصنفها سلطات الاحتلال كـ«أراضي دولة»، علما بأن المخطط يشير بوضوح، إلى أن القسائم المنوي البناء عليها تقع ضمن أراضي قرية عناتا، بتمويل «شعبة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية العالمية».
وفي جلسة أمس، ناقشت اللجنة الثانوية للاستيطان في «المجلس الأعلى» في «الإدارة المدنية»، خلال ساعتين ونصف ساعة، 31 مخططا لإضافة وحدات سكنية للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ما يعني أنه يخصص لكل مخطط نحو 5 دقائق. وبحسب مصادر في اللجنة، غالبية خرائط البناء وصلت مرحلة المصادقة عليها، وبعضها وصل مرحلة ما قبل الإيداع. وفي غالبيتها جرى تغيير تخصيص الأرض من زراعية إلى بناء. وتتضمن إشارة إلى أن الأراضي هي جزء من أراضي قرية فلسطينية أو أكثر. وعلى سبيل المثال، فإن اللجنة ناقشت مخططا لتوسيع حي سكني في مستوطنة «نوكديم» التي يستوطنها وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ليضم 76 وحدة سكنية على مساحة 88 دونما تابعة لأراضي قرية عرب التعامرة.
ومن ضمن هذه المشروعات، صادقت اللجنة على مئات الوحدات السكنية التي يقع قسم كبير منها خارج الكتل الاستيطانية، بينها 166 وحدة في «عاليه زاهاف»، و129 وحدة سكنية في «أفني حيفتس»، و53 وحدة سكنية في «حلميش»، و19 وحدة سكنية في «بدوئيل»، و17 وحدة سكنية في «رفافاه»، و13 وحدة سكنية في «تفوح»، و5 وحدات سكنية في «معاليه حفير».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.