تونس: مشروع قانون يمنع اللجوء إلى العناصر «التائبة» لاختراق التنظيمات الإرهابية

TT

تونس: مشروع قانون يمنع اللجوء إلى العناصر «التائبة» لاختراق التنظيمات الإرهابية

كشفت مصادر برلمانية تونسية عن تقديم الحكومة التونسية مشروع قانون لتنقيح وتعديل نحو 50 فصلا قانونيا من قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال المصادق عليه في 2015. وأشارت المصادر نفسها إلى أن مشروع القانون يحظى باستعجال النظر من قبل رئاسة الحكومة، وتمثل القوانين الصادرة بعد 2015 ومتطلبات التوصيات التي أوردتها مجموعة العمل المالية أهم الأسباب الرئيسية الداعية إلى ضرورة تنقيح قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال.
ومن أهم الفصول القانونية التي طال حولها النقاش في اللجان البرلمانية، أكدت على الفصل «57» من مشروع هذا القانون الذي يمنع اللجوء إلى اختراق التنظيمات الإرهابية باستعمال ذوي الشبهة، ودافعت الحكومة عن موقفها الداعي إلى عدم اللجوء إلى العناصر الإرهابية التائبة في الكشف واختراق التنظيمات الإرهابية، وأشارت إلى أن هذا الإجراء يمثل خطرا على فرق مكافحة الإرهاب نتيجة صعوبة «توبة» أصحاب الفكر التكفيري وإمكانية استغلالهم معلومات حول قوات الأمن والجيش ومد العناصر الإرهابية الحاملة للسلاح بها، خصوصا المبايعين لتنظيم داعش في الجبال الغربية للبلاد، وهو ما قد يؤدي لاحقا إلى استهدافها. ويعفي «الفصل الثامن» من «قانون 2015» المنتمين لتنظيم إرهابي من العقوبات المستوجبة في حال إبلاغ السلطات بإرشادات أو معلومات تمكن من اكتشاف الجريمة الإرهابية وتفادي تنفيذها، ولم يتطرق القانون إلى فرضية استغلال العناصر التكفيرية السابقة في اختراق التنظيمات الإرهابية. وطالب لطفي براهم وزير الداخلية التونسية في جلسة برلمانية عقدت الأسبوع الماضي، بإعادة النظر في مسألة الاستعانة بذوي الشبهة والتمديد في مدة اختراق التنظيمات الإرهابية لأكثر من 4 أشهر، وهي المدة الواردة بمشروع التنقيح، أي باستعمال أشخاص يحملون الفكر التكفيري ممن تم التغرير بهم.
ودعا براهم إلى تطوير آليات العمل على المستويين الميداني والقانوني لإضفاء نجاعة أكبر على تدخلات القوات المكلفة بمقاومة الإرهاب، وذلك إثر ملاحظة عدة إخلالات منذ إقرار القانون في شهر يوليو (تموز) 2015. وضمن حصيلة مواجهتها للتنظيمات الإرهابية، أشارت وزارة الداخلية التونسية إلى أنه تم القضاء على 6 إرهابيين ومباشرة 507 قضايا إرهابية وإحالة 322 عنصرا إلى القضاء منذ بداية السنة الحالية، هذا إضافة إلى التوصل إلى تفكيك كثير من الخلايا الإرهابية. وبشأن عودة الإرهابيين من بؤر التوتر، دعا براهم إلى الإسراع في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع عودة المقاتلين من بؤر التوتر ومن سيتم تسريحهم بعد قضاء العقوبات المستوجبة وكيفية إعادة تأهيلهم اجتماعيا.
يذكر أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى وجود نحو 3 آلاف إرهابي موزعين على بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا، وأن نحو 800 إرهابي ممن شاركوا في عمليات قتال ميدانية وتدربوا على استعمال الأسلحة والمتفجرات، قد عادوا إلى تونس، وهو ما يمثل تهديدا لأمنها واستقرارها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.