لندن تحذر المشجعين من رفع العلم الإنجليزي في المونديال تجنباً لاستفزاز الروس

أحد مشجعي المنتخب البريطاني يضع علم بلاده فوق رأسه (أ.ف.ب)
أحد مشجعي المنتخب البريطاني يضع علم بلاده فوق رأسه (أ.ف.ب)
TT

لندن تحذر المشجعين من رفع العلم الإنجليزي في المونديال تجنباً لاستفزاز الروس

أحد مشجعي المنتخب البريطاني يضع علم بلاده فوق رأسه (أ.ف.ب)
أحد مشجعي المنتخب البريطاني يضع علم بلاده فوق رأسه (أ.ف.ب)

حثت الشرطة الإنجليزية مشجعي المنتخب الوطني الذين سيسافرون إلى روسيا لمؤازرة «الأسود الثلاثة» في مونديال 2018، على عدم رفع علم بلادهم، تخوفاً من أن يعتبر هذا الأمر استفزازاً لأصحاب الضيافة، في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين.
ويقود مارك روبرتس من مجلس رؤساء الشرطة الوطنية فريقا من زملائه الشرطيين سيتواجدون في روسيا للعمل مع نظرائهم الروس لتوفير الحماية لما يقارب 10 آلاف مشجع إنجليزي يتوقع انتقالهم إلى روسيا لمتابعة المونديال الذي يقام بين 14 يونيو (حزيران) و15 يوليو (تموز).
وقال روبرتس، المسؤول عن كرة القدم في الشرطة الإنجليزية، لصحيفة «ذا تايمز» المحلية «أعتقد أن الناس في حاجة إلى توخي الحذر فيما يتعلق بالأعلام. قد يصل (التلويح بالعلم) إلى مصاف اعتباره تصرفا إمبرياليا... يمكن أن يسبب العداء».
وواصل: «نحن حقا نحث على توخي الحذر بشأن نصب الأعلام والتلويح بها في الأماكن العامة»، مطالبا مشجعي المنتخب باحترام البلد المضيف وعدم استفزازه بتصرفات لا يقبلها الإنجليز من جمهور زائر على أرضهم.
وبعد أعمال الشغب بين المشجعين الروس والإنجليز في مدينة مرسيليا الفرنسية خلال كأس أوروبا 2016، نشرت صورا لعشرات الأعلام الإنجليزية «الأسيرة» بيد الروس.
وطلب روبرتس من المشجعين توخي الحذر خصوصا في فولغوغراد (ستالينغراد سابقا) التي تستضيف المباراة الأولى لإنجلترا ضد تونس في 18 يونيو، ضمن منافسات المجموعة السابعة التي تضم بلجيكا وبنما.
ويقام المونديال على خلفية توتر حاد بين المملكة المتحدة وروسيا، على خلفية اتهام لندن لموسكو بالمسؤولية عن تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته اللذين عثر عليهما فاقدي الوعي إثر تعرضهما لغاز الأعصاب في سالزبري بجنوب غربي إنجلترا في 4 مارس (آذار).
واتهمت لندن موسكو بمحاولة قتل العميل وابنته واتخذت سلسلة عقوبات ضد روسيا شملت طرد دبلوماسيين وتجميد الاتصالات الرفيعة المستوى بين البلدين، إضافة إلى مقاطعة مونديال 2018 على المستوى الرسمي.
وحذرت وزارة الخارجية البريطانية في وقت سابق رعاياها الراغبين في التوجه إلى روسيا من مخاطر التعرض لمضايقات بعد تصاعد التوتر، داعية إياهم إلى «اليقظة». أضافت: «إذا كنتم حاليا في روسيا أو ستتوجهون إليها في الأسابيع المقبلة، ينصح بالتيقظ وتجنب التعليق علنا على التطورات السياسية الأخيرة».
وقلل رئيس اللجنة المحلية المنظمة للمونديال أليكسي سوروكين من حجم تأثير القرار البريطاني على البطولة، قائلا لوكالة «ريا نوفوستي» المحلية: «الخيار متروك لكل مشجع للقدوم إلى كأس العالم من عدمه».
وتابع: «هذا الأمر لن يكون له أي تأثير على جودة البطولة. عزمنا على الدوام أن ننظمها على أعلى مستوى»، مضيفا: «من المؤسف ألا يلتزم الجميع بمبدأ ترك كرة القدم خارج السياسة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».