30 سفيراً في تل أبيب يحضرون احتفالاً إسرائيلياً على شرف افتتاح السفارة الأميركية في القدس

TT

30 سفيراً في تل أبيب يحضرون احتفالاً إسرائيلياً على شرف افتتاح السفارة الأميركية في القدس

في الوقت الذي تبلغ فيه الاستعدادات أوجها للاحتفال بافتتاح السفارة الأميركية في القدس الغربية، بدت المدينة المقدسة بشقيها ثكنة عسكرية ضخمة، تنتشر فيها قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية إلى جانب فرق من المخابرات الأميركية، وذلك لمنع أي عملية مسلحة محتملة ولمعالجة المظاهرات الاحتجاجية التي يفترض أن تنظمها القيادة السياسية لفلسطينيي 48 وقوى اليسار اليهودية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية تنظيمها احتفالاً خاصاً للضيوف الأميركيين، يقام يوم غد (الأحد)، عشية الاحتفال الأميركي، بحضور الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد دعت الخارجية إليه 86 سفيراً أجنبياً ممن يخدمون في تل أبيب. وقالت الوزارة إن نحو 30 سفيراً تجاوبوا مع هذه الدعوة، بما في ذلك 3 يمثلون دولاً أعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي يعارض نقل السفارة الأميركية من تل أبيب، وهي هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا. وقالت إن ممثلي رومانيا والنمسا لم يردوا بعد على الدعوة. كما أن هناك 10 دول أعلنت رفضها المشاركة في هذه الاحتفالات، بعضها لأسباب مبدئية وأخرى فنية، بينها روسيا ومصر وألمانيا والنمسا وبولندا وآيرلندا ومالطة والمكسيك والبرتغال والسويد.
وستشارك في هذه الفعالية ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترمب، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، وأعضاء الكونغرس الأميركي تيد كروز وليندي غراهم، وحاكم فلوريدا ريك سكوت، وغيرهم. ووجهت الخارجية الإسرائيلية الدعوة لأعضاء الحكومة ورؤساء لجان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وبقية كتل الائتلاف الحكومي. وقد تعمدت الخارجية الإسرائيلية عدم دعوة أعضاء الكنيست من المعارضة، باستثناء رئيس المعارضة إسحق هرتسوغ.
وقامت بلدية القدس الغربية بزرع الورود بلون العلم الأميركي وأطلقت اسم الولايات المتحدة على أحد الميادين القريبة من مقر السفارة الجديد مع العلم بأنه مقر مؤقت، ونشرت صوراً للرئيس دونالد ترمب تتضمن شكراً على «قراره التاريخي الشجاع بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس». وأعلنت أنها ستضيء أسوار مدينة القدس الشرقية المحتلة بألوان العلم الأميركي، ابتداء من مساء الأحد.
من جهتها، بثت السفارة الأميركية في تل أبيب، شريط فيديو بهذه المناسبة تؤكد فيه علاقات الصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقد ظهر فيه مبنى السفارة في تل أبيب. وأطلقت حساباً لها على «تويتر» باسم «سفارة الولايات المتحدة الأميركية في القدس» (@USEmbassyJerusalem).
وكانت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل» وقوى وطنية ومرجعيات دينية في القدس الشرقية المحتلة، قد دعت إلى مظاهرة جماهيرية احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية وحفل افتتاحها، يوم الاثنين المقبل. وستعقد المظاهرة في حي أرنونا، مقابل مقر السفارة، حيث القنصلية الأميركية حالياً، الساعة الرابعة بعد الظهر، تحت شعار «القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية»، و«لا لنقل السفارة الأميركية». وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: «قررنا أن تكون المظاهرة في المكان والساعة ذاتهما، كي نقوم بدورنا، في رفع الصوت ضد السياسة الأميركية الداعمة للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، في محاولة أميركية - إسرائيلية بائسة، للقضاء على فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.