بدأت علاقتي من جديلتها ثم الكرة

قصتي مع الإعلام

بدأت علاقتي من جديلتها ثم الكرة
TT

بدأت علاقتي من جديلتها ثم الكرة

بدأت علاقتي من جديلتها ثم الكرة

بدأت جذوة عشق الصحافة عندي منذ الطفولة، حين كنت أجد الصحف المحلية وبعض الوافدة متسدحة في مجلس المؤلف الشاعر الكاتب، ثم رئيس التحرير، الذي هو والدي عبد الله بن إدريس، يحفظه الله. وتعززت عندي رغبة المحاكاة عندما كنت أجد نجوم الكتاب والمفكرين حاضرين في بيتنا وأنا محتضن دلة القهوة أصب لهم، وأتمتع بنقاشاتهم.
حدث ذلك مرات ومرات، الأمر الذي كان جديراً بتحفيزي لمحاكاتهم، لكن يبدو أن إشغالات الدراسة والمذاكرة ألهتني عن ذلك، إلى أن جاء ذلك اليوم المشرق، فكان سبباً لإشعال الجذوة شعراً.
كنت في طريقي ماشياً للمدرسة، وهي كانت تقف عند باب بيتهم تنتظر باص المدرسة. لمحت جديلتها، فابتسمت ورفرف الحب، واشتعل الشعر، وتوالى القصيد. منذ ذلك اليوم، بدأت علاقتي بالشعر، أكتب وأمحو، وأكسر البيت وأزنه، وأمزق الورق حتى امتلأت السلال بالمسودات، إلى أن استوت القصيدة، ما دفعني لإرسالها مع صورتي إلى جريدة الرياض. كانت المفاجأة أنه تم نشر قصيدة طالب الصف الأول الثانوي في ملحق الجريدة الثقافي.
فرح والدي بهذه الخطوة التي لم يكن يعلم عنها. كنت حريصاً على ترك الجريدة أمام باب بيتها بشكل عفوي، وبقيت أرقب الحالة، لكن المحاولة لم تجد، فقد تعثر أخوها وهو خارج من البيت في الجريدة وشاطها بعيداً. فكان علي أن أخرج أبكر من عادتي صباح اليوم التالي حتى أضع نسخة أخرى أمام باب بيتها.
وانفتح الباب، خرجت ثم وطأت قدماها الجريدة، فخرفش هسيس الورق فأوقظ بعض نعاسها، فابتسمتُ وابتسمتْ، وعرفَتْ من إيماءتي أنني الذي وضعت الجريدة.
مضيت إلى مدرستي، ولم أكن في ذلك الحين أعي ما يقال، ولا أسمع جرس الفسحة، ولا أتحرك من مقعدي. ما لكم وبقية العشق، فتلك قصة أخرى، لكنها كانت سبب بدايتي في بلاط الصحافة.
بقيت أنشر على تباعد بعض الشعر، لكن سمعة أبي الشعرية جعلت البعض يسألني سؤال المتيقن من أنه لا بد أنه يعدل لي ويساعدني، وما كان حقيقة يفعل، وما كان حقيقة سيرفض، لكنني ما كنت أعرض عليه ما أكتب لأنني كنت أستحي وأخشى أن يرى وجهها في وجهي.
مضت الأيام، ومضت هي وأهلها إلى الحج، ووقع لهم حادث اصطدام، فمضت بسببه إلى حتفها. كانت والدتي تروي لنا الخبر وهي تطالعني دون إخواني لكأنها تخبرني القصة وحدي، فكأنها تريد أن تواسيني. كان يوماً أسود ذلك اليوم، بكيت فيه فكأنني كنت كمن يجرب البكاء الأول في حياته، وانطفأت جذوة الشعر، وخمد القصيد، ولم يعد للرثاء حاجة فلن يعيد المفقود.
في سنتي الجامعية الثانية، كان جارنا وزميلي في الكلية تركي الناصر السديري قد بدأ التعاون مع الصفحات الرياضية في جريدة الرياض، وقد اصطحبني معه مرة ومرات، ثم دعاني للمشاركة وقد علم عن تجاربي الشعرية السابقة، لكنني آثرت هذه المرة أن أدخل الساحة الكتابية مع النافذة الرياضية، وهي التي لا يحسن والدي الخوض في غبار ساحاتها، فلا يقال والأمر على هذا النحو إن والدي أعانني في عنوان المقال اللافت، أو أدلى إلي بمعلومات خاصة عن الهلال والنصر، وعن دهاليز الكرة.
بالفعل، بقيت متعاوناً في جريدة الرياض، ثم انتقلت إلى مجلة اليمامة، فأحلناها مع مجموعة من الزملاء إلى ساحة للتغيير، ومنبراً للجدل، وملعباً للحوار، ومنصة للحداثة. وقد صارت المجلة الأثيرة والمثيرة، تتلقفها الأيدي. لقد حركت المنابر، وأسعدت المتنورين، وأغضبت التقليديين، وأصبحت حديث المجالس، حتى قيل لها: اخمدي، فخمدت.
لكن هؤلاء الصحافيين المثيرين أسهموا لاحقاً في تأسيس جريدة الوطن - وكنت أحدهم - فنقلوا صخبهم ولجاجتهم إلى الجريدة الجديدة التي أطلت على الساحة، فأزاحت كثيراً من الصحف التقليدية، وتقدمت لتكون ضمن الثلاث الأوائل، وبقيت تصدر إبهاراتها وسخونة أخبارها وفرادتها، وخصوصية مصادرها، حيناً من الدهر، لكنني تركتها بعد خمس سنوات، ومضيت مطلوباً إلى جريدة الجزيرة التي كانت تريد أن تتشبب وتتعصرن، وبقيت مع نخبة الزملاء فيها حتى مللت وأمللت، وتركت الساحة الصحافية بعد تفرغ قارب العقود الثلاثة، حاورت فيها رؤساء الدول، وبعض أمراء الخليج وشيوخهم، وبعض كبارنا في سدة الحكم.
ذهبت وعدت، وصعدت ونزلت، وكتبت التحقيقات الصحافية عن اليمن واليابان والبوسنة والحرب العراقية الإيرانية وغزو العراق للكويت، وغير ذلك كثير مما أذكر ومما أنكر، لكنني بقيت أتنفس كتابياً منذ أن أسميت عمودي الكتابي الأول «الكتابة فوق الماء»، ثم «كون»، وحتى إن بقيت أكتب في صفحات الرأي في الوطن، ثم حالياً في عكاظ. الصحافة ولع وعشق، والكتابة تحبير وتعبير يماثل الهرج في المجالس والصوالين، لكن بلغة متحوطة تراعي السمت العام والآداب المرعية.
* كاتب سعودي



زيد بن كمي نائباً لمدير شبكة «العربية»

الزميل زيد فيصل بن كمي
الزميل زيد فيصل بن كمي
TT

زيد بن كمي نائباً لمدير شبكة «العربية»

الزميل زيد فيصل بن كمي
الزميل زيد فيصل بن كمي

أعلنت شبكة «العربية» الإخبارية عن تعيين الصحافي السعودي زيد فيصل بن كمي نائباً لمدير عام قناتي «العربية» و«الحدث»، بهدف «تعزيز الأداء التحريري وتطوير استراتيجياتها الإعلامية وفق أعلى المعايير المهنية».

ويُعد زيد بن كمي من الصحافيين السعوديين البارزين، إذ بدأ مسيرته قبل 25 عاماً كمراسل وصحافي متنقلاً بين الصحافة المكتوبة والمرئية، ما أكسبه خبرة واسعة في مختلف أشكال العمل الإعلامي.

وشغل مناصب قيادية عدة في مؤسسات إعلامية مرموقة، منذ كان مديراً لتحرير صحيفة «الشرق الأوسط» في السعودية، قبل أن ينتقل إلى لندن عام 2015 لتولي منصب مساعد رئيس التحرير. وفي عام 2024، أصدرت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قراراً بتعيينه نائباً لرئيس التحرير، ما عزز من دوره في تطوير المحتوى التحريري وإدارة الفرق الصحافية على المستويين الإقليمي والدولي.

إلى جانب عمله الصحافي، عمل زيد بن كمي محاضراً زائراً في جامعات سعودية، ومستشاراً إعلامياً لعدد من المؤسسات. كما شارك في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية والمحلية، مما ساهم في إثراء خبرته الإعلامية. كما تم انتخابه عضواً في مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين.

وقال المدير العام لقناتي «العربية» و«الحدث» ممدوح المهيني إن انضمام زيد بن كمي إلى فريق القيادة في الشبكة «يأتي في إطار استراتيجية تعزيز المحتوى الإخباري وتوسيع نطاق التغطية، مع التركيز على الابتكار الإعلامي والتطور الرقمي، خاصة أن الزميل زيد بن كمي يتمتع بخبرة مهنية كبيرة في إدارة وتطوير المؤسسات الإعلامية، ونتطلع إلى الاستفادة من رؤيته وخبرته في المرحلة القادمة لتعزيز مكانة القناتين كمنصات إخبارية رائدة على المستويين العربي والدولي».

وتتمنى أسرة «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» وصحيفة «الشرق الأوسط» للزميل زيد التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة.