اليوم... كأس سلمان بين عنفوان الاتحاد وجموح الفيصلي

يلتقيان على ملعب الجوهرة المشعة بجدة في أغلى وأكبر بطولات الموسم السعودي

فيلانويفا - روجيرو («الشرق الأوسط»)
فيلانويفا - روجيرو («الشرق الأوسط»)
TT

اليوم... كأس سلمان بين عنفوان الاتحاد وجموح الفيصلي

فيلانويفا - روجيرو («الشرق الأوسط»)
فيلانويفا - روجيرو («الشرق الأوسط»)

يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم، المباراة النهائية على كأس الملك بين الاتحاد والفيصلي، والتي ستقام على ملعب الجوهرة المشعة بجدة، حيث سيسلم الكأس والميداليات الذهبية للفريق الفائز بالمباراة.
وتُطوى مساء اليوم صفحة الموسم الرياضي السعودي.
ويبحث الاتحاد صاحب التاريخ الطويل والبطولات العديدة عن اللقب التاسع في النهائي والـ17 الذي يخوضه، في حين يطمح الفيصلي إلى تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه بعد أول ظهور له في النهائي.
وجاء تأهل الاتحاد إلى المباراة النهائية عقب فوزه على الكوكب في الدور الأول 3 - 1، ثم تخطى الاتفاق بصعوبة 2 - 1 في ثمن النهائي، وبعدها تجاوز الشباب 3 – 1، في ربع النهائي، وأخيراً الباطن 6 - 2 في نصف النهائي، أما الفيصلي فقد بلغ النهائي بعد تجاوزه الوطني 3 - 2 بدور الـ32، ثم تخطى النجوم 2 - صفر في ثمن النهائي ومن بعدها تغلب على القادسية 3 - 2 في ربع النهائي، بعدها فاز على الأهلي صاحب الرقم القياسي 1 - صفر في نصف النهائي.
واستعد الاتحاد للنهائي بصورة جيدة، حيث أقام معسكراً خارجياً في دبي خاض خلاله مباراتين وديتين كسب الأولى أمام دبا الحصن 5 – 1، وتغلب في الثانية على الحمرية 3 – صفر، قبل أن يعود ويستأنف تدريباته وسط حضور ومشاركة جميع لاعبيه.
يُذكر أن الاتحاد غاب منذ 5 أعوام عن البطولة، حيث يعود آخر لقب للاتحاد في البطولة إلى عام 2013، حينما تغلب على الشباب بأربعة أهداف مقابل هدفين في النهائي، وسجل رباعية الاتحاد حينها مختار فلاتة، وفهد المولد، ونايف هزازي، وجورجي ساندرو، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن الاتحاد من الوصول إلى النهائي.
وفي 2014 ودّع الاتحاد المسابقة من نصف النهائي بعد الهزيمة أمام الأهلي ذهاباً وإياباً بنتائج 1 - 2 و2 - 3 على الترتيب، أما عام 2015 خرج الاتحاد من البطولة بعد الهزيمة أمام الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف في نصف النهائي، وفي 2016 كرر الاتحاد السيناريو ذاته ولكن هذه المرة أمام النصر، حينما خسر أمامه بثلاثة أهداف مقابل هدف في نصف النهائي، وفي 2017 كانت هزيمة الاتحاد أمام الطائي بهدفين مقابل هدف في دور الـ32، في حين أن الفيصلي لم يسبق له الوصول إلى المباراة النهائية، وكانت أبرز إنجازاته الوصول إلى المربع الذهبي العام الماضي بخسارته أمام الأهلي صفر - 3.
ولا شك أن جميع الأوراق الفنية مكشوفة أمام التشيلي سييرا المدير الفني لفريق الاتحاد، وكذلك الحال للصربي فوك رازوفيتش المدير الفني للفيصلي، فلا يمتلك أحدهما ما يخفيه على الآخر، سوى الجانب التكتيكي الذي دائماً ما يكون السلاح الأبرز في المواجهات الحاسمة، غير أن التشيلي سييرا يمتلك عناصر لها ثقلها الفني بوجود ابن جلدته فيلانويفا الذي فاز بجائزة أفضل لاعب بالدوري السعودي، والتونسي أحمد العكايشي والمصري محمود كهربا والكويتي فهد الأنصاري، بالإضافة إلى الخبرة العريضة التي يمتلكها الاتحاديون في المباريات النهائية.
وينتهج سييرا في أسلوبه الفني طريقة 4 - 5 - 1 بوجود فواز القرني في حراسة المرمى، وأحمد عسيري وبدر النخلي في متوسط الدفاع، وعلى ظهيري الجنب عدنان فلاته قائد الفريق، وعمار الدحيم، ويتولى الكويتي فهد الأنصاري الربط بين الخطوط الخلفية ومنتصف الملعب في محور الارتكاز وإلى جواره الرباعي ربيع سفياني والمصري محمود كهربا والتشيلي فيلانويفا وعبد العزيز العرياني، والتونسي أحمد العكايشي في المقدمة.
وسيرمي الاتحاديون بكامل ثقلهم الفني وقوتهم الهجومية لضمان تحقيق أغلى البطولات وإنقاذ موسمهم الرياضي للتتويج بهذه البطولة ومصالحة جماهيرهم، بعدما فقد الفريق حظوظه في المنافسة على بطولة الدوري السعودي للمحترفين في وقت باكر، وتراجع ترتيبه إلى المركز العاشر، كما أن صاحب لقب بطولة كأس الملك سيفوز بالبطاقة المؤهلة لدوري أبطال آسيا في الموسم القادم، وهو ما يبحث عنه الاتحاديون الذي غابوا عن الدوري القاري هذا خلال الموسمين الأخيرين.
وفي الجانب الآخر، يمتلك الصربي فوك ترسانة دفاعية وأسلحة هجومية، ويعتمد على الثنائي البرازيلي لويس غوستافو وكونتينهو في قيادة الهجمات المرتدة الذي برز الفيصليون في تنفيذها، حيث يمتلك هذا الثنائي مهارة فردية عالية وسرعة فائقة، سخّرها الصربي لسرعة بناء الهجمات المضادة والتحول من النواحي الدفاعية إلى الهجومية، كما يتولى خالم هايلند قيادة خط المنتصف، فيما يتفرغ عمر عبد العزيز قائد الفريق، إلى تعطيل أهم مفاتيح اللعب لدى الخصوم بالمراقبة اللصيقة، بيد أن لاعبي الفيصلي يفتقرون إلى الخبرة في مواجهات النهائي، وهذا ما عمل عليه الجهاز الفني والإداري طيلة الأيام الماضية.
وتكمن قوة الفيصلي في خط المنتصف الذي يضم الخماسي هايلند ومحمد أبو سبعان وعمر عبد العزيز روجيرو وغوستافو، ولن يغامر الصربي ويمنح ظهيري الجنب سلطان الغنام وحمد آل منصور حرية مساندة الهجوم، خصوصاً في شوط المباراة الأول، فيما يعد خط المقدمة أقل خطوط الفريق لعدم وجود المهاجم الثابت على الخريطة الفيصلية، وتردد على هذا المركز إسلام سراج ومحمد مجرشي وسلطان مندش.
الفيصليون باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى تسجيل اسم ناديهم بين الأندية السعودية الكبيرة صاحبة البطولات، واقترب الحلم الذي ظل يراودهم على مدار السنوات العشر الماضية بعد صعودهم لدوري الأقوياء، حيث يعد بلوغهم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أهم الأحداث التاريخية في مسيرة النادي، ويدرك «العنابي» أن المهمة صعبة أمام الاتحاد صاحب البطولات المحلية والقارية، ولكنها ليست بالمستحيلة على فريق طموح ومكافح قدم نفسه بصورة رائعة في هذا الموسم.
من جهة ثانية يمثل نهائي كأس خادم الحرمين فرصة ذهبية للنجم الأول في الملاعب السعودية لهذا الموسم التشيلي كارلوس فيلانويفا من أجل حصد لقب الهداف في هذه المسابقة الكبرى، وإضافته إلى السجل الرائع لهذا اللاعب الذي نجح في إقناع الشريحة الأكبر بكونه أفضل لاعب أجنبي حالياً.
ومع أنه حاز جائزة أفضل لاعب في الدوري السعودي لهذا الموسم من خلال الحفل الذي نظمه اتحاد الكرة قبل أيام معدودة، فإن ذلك لا يعني نهاية طموح هذا اللاعب الذي أعاد الكثير من ذكريات نجوم كبار مرّوا على الكرة السعودية وكان وجودهم مؤثراً من الناحية الفنية والجمالية على المنافسات الكروية من خلال المهارات الفردية العالية والتمريرات المتقنة.
ويملك اللاعب التشيلي 4 أهداف في مسابقة الكأس لهذا الموسم نصفها من ركلات جزاء، ولكنّ هذا لا يمنع أن يكون الأقرب لنيل هذا اللقب الشرفي الكبير في سجله خصوصاً أنه ليس مهاجماً صريحاً بل لاعب وسط صانع ألعاب.
ولا ينافس فيلانويفا على أرض الملعب اليوم في صراع الحصول على لقب الهداف سوى لاعب الفيصلي البرازيلي روجيرو كوتينيو الذي سجل 3 أهداف في هذه المسابقة لهذا الموسم، وكذلك التونسي أحمد عكايشي والمصري محمود عبد المنعم «كهربا» اللذان يملك كل منهما هدفين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».