هبوط سوانزي سيتي يتحمله رئيس النادي والملاك الغائبون

عدم وجود قيادة حكيمة حوّل الفريق الذي كان محط إعجاب الجميع إلى كيان بلا هدف أو هوية

الهزيمة أمام ساوثهامبتون أضاعت أمل سوانزي في البقاء في الأضواء (رويترز)
الهزيمة أمام ساوثهامبتون أضاعت أمل سوانزي في البقاء في الأضواء (رويترز)
TT

هبوط سوانزي سيتي يتحمله رئيس النادي والملاك الغائبون

الهزيمة أمام ساوثهامبتون أضاعت أمل سوانزي في البقاء في الأضواء (رويترز)
الهزيمة أمام ساوثهامبتون أضاعت أمل سوانزي في البقاء في الأضواء (رويترز)

بينما يستعد المدير الفني لنادي سوانزي سيتي البرتغالي كارلوس كارفالياو للرحيل عن منصبه – ليكون بذلك المدير الفني الرابع الذي يرحل عن ملعب الحرية معقل سوانزي خلال 19 شهراً من الفوضى – تتجه الأنظار نحو من يخلفه في هذه المهمة الصعبة في ظل الحاجة إلى إجراء تعديلات جذرية في الفريق الذي هبط لدوري الدرجة الأولى حتى قبل وقت طويل من تأكيد هبوطه بشكل رسمي يوم الأحد الماضي. ويكمن السؤال الرئيسي الآن فيما إذا كان مالكو نادي سوانزي سيتي يثقون في رئيسهم، هيو جينكينز، وفي مدى قدرته على القيام بأي من تلك المهام!
في السابق، انهالت الإشادات على جينكينز بينما كان سوانزي سيتي يواصل الصعود من مسابقة إلى أخرى حتى وصل للدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه فقد لمسته المميزة خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وكان يتخذ القرارات السيئة واحدا تلو الآخر، وبدا على نحو متزايد وكأنه قد نسي الأهداف التي يسعى النادي لتحقيقها أو فلسفة النادي المميزة والتي كان يشير إليها كثيرون بـ«طريقة سوانزي». لقد أصبح تفكير جينكينز مشوشاً للدرجة التي جعلته يشيد بكارفالياو واللاعبين لتحليهم بـ«الصبر الشديد والشخصية التي مكنتهم من الالتزام بخطة لعبنا» بعد تعادل الفريق أمام وست بروميتش ألبيون بهدف لكل فريق الشهر الماضي! وقد ظهر سوانزي سيتي بشكل سيئ للغاية في ذلك اليوم وسجل هدفا برأسية من ركلة ركنية وفشل في تسديد أي كرة على المرمى خلال 90 دقيقة من كرة القدم المملة، فأي «خطة لعب» يتحدث عنها جينكينز؟
ومن بين الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها جينكينز يجب الإشارة إلى أن المدير الفني الآيرلندي بريندن رودجرز كان على وشك العودة لتولي قيادة سوانزي سيتي في صيف عام 2016، لكن جينكينز فضل منح المهمة للمدير الفني الإيطالي فرانشيسكو غويدولين! لقد كان هذا خطأ كبيرا في الحكم على الأمور من جانب جينكينز الذي وصف هذا القرار فيما بعد بأنه أكثر قرار ندم على اتخاذه، وأدخل سوانزي سيتي في دائرة مفرغة من الأزمات لم ينجح في الخروج منها حتى الآن، قبل أن يقيل غويدولين في نهاية المطاف ويعين المدير الفني الأميركي بوب برادلي ثم بول كليمنت ثم كارفالياو، والذين جاءوا جميعا للعمل في النادي في ظل ظروف صعبة للغاية.
وقد ارتكب جينكينز أيضا أخطاء كارثية فيما يتعلق بسياسة النادي في إبرام تعاقدات جديدة لتدعيم صفوفه، ويكفي أن نعرف أن مباراة الفريق الحاسمة والحساسة للغاية أمام بورنموث في المرحلة قبل الأخيرة لم تشهد الاعتماد على أي لاعب من اللاعبين الخمسة الذين ضمهم سوانزي سيتي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني! وعلاوة على ذلك، كان المهاجم الإسباني بورخا باستون، الذي تعاقد معه سوانزي سيتي في الصيف السابق في أغلى صفقة في تاريخ النادي آنذاك مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، يلعب في إسبانيا على سبيل الإعارة إلى جانب لاعب خط الوسط روكي ميسا، الذي كلف خزينة النادي أيضا 12 مليون جنيه إسترليني. ولو سألت جينكينز عن باستون أو أي من التعاقدات التي أبرمها النادي، فسوف يدافع بشكل مستميت، وهذا جزء آخر من المشكلة.
وحتى الوجه الجديد الذي انتظر منه جمهور النادي الكثير فور التعاقد معه على سبيل الإعارة قادما من بايرن ميونيخ الألماني مقابل 8.5 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك أجره، قد تحول إلى كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وأعني هنا اللاعب البرتغالي ريناتو سانشيز، الذي لم يقدم شيئا يذكر للنادي واكتفى بالتغريد على حسابه الخاص على موقع «تويتر» في اليوم الذي هبط فيه النادي من الدوري الإنجليزي الممتاز! وتبدو معظم القرارات التي يتم اتخاذها في سوانزي سيتي غير منطقية تماما ولا معنى لها، بدءا من توقيع عقد لمدة أربع سنوات مع لاعبين مثل ناثان داير، الذي كان في طريقه للرحيل عن النادي عندما كان يلعب على سبيل الإعارة مع ليستر سيتي في الصيف الماضي، وصولا إلى السماح لبعض اللاعبين بتخفيض عقودهم.
وقد اتخذ النادي العديد من القرارات غير المفهومة تماما، وهو ما يجعلنا نتساءل على سبيل المثال: من منا كان يؤمن بقدرة كايل نوتون على النجاح في مركز الظهير الأيمن؟ هل مستوى واين روتليدج يمكنه من اللعب في أي فريق آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز؟ لماذا يتعين علينا أن نتفاجأ بغياب المهاجم الإيفواري ويلفريد بوني لمعظم فترات الموسم بسبب الإصابة مع أنه لم يكمل 90 دقيقة على مدى أكثر من عام؟ وربما يكون السؤال الأبرز في هذا الأمر هو: كيف كان سوانزي سيتي يعتقد أنه سيسجل أهدافا في مرمى الفرق المنافسة رغم أنه لم يبرم أي صفقة مميزة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية؟ ويكفي أن نعرف أن سوانزي سيتي سجل 27 هدفا في 37 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يجعل النادي صاحب أضعف خط هجوم في المسابقة.
ولكي نكون منصفين، لم يكن جينكينز هو المسؤول الوحيد عن هذه الفوضى التي حلت بالنادي، لأن الأميركيين ستيف كابلان وجيسون ليفين، اللذين يمتلكان أغلبية الأسهم بالنادي، قد وافقا على ما كان يحدث في النادي، ولذا يجب أن يأخذا نصيباً كبيراً من اللوم ويتحملا قدرا كبيرا من المسؤولية على الأشياء المروعة التي كانت تحدث في النادي على مدى عامين. ويمكن القول إن كابلان وليفين غائبين تماما عن النادي، وإذا كان يتعين عليهما أن يتعلما شيئا مما حدث للنادي على مدى الموسمين السابقين، فيجب عليهما بكل تأكيد أن يدركا أن إدارة نادي كرة قدم من الجانب الآخر من المحيط الأطلسي لن تنجح إلا إذا كانت الأمور اليومية للنادي تحت سيطرة خبراء يفهمون جيدا ما يقومون به. وبعبارة أخرى، يتعين عليهما أن يظهرا قدرتهما على القيادة وأن يجدا حلولا للمشكلات الكبيرة التي يعاني منها النادي وأن يتعاقدا مع مدير رياضي أو فني يكون مسؤولا عن الجانب الكروي بالنادي.
وهناك أيضاً مسألة لا تقل أهمية وهي ضرورة التعاقد مع مدير فني شاب وطموح ولديه الرغبة في تقديم كرة هجومية لكي يعيد الكبرياء مرة أخرى لهذا النادي الذي فقد روحه وهويته، وليس فقط مكانه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وضخ دماء جديدة في الفريق. ويمكن التأكيد على أنه يمكن عد اللاعبين الذين يستحقون البقاء في النادي على أصابع اليد الواحدة، إذا ما قرر قلب الدفاع ألفي مواسون وحارس المرمى البولندي لوكاس فابيانسكي الرحيل. باختصار، يجب على سوانزي سيتي أن يبدأ من جديد، وهو ما سيكون شيئا سيئا للغاية إذا لم يتعلم النادي الدرس من الثلاث سنوات البائسة التي عانى خلالها من الكثير من المصاعب والمشكلات.
وكشف بيان حزين بثه الأميركيان كابلان وليفين مالكا نادي سوانزي سيتي عن اعتراف مؤلم بأسباب هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال الأميركيان اللذان استحوذا على النادي قبل عامين في بيان: «ربما فقد النادي هويته الرائعة وجوهره الخاص الذي جعل من سوانزي سيتي فريقا مختلفا وأفضل. علينا إعادة اكتشاف هوية الفريق بطرق مختلفة داخل الملعب وخارجه إذا كنا نرغب حقا أن يفخر الجميع بهذا النادي الكروي مجددا».
وكانت هناك مظاهرات في مباراة الأحد الماضي. وقال مشجعون لسوانزي سيتي الأسبوع الماضي في بيان: «فقد الفريق الطريقة التي تميزه في لعب كرة القدم كما فقد الفريق هويته وقدم أداء ضعيفا مما جعلنا نتخذ قرارات سيئة بمنطق رد الفعل مرارا وتكرارا. طريقة سوانزي سيتي في الأداء التي كانت مصدرا للفخر لفترة طويلة لم تعد موجودة من فترة». ومقارنة بالأوضاع التي كان عليها النادي في 2003 حين نجح الفريق في البقاء في دوري الدرجة الثانية في آخر مباريات الموسم فإن سوانزي سيتي يبدو في حالة جيدة. لكن تبقى المشكلة في أنه إذا لم يستطع النادي العثور على طريق لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح فإنه ربما سيندفع إلى دوامة من التعثر والتراجع كالتي عصفت بسندرلاند.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».