بخّر ليفانتي أحلام ضيفه برشلونة المتوج بطلا وألحق به أول هزيمة هذا الموسم بفوزه عليه 5 - 4 في ختام المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وبعد 36 أسبوعا بلا هزيمة في الدوري الإسباني، جثا برشلونة على ركبتيه أمام ليفانتي المتواضع الذي أمطر شباكه بخمسة أهداف بسهولة كبيرة. ونجح ليفانتي في تحقيق هذه النتيجة التاريخية بفضل اعتماده على عاملي السرعة والحسم اللذين كانا كافيين لاختراق وخلخلة دفاع بطل الدوري الإسباني.
وحقق ليفانتي، الصاعد من دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي، فوزا تاريخيا على العملاق الكاتالوني، كما سجل لاعبه الغاني الشاب إيمانويل بواتينغ ثلاثية تاريخية لم يستطع نجوم كبار مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد تحقيقها، وهي الأولى أيضا منذ أن نجح في ذلك الأوروغوياني دييغو فورلان مع فياريال عام 2005.
وحقق ليفانتي ما عجز عنه الكبار، وألحق أول خسارة ببرشلونة منذ أكثر من عام وتحديدا منذ سقوطه في أبريل (نيسان) 2017 أمام مضيفه ملقة الذي هبط إلى الدرجة الثانية هذا الموسم.
كما أنها الخسارة الأولى لبرشلونة خارج قواعده بعد 21 مباراة (15 فوزا و6 تعادلات) وكان بحاجة إلى مباراتين دون خسارة خارج القواعد لمعادلة رقمه مع جوسيب غوارديولا (23 مباراة - 18 فوزا و5 تعادلات) في الفترة بين مارس (آذار) 2010 وأبريل 2011.
وجعل ليفانتي لاعبي برشلونة يعيشون لحظات لم يعتادوا عليها طوال الموسم بعد أن اهتزت شباكهم 5 مرات في مباراة واحدة، بينما تلقت هذه الشباك 24 هدفا في المباريات الـ36 السابقة.
وبدا واضحا تأثر لاعبي برشلونة بغياب نجمهم الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي متصدر لائحة الهدافين برصيد 34 هدفا والذي فضل المدرب إرنستو فالفيردي إراحته، كما بدأ اللقاء دون ثنائي الدفاع الأساسي صامويل أومتيتي وجيرار بيكيه فدفع الثمن غاليا.
وأنهى ليفانتي الشوط الأول متقدما بثنائية لبواتينغ مقابل هدف واحد للبرازيلي فيليبي كوتينيو المنتقل مطلع العام الحالي من ليفربول الإنجليزي.
وأضاف صاحب الأرض 3 أهداف أخرى في مستهل الشوط الثاني عن طريق بواتينغ والمقدوني من أصل ألباني أنيس باردي، قبل أن يسيطر برشلونة ويقلص الفارق إلى هدف واحد لا سيما بفضل كوتينيو الذي سجل أول ثلاثية منذ قدومه. وبات بواتينغ وباردي أول لاعبين يسجلان أكثر من هدف في مرمى برشلونة هذا الموسم.
وقال إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة: «أشعر بغضب شديد، لكن يجب أن أتطلع للأمام، لأن الغضب لن يعطيني حلولا».
وأضاف: «كانت مباراة مذهلة بسبب النتيجة وكيفية سير أحداث اللقاء. ليفانتي كان في حالة جيدة جدا وكان فعالا جدا. بدأ اللقاء بشكل رائع وألحق بنا كثيرا من الضرر بسبب الهجمات المرتدة».
وأقر كوتينيو بأن فريقه يشعر بالحسرة بعد الخسارة المدوية أمام ليفانتي وقال: «لا يوجد شعور جيد لأننا أردنا حقا إنهاء الموسم دون هزيمة. خضنا مباراة صعبة أمام فريق متحمس للغاية، وعندما تستقبل 5 أهداف لا تستحق الفوز». وأضاف: «لم يكن يوما جيدا، ونترك الملعب بمشاعر سيئة. كانت مباراة صعبة جدا ومفتوحة وحاولنا تحقيق انتفاضة دون جدوى... لكن 43 مباراة دون هزيمة يظل رقما تاريخيا ويجب أن نتطلع للأمام». وواصل: «بالطبع أردنا تحقيق اللقب أولا، وبعد ضمان التتويج أردنا إنهاء الموسم دون خسارة. عشنا يوما صعبا، لكن الأهم أننا فزنا بالدوري».
ولخص لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس الخسارة بالقول: «للأسف سقطنا... لقد استطاعوا استغلال أخطائنا وبات من الصعب التعويض بعد 5 أهداف. حين تجري وراء النتيجة تصاب بالإنهاك».
لكن بعيدا عن الإحصاءات؛ كشف هذا السقوط غير المتوقع عوامل الخلل التي يعاني منها الفريق الكاتالوني الذي يحتاج إلى خطة إصلاح عاجلة قبل انطلاق الموسم المقبل.
وأثبتت هذه المباراة عدة حقائق؛ أبرزها أن برشلونة يعتمد كليا على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما أنه يفتقد لبدلاء قادرين على تقديم الحلول في الأوقات العصيبة.
ولا يعد الاعتماد على ميسي قضية جديدة، ولكن النتائج السيئة التي يحققها برشلونة في كل مرة يغيب فيها النجم الأرجنتيني عن صفوفه عادت لتثير جدلا مشروعا: كيف يعتمد فريق ينفق ملايين الدولارات على شراء اللاعبين والأجور، على لاعب واحد فقط؟
وعلى جانب آخر، منح فالفيردي، في ظل غياب المدافعين أومتيتي وبيكيه، فرصة المشاركة لكل من البلجيكي توماس فيرمايلين، الذي أصيب مجددا في الشوط الأول من المباراة، والكولومبي يري مينا الذي كان وجبة دسمة لانتقادات الصحف الموالية لبرشلونة.
وقالت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية: «غياب ميسي يؤثر على برشلونة، ولكن أداء الخط الدفاعي كان صادما». فيما قالت صحيفة «سبورت»: «أي هزيمة يكون لها كبش فداء، وكان يري مينا بلا شك هو كبش الفداء، لقد تسبب في فوضى في خطه الدفاعي، وتسبب في مهرجان من الأهداف بسبب قراراته الخاطئة». وأضافت: «إنها بحق إحدى الهزائم التي يمكن التعلم منها، الأهداف الخمسة التي تلقتها شباك الفريق تجبر برشلونة على اتخاذ قرارات بشأن الدفاع والصفقات وتركيبة الفريق».
وحتى هذه اللحظة، حسم برشلونة صفقة ضم لاعب الوسط البرازيلي آرثر، كما قرر بشكل نهائي التعاقد مع أحد المهاجمين الذي سيكون على الأرجح الفرنسي أنطوان غريزمان.
ولكن تبقى المشكلة في أن جميع أنصار برشلونة يرون أن الأزمة الحقيقية موجودة في الخط الدفاعي، فها هي الشائعات تشير إلى رحيل محتمل لأومتيتي عن الفريق، كما عاد فيرمايلين ليؤكد أنه لاعب هش للغاية، بينما لم يفلح مينا في تقديم أوراق اعتماده وبات رحيله عن النادي الكاتالوني أمرا واردا. ويتبقى بعد ذلك بيكيه (31 عاما) الذي يثبت أنه لاعب ليس له بديل.
فهل سيكون بمقدور النادي الكاتالوني تخصيص ميزانية ضخمة لرأب هذا الصدع بالتعاقد مع لاعبين جدد؟
مسيرة برشلونة الخالية من الهزائم تنهار في غياب ميسي
ليفانتي بخّر آمال الفريق الكاتالوني في إنهاء الموسم برقم قياسي وكشف ضعف دفاع بطل الدوري
مسيرة برشلونة الخالية من الهزائم تنهار في غياب ميسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة