75 % من شواطئ غزة ملوثة وتثير مخاوف صحية وبيئية

تسببت بها أزمة الكهرباء وتوقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي

منظر عام لميناء غزة ساعة الغروب (أ.ف.ب)
منظر عام لميناء غزة ساعة الغروب (أ.ف.ب)
TT

75 % من شواطئ غزة ملوثة وتثير مخاوف صحية وبيئية

منظر عام لميناء غزة ساعة الغروب (أ.ف.ب)
منظر عام لميناء غزة ساعة الغروب (أ.ف.ب)

كشفت تحاليل مخبرية جديدة أجرتها جهات رسمية مختصة في قطاع غزة، عن تسبب أزمة الكهرباء في تدهور الوضع البيئي، وتلوث 75 في المائة من مياه الساحل الممتد على مسافة 40 كيلومترا. وبحسب مختصين من وزارة الحكم المحلي، وسلطة جودة البيئة، ووزارة الصحة، ومصلحة المياه، وبلديات الساحل، والشرطة البحرية في قطاع غزة، فإن تلوث البحر طال معظم السواحل بفعل ضخ مياه الصرف الصحي إلى الشواطئ.
وتصل الكهرباء إلى المواطنين بما لا يزيد على 4 ساعات في اليوم، في أفضل الأحوال، مقابل فصل يستمر من 16 إلى 18 ساعة، منذ أشهر طويلة، بعد توقف محطة الكهرباء عن العمل، وتعطل الخطوط المصرية، ما أثر على الخدمات الحيوية.
وحذر المختصون خلال اجتماع لبحث موضوع التلوث، من كارثة بيئية تهدد شواطئ البحر، في ظل العجز عن تصريف مياه الصرف الصحي عبر محطات المعالجة، بسبب انقطاع الكهرباء ونقص السولار لتشغيل المولدات.
وقال سعيد العكلوك، ممثل وزارة الصحة، إن التحاليل المخبرية توصلت إلى أن أجزاء واسعة من شاطئ بحر قطاع غزة ملوثة وغير صالحة للاستجمام. مشددا على ضرورة التحرك لتشغيل المضخات وعملها بشكل تام لمنع تفاقم الأزمة. ودعا إلى إعداد رسالة عاجلة للدول المانحة، لتوفير كميات من السولار للبلديات لإنقاذ الساحل من كارثة بيئية خطيرة.
وتشير أرقام طرحتها مراكز حقوقية، إلى ضخ ما يزيد على 120 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي في غزة في البحر، وعلى مسافات قريبة جدا لا تتجاوز الـ300 متر في أفضل الأحوال.
وبحسب بهاء الأغا، مدير عام الحماية في سلطة جودة البيئة، فإن محطات معالجة المياه العادمة متوقفة عن العمل. وبين الأغا أن البلديات تضطر إلى تصريف المياه العادمة إلى البحر، من دون معالجتها، ما يشكل خطورة صحية على سكان القطاع، لكون البحر هو المتنفس الوحيد لهم، مع استمرار أزمة الكهرباء وتوجه المواطنين لتناول إفطارهم على الشواطئ. وأشار إلى أن ثمة خطرا على حياة المواطنين، الذين يقدمون على السباحة، من الإصابة بالتهابات جلدية وحساسية، فيما قد يؤدي ابتلاع المياه إلى الإصابة بالإسهال أو التهاب الجهاز الهضمي.
وتوفي في يوليو (تموز) الماضي، الطفل محمد السايس (6 أعوام) نتيجة تلوث مياه البحر، بعد إصابته بجرثومة في الدماغ، وفقا لما ذكره مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وحذر فرج الصرفندي، من وزارة الحكم المحلي، من تحول شواطئ بحر غزة بأكملها، إلى مستنقع آسن وملوث. وطالب جميع الجهات إلى الإسراع في عمل كل ما هو ممكن لحل الأزمة.
وكان اتحاد بلديات قطاع غزة، قد أعلن قبل أسابيع، عن إغلاق عدد من المناطق المقابلة لشواطئ القطاع بالكامل، لضخ مياه الصرف الصحي فيها، لعجز البلديات عن توفير الوقود لمحطة المعالجة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».