شهدت جلسة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الثلاثاء، هجوما غير مسبوق من نواب اليمين المتطرف على النواب العرب، أعضاء القائمة المشتركة. وطالب كثير منهم الحكومة بأن تسن قانونا يضمن طردهم من الكنيست؛ «لأنهم يستغلون حصانتهم البرلمانية لمهاجمة الشرطة».
وخلال قيام النائب يوسف جبارين بمناقشة موضوع تطرق فيه إلى الحملة ضد النواب العرب، انفلت نواب اليمين يقاطعونه، محاولين إسكاته ومنعه من الكلام، وهم يصيحون: «مكانكم ليس هنا»، «ارحلوا عنا». ورد جبارين قائلا: «إنكم تثبتون مرة أخرى أنكم أساس البلاء في هذه الدولة. فعندما يسمع الشرطي اليهودي ما تقولونه عنا، كيف سينظر إلى المواطن العربي؟ أنتم تربون الشباب على كراهية العرب، وتلهونهم بنا حتى لا يفهموا أن سياستكم تدمر مستقبلهم ولا تبشرهم إلا بالحروب».
من جهة ثانية، تقدم عضو الكنيست عودد فورير، وحزب «إسرائيل بيتنا» التابع لوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بالتماس إلى المحكمة العليا ضد النائب العام والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية؛ لأنهما لم يصدرا أمراً بالتحقيق مع رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ورئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة، النائب الدكتور جمال زحالقة، بسبب ما اعتبروه «إهانة العلم الإسرائيلي» وعدّه «مجرد خرقة بالية»، وقوله إنه «يفضّل الموت على أن ينشد النشيد الوطني الإسرائيلي». وأضاف فورير في التماسه أن زحالقة قال في اجتماع مع أهالي أم الحيران: «علينا ألا نخشى من سفك الدماء، فقط هكذا تفهم السلطات بأننا (مجانين)، فنحن أبناء الشعب الفلسطيني نفضّل الموت على الترحيل». وجاء في الالتماس أنه «من المذهل سماع عضو كنيست يقول مثل هذا الكلام ضد الدولة وسيادتها، وضد سلطة القانون، ويقوم بتحريض مباشر على العنف والإرهاب، فهذا عمل جنائي فعلي من طرف زحالقة».
وكان فورير قد تقدم بشكوى إلى المستشار القضائي للحكومة ضد النائب زحالقة، ولكنه لم يتلق رداً، لذا اضطر، حسب قوله، إلى التوجه إلى المحكمة العليا، مدعياً أن «عدم محاكمة زحالقة على أقواله هو مس خطير بهيبة الدولة، وبثقة الجمهور بسلطات فرض القانون، ما قد يؤدي إلى تشجيع العنف والإرهاب».
المعروف أن ليبرمان هو أشد المتطرفين نطقاً ضد النواب العرب. وكان قد عمم بياناً اعتبر فيه النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، وشركاءه - وفق تعبيره - «يتجولون بحرية وهذا فشل للأجهزة الأمنية! وأنهم مخربون وموقعهم السجن وليس الكنيست». وقال إنه يوافق وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان في تصريحه الذي قال فيه إن أيمن عودة هو عدوّ من الداخل، العدوّ الأكبر، ويتعامل مع أعداء إسرائيل من الخارج، وبات أكبر خطر على إسرائيل من أعدائها الخارجيين. وقد أعلن في جلسة كتلة «إسرائيل بيتنا» في الكنيست، أول من أمس الاثنين، أن حزبه «قرر تقديم التماس إلى المحكمة العليا للتحقيق مع زحالقة بسبب تصريحاته المعادية للدولة».
ورد النائب زحالقة، على الالتماس بالقول، إنه «استفزازي يتقدم به حزب أفيغدور ليبرمان الفاشي ضد حرية التعبير وضد الحق في العمل السياسي، والهدف الحقيقي منه هو الحصول على شعبية رخيصة في الشارع الإسرائيلي، من خلال التحريض على العرب والقيادات العربية. وأنا أعود وأؤكد ما قلته عن العلم الإسرائيلي، إنه ليس فقط خرقة بالية، بل أسوأ بكثير. فهو علم استعمار واحتلال وتشريد وقتل وتدمير، وتحت هذا العلم ارتكبت آلاف من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وكذلك أعود وأؤكد أن ما يسمى (النشيد الوطني الإسرائيلي) بنصه وروحه، هو إعلان عداء للشعب الفلسطيني، وتعبير عن نوايا وأفعال لسلب وطنه».\
نواب اليمين الإسرائيلي الحاكم يطالبون بطرد العرب من الكنيست
ليبرمان يعتبرهم {أخطر على البلد من كل الأعداء الخارجيين}
نواب اليمين الإسرائيلي الحاكم يطالبون بطرد العرب من الكنيست
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة