دراسة: الإعلام الألماني يشيع الخوف من الإرهاب

TT

دراسة: الإعلام الألماني يشيع الخوف من الإرهاب

تعزز نتائج دراسة جديدة أجراها معهد «ميديا تينور» السويسري تحذيرات بعض خبراء الإرهاب من أن التركيز على نقل أخبار الإرهاب يعزز مخاوف المواطنين منه.
أجرى المعهد الدراسة بتكليف من صحيفة «هوف بوست» اليومية الألمانية التي نشرت النتائج في عددها أمس. ويضيف المعهد أن تناقل أخبار الإرهاب بهذه الطريقة المكثفة يشعر المواطن بأن الدولة تقف بلا حول أمام الإرهاب.
شملت الدراسة التقارير التي نشرتها الصحافة والإعلام الألماني منذ سنة 2012، وركزت على أهم المصادر الإعلامية للمواطن وخصوصاً نشرات الأخبار التلفزيونية والصحف والمجلات الواسعة الانتشار مثل «بيلد» و«دير شبيغل» و«فوكوس». وتم خلال الدراسة مسح وتحليل ما يزيد على 1.4 مليون قصة خبرية.
وكانت النتيجة الأولى هي تراجع أخبار الجريمة العادية والعنف اليومي والجرائم على الإنترنت، وتفوق الأخبار والتقارير عن الجرائم السياسية ذات الطابع الديني.
وأحصت الدراسة 17500 تقرير يخص الاعتداءات المختلفة في الفترة بين 2015 - 2018 مقابل 5200 تقرير مماثل في الفترة 2012 – 2015، وهذا يعني أن الأخبار حول الاعتداءات زادت 200 في المائة.
في الوقت نفسه، قفز عدد التقارير حول الإرهاب الذي يحركه الدين من 8700 تقرير في السنوات الثلاث الأولى إلى 12200 تقرير في الفترة الأخرى، وهو ارتفاع وصفته الدراسة بالكبير جداً. وارتفع عدد التقارير المماثلة التي تخص الأمن الداخلي في ألمانيا من 5105 إلى 7710 تقارير.
تراجعت في الفترة نفسها مواضيع أخرى مثل التجسس على الإنترنت (من3632 إلى 1727) وأصبحت ثانوية بالنسبة للإعلام، حالها حال أخبار النشاط اليميني المتطرف. كما انخفضت تغطية الإعلام لأخبار الجرائم العادية المحلية من 2542 إلى 1612.
وعموماً شكلت الجريمة العادية المتعلقة بالأمن الداخلي 9.7 في المائة من التقارير الإعلامية سنة 2018، وكانت قد بلغت الذروة قبل سنتين بنسبة 13.6 في المائة.
وتراجعت في الوقت نفسه التقارير حول الحالة الاجتماعية مثل التقاعد والمساعدات الاجتماعية وارتفاع الإيجارات والطاقة والبيئة. ولم تشكل التقارير حول البيئة والطاقة البديلة سوى 0.25 في المائة من التقارير رغم أهميتها المستقبلية، وانخفض عدد التقارير حول التقاعد إلى 0.32 في المائة من مجموع التقارير الإعلامية لسنة 2018.
وكانت النتيجة، بحسب الدراسة، هي أن المواطن صار يشعر بعدم أمان أكبر رغم أن معدلات الجريمة في آخر تقارير وزارة الداخلية انخفضت بنسبة 10 في المائة. وغذت هذه المشاعر أحداث ليلة رأس السنة في كولون والعمليات الإرهابية مثل عملية الدهس الإرهابية ببرلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وقال كلاوس بيرنهارد، المحرك للدراسة من صحيفة «هوف بوست»، أن من يتاجر في أخبار العنف والإرهاب يجعل من هذه المخاطر حقيقية. وأكد بيرنهارد أن ألمانيا لم تعش وقتاً أكثر أمناً من الوقت الذي تعيشه حالياً.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».