المغرب: رئيس الحكومة يحتج على قناة بسبب حملة المقاطعة

TT

المغرب: رئيس الحكومة يحتج على قناة بسبب حملة المقاطعة

احتج سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بشدة على القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» بسبب ما وصفه «تصرفات غير مهنية»، صدرت عنها خلال تغطيتها للاجتماع الأسبوعي للحكومة، الذي عقد الخميس الماضي، والذي ناقش تداعيات حملة مقاطعة ثلاثة منتجات استهلاكية خلال شهر رمضان المقبل.
وكشفت رئاسة الحكومة أمس مضامين الرسالة، التي وجهها جامع المعتصم، رئيس ديوان العثماني، إلى سليم الشيخ، المدير العام للقناة، والتي جاء فيها أن القناة عمدت إلى «نشر فيديو قصير لرئيس الحكومة يعتذر فيه عن عدم الرد على استفسار لصحافي من القناة، وإحالته على المؤتمر الصحافي للناطق الرسمي باسم الحكومة».
واعتبر العثماني أنه «غير مقبول كليا من طرف قناة عمومية التصرف في تصوير، تم إنجازه دون علم أو ترخيص الشخصية المعنية، وبالأحرى إذا كان المعني هو رئيس الحكومة، والمناسبة هي الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي».
وانتقدت الرسالة الموجهة أيضاً إلى وزير الثقافة والاتصال، والرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وشركة «صورياد دوزيم»، افتتاح القناة النشرة الرئيسية للأخبار بفيديو تم إنجازه دون علم الشخص المعني، وفي مكان ذي حرمة خاصة، حيث يظهر الفيديو بوضوح أن رئيس الحكومة لم يتوقف للتحدث للصحافة، ولم يأخذ علما بوجود مصور شرع في التصوير من الخلف، ولم يوافق على الإدلاء بتصريح».
كما أوضحت رئاسة الحكومة أن الترخيص للقنوات والإذاعات المغربية بتغطية أنشطة رئاسة الحكومة: «ينفي بشكل كلي اللجوء إلى تصوير أي وقائع جانبية، أو لتسجيل بغير إذن، أو لتسجيل دردشات غير رسمية، أو إيهام شخصيات عمومية أن الأمر يتعلق بحديث عادي، بينما يتم التصوير خفية».
ولم يتوقف اعتراض رئاسة الحكومة على بث «دوزيم» تصريحا غير رسمي للعثماني، بل طال أيضا التقرير الذي أنجزته القناة عن اجتماع الحكومة، والذي قال إنه جرى خلاله تقديم عرض حول غلاء الأسعار، وهو ما اعتبرته «مجانبا للحقيقة».
وكانت الحكومة قد حذرت خلال اجتماعها الخميس الماضي من الآثار الوخيمة للمقاطعة على الاقتصاد وعلى الفلاحين الصغار، لا سيما فيما يتعلق بمادة الحليب التي يتضاعف استهلاكها خلال شهر رمضان، ولوحت بمتابعة من ينشر أخبارا زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بأسعار بعض المنتجات، الأمر الذي اغضب المقاطعين ودفعهم إلى السخرية من موقف الحكومة، واعتبروه «انحيازا لمصالح للشركات الخاصة».
جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين رئيس الحكومة وقناة دوزيم، إذ وصلت الخلافات ذروتها في عهد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، الذي ينتمي إليه أيضا العثماني رئيس الحكومة الحالي.
وظل ابن كيران طوال ولايته الحكومية يتهم القناة باستهدافه هو وحزبه. وهاجم أكثر من مرة سميرة سيطايل، مديرة الأخبار بالقناة بشكل خاص، فيما وجهت هي بدورها انتقادات لاذعة إليه، لدرجة أنها شاركت في وقفة احتجاج أمام البرلمان ضد تصريح له، وصف فيه النساء بـ«الثريات»، إذ اعتبرته عدد من الجمعيات النسائية انتقاصا من دور المرأة، ويؤكد، حسب رأيها، الموقف المحافظ لحزبه الذي يسعى إلى إعادة المرأة إلى البيت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.