ظروف جعجع الأمنية ترجئ جلسة ملكية «إل بي سي»

TT

ظروف جعجع الأمنية ترجئ جلسة ملكية «إل بي سي»

أرجأ القضاء اللبناني جلسة الاستماع في الدعوى المقدمة من «القوات اللبنانية» ضد رئيس مجلس إدارة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بيار الضاهر، وقناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (LBCI)، حول ملكية القناة، إلى 22 يونيو (حزيران) المقبل، بعد تعذر حضور رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى المحكمة، بسبب الظروف الأمنية.
وتقدم «القوات» بدعوى إلى القضاء اللبناني قبل أكثر من عشر سنوات، على خلفية نزاع بين الحزب والضاهر حول ملكية القناة التي أسسها «القوات» في عام 1985. ويقول الضاهر إنه اشتراها من الدكتور سمير جعجع في عام 1992، بعد انتهاء الحرب اللبنانية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن القاضية المنفردة الجزائية في بيروت فاطمة الجوني أرجأت جلسة الاستماع، وحضر أمس النائب جورج عدوان بوكالته عن الدكتور سمير جعجع الذي غاب لأسباب أمنية، كما حضر الوزير السابق كريم بقرادوني بصفته شاهداً.
وطلب عدوان ووكلاء جعجع انتقال هيئة المحكمة للاستماع إليه في معراب، لاستحالة توجهه إلى المحكمة لأسباب أمنية؛ لأن موعد الجلسات معلن عنه مسبقا.
وخلال الجلسة، قدم المحامي نعوم فرح بصفته وكيلاً عن الضاهر، اعتراضاً على طلب وكلاء جعجع نقل المحكمة إلى معراب، مؤكداً «حرصه على موضوع أمن وسلامة جعجع؛ لكنه اعتبر أن نقل المحكمة إلى معراب قد يؤثر على سير المحاكمة».
وبينما ستحدد القاضية الجوني مكان عقد الجلسة المقبلة خلال مهلة أسبوع من تاريخه، قال النائب عدوان تعليقاً على طلب نقل المحكمة إلى معراب: «الكل يعلم أن الدكتور جعجع منذ سنوات في وضع أمني خاص، وقد تعرض منذ فترة ليست ببعيدة لمحاولة اغتيال، ونحن لن نعطي أعداء لبنان فرصة لأي عمل أمني يخرب استقرار البلد»، متوقعاً صدور الحكم قبل العطلة القضائية أو بعد قليل.
وبعد انتهاء الجلسة قال الضاهر: «أفهم أن لجعجع وضعاً أمنياً؛ لكنني لا أعرف كيف أن الوصول إلى قصر العدل أمر صعب، فيما الوصول إلى الاحتفالات الشعبية لا يسبب المشكلات»، مضيفاً: «في حال إصرار جعجع على مواجهتنا في معراب بدل قصر العدل، فنحن نصرّ على أن يكون المكان البديل للمواجهة استديوهات (LBCI)».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.