يورغن كلوب: ليفربول ليس أقل حظاً من ريال مدريد

المدرب الألماني يأمل أن يعوض خيباته في المباريات النهائية بحصد لقب دوري الأبطال

كلوب ينتظر تألق صلاح في النهائي (أ.ب) - كلوب يأمل حصد اللقب الأوروبي مع ليفربول  لتعويض ما فاته مع دورتموند (رويترز)
كلوب ينتظر تألق صلاح في النهائي (أ.ب) - كلوب يأمل حصد اللقب الأوروبي مع ليفربول لتعويض ما فاته مع دورتموند (رويترز)
TT

يورغن كلوب: ليفربول ليس أقل حظاً من ريال مدريد

كلوب ينتظر تألق صلاح في النهائي (أ.ب) - كلوب يأمل حصد اللقب الأوروبي مع ليفربول  لتعويض ما فاته مع دورتموند (رويترز)
كلوب ينتظر تألق صلاح في النهائي (أ.ب) - كلوب يأمل حصد اللقب الأوروبي مع ليفربول لتعويض ما فاته مع دورتموند (رويترز)

بجوار حمام سباحة بأحد الفنادق في مدينة لاس فيغاس الأميركية في مايو (أيار 2014 كان المدير الفني الألماني يورغن كلوب مستلقيا يستمتع بأشعة الشمس ويحاول نسيان كل شيء يتعلق بعمله، لكن سرعان ما تعالت الأصوات التي أفسدت عليه استمتاعه بهذا الهدوء والاستجمام.
يروي كلوب ما حدث قائلا: «كانت هناك مباراة كرة قدم على شاشات التلفزيون وكان الكثيرون يتابعونها. وكانت هذه المباراة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، وكانت صيحات المشاهدين تتعالى باللغة الإسبانية. وشعرت بالاستياء بسبب سماع هذه الضوضاء، لأنني كنت أحاول أن أتجاهل المباراة تماما، ولم أكن أرغب في مشاهدتها، ولم تكن لدي رغبة في معرفة من سجل هدفا أو من فاز بالمباراة، لأنني كنت لا أزال أشعر بألم ما حدث في العام السابق».
وأضاف: «قبل عام كان الأمر مختلفا، حيث قدت بروسيا دورتموند للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي. لا يكون الأمر جيدا عندما تخسر المباراة النهائية، وأنا لم أخسر سوى عدد قليل من المباريات النهائية، أحاول دائما تحقيق الفوز. إنه لشيء رائع أن تصل للمباراة النهائية، حيث يمنحك ذلك شعور لا يُصدق. معظم الناس في جميع أنحاء العالم يحاولون طيلة حياتهم أن يصلوا للمباراة النهائية ولا يحالفهم التوفيق، لكن عندما تصل إلى المباراة النهائية تكون بحاجة إلى بعض الحظ في لحظات معينة».
وتابع: «ما تعلمته من المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ في 2013 هو أنه عندما تكون أفضل بكثير في النصف الأول من المباراة يتعين عليك أن تستغل هذا التفوق وتسجل أهدافا، لأن ذلك سوف يساعدك كثيرا. أنا لم أشاهد المباراة مرة أخرى حتى الآن، لكن الشيء المؤكد في المباريات النهائية هو أن أحد الطرفين سوف يعاني. كان الجمهور في المباراة النهائية لعام 2014 كله من إسبانيا، وكان كله من ألمانيا في العام السابق، وهذا شيء جيد بالنسبة لكرة القدم. لكن يجب عليك أن تتعلم أيضا أنه إذا كان هناك شيء مهم بالنسبة لك، فيجب عليك أن تكون مستعدا أيضا للمعاناة، وهذه هي الطريقة التي تسير بها الحياة».
والآن، يستعد كلوب لخوض نهائي آخر لدوري أبطال أوروبا وهذه المرة وهو يقود فريق ليفربول، حيث يسعى لتعويض إخفاقه السابق بالفوز على ريال مدريد في العاصمة الأوكرانية كييف. ورغم أن المدير الفني البالغ من العمر 50 عاما قد خسر المباراة النهائية للبطولتين الأوروبيتين اللتين وصل إلى محطتهما الختامية، فإنه يستعد لمواصلة التحدي مرة أخرى.
يقول المدير الفني الألماني: «بعد أسبوعين من موسم رائع حقا، سوف ننهي الأمر بشكل عظيم. أثناء مجيئي إلى العمل صباح اليوم رأيت سيارة تضع علمين لليفربول، لذلك فقد بدأ التحضير للمباراة النهائية من الآن بالفعل. إنه أمر جيد للغاية، ودائما ما ترسم كرة القدم الابتسامة على وجوهنا، وهناك قاعدة في عالم الرياضة تقول إنه كلما حاولت أكثر كانت فرصك أكبر في تحقيق النجاح. لكن بالطبع، ليس هناك ضمانات لأي شيء. ولو كانت الضمانات هي ما تريده أنت، إذا فلا يتعين عليك التأهل للمباراة النهائية، ويمكنك البقاء في المنزل أو الذهاب للاستمتاع بوقتك في عطلة!».
وإذا ما طبقنا نفس القاعدة على ريال مدريد - كلما حاولت أكثر زادت فرصك في النجاح - فإن ليفربول سوف يبدو الأقل حظا في الفوز بالمباراة النهائية للبطولة، نظرا لأن ريال مدريد قد وصل للمباراة النهائية ثلاث مرات في آخر أربعة مواسم وحقق الفوز فيها جميعا، وفي حال فوزه على ليفربول سيكون الفريق الوحيد الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية.
يقول كلوب: «نعم إنهم الأوفر حظا، لأنهم يعرفون كل شيء بفضل الخبرات التي اكتسبوها من الوصول للمباراة النهائية أربع مرات في آخر خمس سنوات. كان هناك ثلاثة أندية مهيمنة على البطولة في السنوات القليلة الماضية، ونحن نواجه أحدها الآن. ليس لدي أدنى مشكلة في ذلك، ولا أشعر بأننا الأقل حظا في الفوز بالمباراة. لم يكن ليفربول بالطبع الأوفر حظا للفوز بالبطولة عام 2005 لكنه نجح في الفوز باللقب حتى رغم تأخره في المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء».
ويضيف: «لكي أكون صادقا، نحن نحب الوضع الذي نحن عليه الآن ونحن نمر بمرحلة جيدة. ريال مدريد فريق لديه إمكانيات تؤهله للفوز بالبطولة ثلاث مرات في ثلاث سنوات، لكننا أيضا ليفربول، وهذا شيء يجب ألا ننساه».
ويقدم اللاعب المصري محمد صلاح موسما استثنائيا جعل كثيرين يرشحونه للمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم وإنهاء احتكار ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لهذه الجائزة المرموقة. وينظر البعض إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على أنها منافسة من نوع خاص بين اثنين من أبرز لاعبي العالم في الوقت الحالي وهما كريستيانو رونالدو ومحمد صلاح، لكن كلوب يرى الأمر بمنظور مختلف، حيث يقول: «نحن فريق جماعي في لعبة تعتمد على الأداء الجماعي. لا يتعلق الأمر بمن يملك أفضل لاعب، لكن الأمر عادة ما يتعلق بالفريق الذي يلعب بشكل أفضل».
ويضيف: «قدم صلاح موسما استثنائيا، لكن حتى هو سوف يعترف بأن رونالدو قد قدم مثل هذا الأداء على مدار سنوات وحقق أرقاما مجنونة وبقي لمدة 15 عاما على القمة وسجل نحو 47 ألف هدف (من قبيل المبالغة)، لكنني لا أفضل المقارنة بين اللاعبين. عندما كان النجم البرازيلي بيليه، على سبيل المثال، في أوج عطائه وتألقه لم يأت الناس لمقارنته بأي شخص آخر، لكنهم كانوا يعتقدون أنه الأفضل وكانوا سعداء لمشاهدته. والآن، لدينا ميسي ورونالدو اللذان هيمنا على كرة القدم العالمية خلال هذه الفترة الطويلة، رغم أنه يوجد الكثير من اللاعبين الجيدين».
ويتابع: «هما متشابهان من حيث قدرتهما على التسجيل في اللحظات القاتلة وحسم المباريات الكبرى، وهذا هو أصعب شيء في عالم كرة القدم. وهذا هو السبب في المكانة التي وصلا إليها. إنهما يستحقان الجوائز التي حصلا عليها، لأنه عندما يتوقفا عن اللعب فسوف نفتقدهما بنسبة 100 في المائة».
ويحق لكلوب تماما أن يأمل أن يكون العمل الجماعي هو مفتاح النجاح في هذه المباراة، رغم أنه من الخطأ أن نصنف الفريق الحالي لريال مدريد على أنه يمثل مجموعة من أفضل وأغلى اللاعبين من دون أي التزام خططي.
ولم يعد ريال مدريد يعتمد على عدد من اللاعبين العظماء، كما كان الأمر في الماضي، وحتى رونالدو لم يعد هو المفتاح الوحيد لفوز الفريق. صحيح أن مارسيلو مدافع الفريق قد لا يتمكن من النوم بسبب كثرة التفكير في كيفية مواجهة صلاح في هذه المباراة، لكن نتائج ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا تتحدث عن نفسها. وصحيح أن المهارات الفردية هي التي حسمت الكثير من المباريات لريال مدريد، لكن العمل الجماعي أيضا كان له دور كبير في مسيرة الفريق.
وعندما يكون ريال مدريد في أفضل حالاته فإنه يقدم أداء من الصعب أن يقدمه أي فريق آخر، ويمكن أن نقول نفس الشيء عن ليفربول خلال الموسم الحالي. قد ينحاز التاريخ مع هذا النادي أو ذاك، لكن إلى من سيبتسم الحاضر؟ إلى الفريق الذي لديه خبرة كبيرة في كيفية تحقيق الفوز بفضل فوزه في المباراة النهائية للبطولتين السابقتين، أم إلى الفريق الذي لديه قناعة متنامية بأن هذا هو وقته؟
يقول كلوب: «في النهاية، ستكون المباراة بمثابة اختبار للفريق الذي لديه رغبة أكبر في تحقيق الفوز. ريال مدريد لديه نفس العناصر التي ساعدته على الفوز بالبطولة من قبل، وهذا شيء نادر الحدوث في حقيقة الأمر. إنهم يسعون للفوز بالبطولة مرة أخرى، لكننا سنحاول أن نوقفهم. ونحمد الله أن كل شيء يكون ممكنا في المباريات النهائية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».