كبارة: الإخلال بالتوازن سيعيد التوتر السياسي

TT

كبارة: الإخلال بالتوازن سيعيد التوتر السياسي

نبه وزير العمل النائب المنتخب محمد كبارة إلى أن «أي محاولة للإخلال بالتوازن الوطني، ستؤدي إلى عودة التوتر السياسي الذي لا يمكننا تحمل تبعاته»، مشيراً إلى أن «سياسة الابتزاز ورسائل الدراجات النارية لن تنفع في فرض الشروط علينا».
وقال كبارة في طرابلس، شمال لبنان، أمس: «نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، مرحلة ترتسم فيها صورة لبنان لمدة أربع سنوات، وقد بدأت تتضح معالم الفرز السياسي والعناوين السياسية للمرحلة المقبلة». وأشار: «إننا الآن نراقب ما يجري من محاولات القوى السياسية لرفع السقوف السياسية بهدف تحسين شروطها في تركيبة السلطة المقبلة، خصوصا في الحكومة الجديدة». وأضاف: «هنا ننبه الجميع أن أي محاولة للإخلال بالتوازن الوطني، ستؤدي إلى عودة التوتر السياسي الذي لا يستطيع لبنان تحمل تبعاته في هذه المرحلة»، لافتاً إلى أن «سياسة الابتزاز ورسائل الدراجات النارية لن تنفع في فرض شروط علينا. هناك خط أحمر كبير جدا يجب على الجميع أن يعرفوا أننا لن نسمح بتجاوزه».
والحديث عن الدراجات النارية، يحمل إشارة إلى مئات الدراجات النارية التي قادها مناصرون لـ«حركة أمل» التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«حزب الله» في شوارع بيروت في الأسبوع الماضي، وأسفرت عن توتر أمني إثر إشكال وقع بين هؤلاء وبين أنصار «تيار المستقبل».
وقال كبارة: «لا نريد الانجرار إلى سياسة الرسائل المباشرة وغير المباشرة. نحن واضحون فيما نقول وموقفنا حاسم وحازم». واستطرد: «لذلك، فإننا ندعو إلى الالتزام بمضمون التسوية القائمة في الحكومة الحالية، والتعامل مع نتائج الانتخابات النيابية بموضوعية وهدوء، وألا يشعر أي فريق بفائض قوة يريد صرفه في السياسة من حساب الآخرين»، لافتاً إلى أن «هناك ثوابت، وهناك سقوف، وهناك توازنات، وهناك وقائع. المطلوب هو عدم القفز فوق هذه الضوابط لمحاولة فرض توازنات جديدة». غير أن الدعوات للحفاظ على التوازن القائم منذ تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري إثر الانتخابات الرئاسية في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، لا يحظى بإجماع كامل. فقد أشار عضو كتلة التحرير والتنمية الدكتور قاسم هاشم إلى أنه «بعدما ارتسمت الصورة النهائية لخريطة المجلس النيابي وأحجام الكتل وأصبح الكلام عن الحكومة المنتظرة حديث الساعة، فالمطلوب في هذه الظروف حكومة توافق وطني تضم كل المكونات، كي لا يبقى الاحتكار سيد الموقف عند البعض الذين اعتادوا السيطرة والهيمنة على القرار».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.