«إشارة تعاون» لتشكيل ائتلاف خلال لقاء الصدر بالعبادي

مقتدى الصدر خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد (أ.ب)
مقتدى الصدر خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد (أ.ب)
TT

«إشارة تعاون» لتشكيل ائتلاف خلال لقاء الصدر بالعبادي

مقتدى الصدر خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد (أ.ب)
مقتدى الصدر خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد (أ.ب)

التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برجل الدين البارز مقتدى الصدر أمس (السبت)، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان فوز كتلة الصدر بالانتخابات البرلمانية، وذلك في أوضح إشارة حتى الآن إلى أنهما قد يعملان معاً لتشكيل ائتلاف.
وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك: «نعمل في لقائنا مع سماحة السيد مقتدى الصدر.. نعمل سوياً ومع الكتل الأخرى جميعاً من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة». وأضاف: «يجب أن تكون حكومة قوية قادرة على أن توفر الخدمات للمواطنين وأن توفر الأمن وتوفر الازدهار والتنمية الاقتصادية المطلوبة».
والصدر خصم للولايات المتحدة منذ وقت طويل كما يعارض النفوذ الإيراني في العراق، ولا يمكن أن يصبح رئيساً للوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات.
إلا أن فوز كتلته يضعه في موقف قوي خلال المفاوضات. وحصلت كتلة «سائرون» التي يتزعمها الصدر على 54 مقعداً برلمانياً بزيادة 12 مقعداً عن ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي.
وقال الصدر: «يدنا ممدودة للجميع، بابنا مفتوح للجميع ما دام يريد أن يبني الوطن وأن يكون القرار عراقياً وأن يكون ذا سيادة في أرضه وفي شعبه».
وجاءت كتلة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري،  في المرتبة الثانية. ويحافظ العامري على صلات وثيقة مع إيران منذ عقود.
وقبل الانتخابات قالت إيران إنها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم العراق. وكانت طهران أثرت على اختيار رئيس الوزراء في الماضي.
والحصول على أكبر عدد من مقاعد البرلمان لا يعطي الصدر ضمانات فورية بأنه سيتمكن من اختيار رئيس الوزراء.
وعلى الأحزاب أن تتحالف في محاولة لتشكيل كتلة كبيرة بما يكفي لتحقيق غالبية برلمانية مطلوبة لتقديم مرشح. ويجب أن تتشكل الحكومة خلال 90 يوماً من ظهور النتائج الرسمية، إلا أنه من المتوقع أن تستمر المفاوضات شهوراً.
ووجهت الانتخابات ضربة للعبادي، لكن ما زال في إمكانه أن يصبح المرشح التوافقي لجميع الأطراف، لأنه تمكن خلال توليه رئاسة الوزراء من التعامل مع المصالح المختلفة للولايات المتحدة وإيران.
والتقى الصدر في الأيام القليلة الماضية أيضاً بعمار الحكيم الذي جاءت حركة الحكمة بزعامته في المرتبة السابعة كما اجتمع بسفراء دول مجاورة للعراق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.