عودة أنشيلوتي إلى الكرة الإيطالية خطوة نحو صحوتها

رجوع المدرب إلى بلاده بعد 9 سنوات قضاها في الخارج بدا للبعض مستحيلاً

توج أنشيلوتي بلقب الدوري في فرنسا وإنجلترا وألمانيا ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد («الشرق الأوسط»)
توج أنشيلوتي بلقب الدوري في فرنسا وإنجلترا وألمانيا ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد («الشرق الأوسط»)
TT

عودة أنشيلوتي إلى الكرة الإيطالية خطوة نحو صحوتها

توج أنشيلوتي بلقب الدوري في فرنسا وإنجلترا وألمانيا ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد («الشرق الأوسط»)
توج أنشيلوتي بلقب الدوري في فرنسا وإنجلترا وألمانيا ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد («الشرق الأوسط»)

سيضطر المحلل التلفزيوني الإيطالي جيانكارلو بادوفان للسير مسافة كبيرة بعدما ظهر في كثير من البرامج التلفزيونية يوم الاثنين الماضي وقال إنه سيقطع نحو 657 كيلومترا من ميلانو إلى نابولي سيرا على قدميه في حال تعاقد المدرب السابق لريال مدريد وباريس سان جيرمان وتشيلسي وبايرن ميونيخ كارلو أنشيلوتي مع نابولي.
وفي صباح الجمعة كان بادوفان يخطط لرحلته قائلاً: «سأضطر للقيام بذلك حتى لا تتأثر مصداقيتي. من الواضح أنني لن أسير في الطريق السريع وسأضطر لذلك في الطرق الفرعية». ولم يكن بادوفان الوحيد الذي تفاجأ بموافقة أنشيلوتي على عرض أوريليو دي لورينتيس منتج الأفلام الذي تحول لرئاسة نادي نابولي. ونجح دي لورينتيس، الذي أنقذ نابولي من الإفلاس في 2004 وحوله إلى منافس دائم على اللقب، في تحقيق إنجاز اعتبره البعض مستحيلا بإقناع أنشيلوتي بالعودة للعمل في إيطاليا بعد تسع سنوات قضاها في الخارج.
ومنذ رحيله عن ميلانو في 2009 توج أنشيلوتي بلقب الدوري في فرنسا وإنجلترا وألمانيا ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ويبدو أنه تجاوز الدوري الإيطالي الذي تراجع في غيابه. وبدا المدرب السابع في عصر دي لورينتيس مرتاحا في الأندية الكبرى ذات الإنفاق الكبير حيث كانت المنافسة على الألقاب مضمونة إلى حد كبير. لكنه انجذب إلى ناد يرجع آخر ألقابه في الدوري المحلي إلى عام 1990 على أمل إنهاء مسيرته المحبطة مع وجود هدف واحد واضح هو إنهاء مسيرة النادي المخيبة للآمال حيث يفشل في الأمتار الأخيرة إذ حل في المركز الثالث مرتين وثلاث مرات في المركز الثاني في آخر ستة مواسم.
وبالنسبة لأنشيلوتي فإن التحدي يتمثل في محاولة الفوز بأي بطولة مع فريق ينظر إليه البعض كمرشح أقل حظا ما يمكن أن يمنح الدفعة المعنوية التي يحتاجها المدرب الإيطالي بعد إقالته من تدريب بايرن ميونيخ في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال أنشيلوتي في موقعه على الإنترنت «سعيد للغاية للعودة للعمل في بلادي مع أحد أعظم أندية إيطاليا. جئت من أجل المنافسة ومنح نابولي كل خبرتي. سعيد بهذا التحدي».
انتفاضة في الدوري... قد يكون هذا ما تحتاجه المسابقة عقب سبع سنوات من هيمنة يوفنتوس على اللقب. وحول ماوريتسيو ساري المدرب السابق نابولي إلى مرشح دائم للمنافسة على اللقب بفضل الأداء الرائع الذي يقدمه الفريق. وحاول الفريق بقدر المستطاع لكنه لم يتمكن من إقصاء يوفنتوس حيث احتل المركز الثاني برصيد 91 نقطة في الموسم الماضي وساد شعور بأن ساري قاد الفريق إلى أقصى ما يمكنه. طريقة لعبه كانت تحتاج جهدا بدنيا كبيرا وبدأ اللاعبون في التذمر في منتصف مارس (آذار) الماضي حيث وجد الفريق صعوبة في هزيمة أودينيزي وجنوا وسبال وكييفو.
ويدرك أنشيلوتي كيفية الفوز بالألقاب الكبرى بطريقة أكثر برغماتية حيث يمكنه منح نابولي اللمسة الحاسمة والأخيرة التي افتقدها بقيادة ساري ومن قبله والتر ماتساري ورفائيل بينيتيز. مجرد وجوده بالفريق يمكن أن يساعد في إغراء لاعبين بارزين تجنبوا الانضمام لنابولي من قبل أو ربما اللعب في إيطاليا المواسم السابقة.
وهناك تكهنات بالفعل عن سعي نابولي للتعاقد مع كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد وأرتورو فيدال لاعب وسط بايرن ميونيخ. ولم يحظ أنشيلوتي بشعبية في يوفنتوس حينما كان لاعبا في صفوف روما وميلانو أو حتى عندما درب يوفنتوس لمدة موسمين. ويأمل الآن أن يمنح جماهير يوفنتوس سببا آخر لعدم حبهم له. وكان أنشيلوتي قد رفض عرضا لتدريب المنتخب الإيطالي خلفا لجانبييرو فنتورا الذي أقيل بعد الفشل التاريخي في بلوغ مونديال 2018. وكشف أنشيلوتي أن من أسباب الرفض، رغبته في تدريب ناد بدلا من منتخب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».