شهد الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم مشاركة عدد كبير من المواهب الشابة في الفرق الكبرى ويتوقع لها مستقبل بين الكبار، خصوصاً أن أغلبها يشارك برفقة فريقه بشكل أساسي. ويعود الفضل في تألق لاعبين صغار لمدربين كبار منحوهم الفرصة في اللعب، رغم المنافسة الكبيرة من طرف لاعبين أكبر سناً وأكثر خبرة. وقدم كل من مانشستر سيتي وليفربول وتوتنهام هوتسبير الفرصة للاعبين الصاعدين؛ الأمر الذي ترك تأثيراً ملموساً داخل الملاعب. ومع هذا، كان هناك الكثير أيضاً من المواهب الصاعدة الزائفة. «الغارديان» تستعرض هنا أبرز المواهب الصاعدة التي شاركت في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم:
ليروي ساني
لا بد أن خصوم مانشستر سيتي يشعرون بالفزع كلما تذكروا أن النادي لا تزال أمامه فترة طويلة للاستمتاع بحصد ثمار موهبة الجناح ليروي ساني الذي لا يزال في أوج شبابه وعطائه. اليوم، يبدو اللاعب سلعة كروية تزداد قيمتها يوماً بعد يوم داخل صفوف الفريق الأفضل والأغلى على مستوى البلاد. وبفضل ساقه اليسرى الشيطانية ومهاراته الخادعة في الجري، يواجه أعتى المدافعين صعوبة جمة في السيطرة عليه. واليوم، أصبح في حكم المستحيل أن يبقى ساني خارج التشكيل الأساسي للفريق. ورغم أنه جابه صعوبة واضحة بعض الأحيان للحفاظ على التناغم في أدائه، تظل الحقيقة أنه أضاف مزيداً من الأهداف إلى فريقه، ونجح في ترسيخ وجوده باعتباره نجماً صاعداً جديداً. وإذا تمكن اللاعب الألماني من تقديم أفضل أداء لديه هذا الصيف، فإنه بالتأكيد سيتألق خلال بطولة كأس العالم.
ترنت ألكسندر أرنولد
بالنسبة لليفربول، بدأ الطريق إلى كييف على عجل في مساء أحد أيام أغسطس (آب) على أطراف سينسهايم. هناك، سجل اللاعب البالغ حينها 18 عاماً أول هدف له مع ناديه الذي انضم إليه في السادسة من عمره، وذلك من خلال ركلة حرة منخفضة في مواجهة هوفنهايم في إطار مباراة الذهاب الفاصلة ببطولة دوري أبطال أوروبا. وقد رفع ذلك من مستوى التوقعات بالنسبة لموسم رائع للاعب استمتع بتحمل مسؤولية اللعب في مركز الظهير الأيمن محل ناثانييل كلاين. ومع هذا، لا يخلو اللاعب من نقاط قصور تمكن ماركوس راشفورد وويلفريد زاها من كشفها بقوة، وجرى استهدافها بوضوح منذ وقت قريب من جانب لاعبي روما على أرض ملعب استاديو أوليمبيكو. ومع هذا، لم تتزعزع ثقة يورغين كلوب في اللاعب ـ وبخاصة أثناء المباريات الكبرى ـ واستمر ألكسندر أرنولد في التألق والصعود.
لويس كوك
بعد رفعه كأس العالم مع المنتخب الإنجليزي تحت21 عاماً الصيف الماضي، لم يعد لدى لاعب خط الوسط سوى شكوى واحدة: أنه يرغب في المشاركة في اللعب بمعدل أكبر.
الآن، ينبغي النظر إلى اللاعب البالغ 21 عاماً باعتباره جزءاً من قلب جديد لفريق بورنموث، بجانب المتألق ناثان أكي في الدفاع وأسمير بيغوفيتش في المرمى. بالنسبة لكوك، الذي يتميز بذكاء تمريراته وشجاعته في إبداء المهارة في التعامل مع الكرة، كان هذا الموسم بمثابة إنجاز حقيقي. وقد نجح كوك في حفر اسمه في التاريخ في مارس (آذار) بعد أن أصبح أول لاعب من بورنموث يشارك في المنتخب الإنجليزي. ومن الواضح أن ثمة مستقبلاً متوهجاً بانتظار اللاعب.
ديلي ألي
يبدو وكأنه يلعب منذ فترة طويلة، لكن الحقيقة المذهلة أن ألي أكمل عامه الـ22 الشهر الماضي فحسب. وقد ناضل اللاعب للارتقاء إلى المستوى الرفيع الذي قدمه الموسم الماضي، لكن داخل أي صناعة أخرى كان بالتأكيد سيجري النظر إليه باعتباره لا يزال شاباً صاعدا. وباعترافه الشخصي، لم يكن ألي في أفضل حالاته، ومع هذا تمكن من التأثير داخل الملعب بجوار هاري كين مع توتنهام. ورغم الرقابة اللصيقة التي تفرض عليه، فإنه يترك داخل أرض الملعب بصمة لا تمحى. في الوقت ذاته، بدا أن مدربه يوليه ثقة لا تتزعزع ومنذ شهرين فقط أكد ماوريسيو بوكيتينو على إيمانه بأن ألي واحد من أفضل اللاعبين على مستوى العالم داخل فئته العمرية. المؤكد أن الضوضاء التي ثارت حول ألي خلال موسم 2017 - 2018 لم تكن من قبيل المبالغة، ولا يزال اللاعب قادرا على تقديم أداء متألق يضعه في نصاف نخبة مميزة من اللاعبين.
ماركوس راشفورد
يعتبر بمثابة قصة الحب الصعب في حياة جوزيه مورينيو، ويبدو أن التناغم غائب بين المدرب واللاعب البالغ 20 عاماً. وعليه، من غير المثير للدهشة أن نجد أن اللاعب يكافح لتقديم أفضل أداء لديه. ومع هذا، نجح اللاعب بالفعل في تقديم ومضات من موهبته، وإن كان قدوم أليكسيس سانشيز قد ترك تأثيراً بالغ السوء على مسيرة تطور اللاعب الذي يبدو واضحاً أن مهاراته لا تزال في حاجة إلى صقلها في بعض الجوانب. وتمكن من خلال الهدفين اللذين سجلهما في مرمى ليفربول من تذكير المدرب بموهبته على مستوى مواجهات الأندية. ومع هذا، يظل أفضل مستوى له حكراً على مواجهات المنتخب الإنجليزي. ومثلما الحال مع ألي، ربما يشعر مهاجم المنتخب الإنجليزي بأن عليه تقديم الكثير خلال بطولة كأس العالم القادمة في روسيا.
غابرييل جيسوس
رغم أن اللافتة الشهيرة التي تقول إن «جيسوس هو بيليه الجديد» ربما تنطوي على بعض المبالغة، يبقى من الصعب تجاهل النجاح الاستثنائي الذي حققه مهاجم مانشستر سيتي. ومع أنه كان من المتوقع أن تعيق الإصابات مسيرته، فإنه نجح مرتين في التعافي بسرعة وقيادة خط الهجوم، دافعاً سيرجيو أغويرو نحو دور هامشي بعض الشيء. وقد تذوق اللاعب البالغ 21 عاماً طعم الهزيمة داخل الدوري الممتاز مرة واحدة منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي قادماً من بالميراس البرازيلي في أغسطس 2016 - وذلك أمام مانشستر يونايتد الشهر الماضي - وهذا الموسم نجح في تسجيل هدف كل 130 دقيقة. المؤكد أنه عندما وصف غوارديولا كلاً من ساني وجيسوس ورحيم سترلينغ بأنهم «المستقبل»، فإنه لم يتوقع أن يأتي المستقبل براقًا على هذا النحو.