دعت مؤسسات حقوقية فلسطينية، أمس الاثنين، إلى فتح تحقيق دولي في وفاة الأسير المقدسي عزيز عويسات (53 عاما) في السجون الإسرائيلية، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن وفاته. وتقرر بحث طلب فلسطيني في محكمة إسرائيلية بتشريح جثة الأسير، إسهاما في هذا التحقيق.
وأعلنت مصادر إسرائيلية مساء أمس عن وفاة الأسير المقدسي نتيجة تدهور حالته الصحية بسبب تعرضه للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد داخل سجنه، وكان قد سكب على أحد الحراس ماء ساخنا بداية الشهر الجاري. وذكرت سلطة مصلحة السجون الإسرائيلية، أن الأسير توفي داخل مستشفى «أساف هروفيه» وذلك في أعقاب تعرضه لأزمة قلبية. وقد هب الأسرى الفلسطينيون في سجون عدة، أمس، يحتجون على ذلك، ولكن قوات السجن الخاصة قمعت احتجاجهم.
وقالت مؤسسة الضمير في بيان، إن ما يحصل للأسرى الفلسطينيين من إهمال طبي ممنهج من الاحتلال، يتنافى مع المادة 91 من اتفاقية جنيف الرابعة. وتقضي المادة من الاتفاقية الدولية، بتوفير عيادة مناسبة مع طبيب لكل معتقل، ونقل المصابين بأمراض خطيرة تستدعي علاجاً خاصاً إلى المستشفى. ودعت الضمير المفوض السامي لحقوق الإنسان، إلى المسارعة في تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على حقيقة أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعاملتهم، وما يتعرضون له من تعذيب ممنهج. وحذرت المؤسسة الحقوقية من «الصمت الدولي وتقاعس اللجان الدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وطالبت منظمة الصحة العالمة بإجراء زيارة عاجلة إلى الأسرى، للاطلاع على أوضاعهم الصحية وما يتعرضون له من إهمال طبي، واتخاذ جميع الإجراءات لإلزام الاحتلال باحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية. وطالب مركز حماية لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق دولية في وفاة الأسير عويسات وآخرين خلال السنوات الماضية، للوقوف على الظروف التي أدت إلى وفاتهم أثناء الاعتقال. وأكد مركز «حماية» في بيان له، على أن صمت المجتمع الدولي على سياسة الاحتلال في تعامله مع الأسرى والمعتقلين، رسخ من سلوك إسرائيل كدولة فوق القانون، تقترف من الانتهاكات ما شاءت. ودعا المركز الحقوقي السلطة الفلسطينية إلى إحالة ملف الأسرى والمعتقلين إلى المحكمة الجنائية الدولية. وجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال، وإجباره على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي، وبمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية تنسجم مع معايير الأمم المتحدة الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة في العام 1955. والمعايير الدولية الأخرى ذات العلاقة.
المعروف أنه ومنذ بداية العام الحالي، استشهد 4 أسرى داخل سجون الاحتلال، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 216. بينهم: 75 نتيجة القتل العمد، و7 نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و62 نتيجة الإهمال الطبي، و72 نتيجة التعذيب، وفق إحصائيات مؤسسة الضمير.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس، أن محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة ريشون لتسيون، ستعقد ظهر اليوم الثلاثاء، جلسة للنظر في طلب الهيئة فيما يتعلق بتشريح وتسليم جثمان عزيز عويسات. وأوضحت الهيئة أنها تقدمت صباح أمس الاثنين، بطلب عاجل للمحكمة لتشريح جثمان عويسات وتسلمه، وذلك بحضور طبيب فلسطيني، للوقوف على الأسباب الحقيقية للجريمة، التي ارتكبت بحقه من قبل السجانين في سجن ايشل، وكان الرد بعقد هذه الجلسة غدا.
وأفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أول من أمس الأحد، بتدهور الحالة الصحية لـ3 أسرى مرضى يقبعون في معتقلي «مجيدو» و«الجلبوع»، نتيجة لتصاعد سياسة الإهمال الطبي بحقهم واستهدافهم بعدم تقديم العلاج اللازم لهم والاستهتار بحياتهم.
الأسرى الفلسطينيون ينظمون عمليات احتجاج
وفاة المقدسي عزيز عويسات من جراء الإهمال الطبي
الأسرى الفلسطينيون ينظمون عمليات احتجاج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة