ركوب الفرس غيّر جينات سكان قارتي آسيا وأوروبا

3 دراسات علمية ترصد التركيبة الجينية لأجيال عاشت على مدى 4 آلاف سنة

ركوب الفرس غيّر جينات سكان قارتي آسيا وأوروبا
TT

ركوب الفرس غيّر جينات سكان قارتي آسيا وأوروبا

ركوب الفرس غيّر جينات سكان قارتي آسيا وأوروبا

قال علماء أجروا ثلاث دراسات علمية نشرت في مجلتي «ساينس» و«نتشر»، إن تدجين الحصان وركوب الفرس غيرا التركيبة الجينية لسكان قارتي آسيا وأوروبا، أو ما يطلق عليهما «أورو - آسيا»، إذ دفعت غزوات متتالية من شعوب الهون والمغول المزارعين ذوي الأصول الأوروبية نحو الغرب وجلبت أوبئة مثل فيروس الكبد الوبائي «بي»، والطاعون. والهون أقوام من البدو عاشت في آسيا الوسطى والقوقاز وشرق أوروبا بين القرنين الرابع والسادس للميلاد.
وأجرت الدراسات الثلاث أبحاثا على التركيبة الجينية لبقايا عشرات من الناس عاشوا في الفترة بين 2500 ق. م وبين عام 1500 للميلاد، أي من العصر الحجري إلى القرون الوسطى. وأظهر تحليل التسلسل الجيني لهم تحولا تدريجيا في التركيبة الجينية للناس الذين سكنوا سهوب أورو - آسيا - في منطقة تمتد بين هنغاريا ورومانيا في الغرب وبين منغوليا وشمال الصين في الشرق.
ووفقا للتحليلات فإن سكان السهوب، أي السهول الخالية من الأشجار، تغيروا «من كونهم أناسا يحملون جينات من أجدادهم في غرب أورو - آسيا» إلى أناس يحملون جينات شرق آسيوية» حسب إيسكو ويليرسليف الباحث في جامعة كوبنهاغن الذي شارك في دراستين من الدراسات الثلاث. وأضاف أن ذلك غير أيضا من سكان السهوب الذين أصبحوا من الأقوام التركية بدلا من الأقوام الهندوأوروبية».
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة اللغات الهندوأوروبية هي التي أنتجت اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والهندية والفارسية، بينما تنحدر اللغة التركية من مجموعة اللغات التركية التي تدخل فيها المنغولية.
وقد حلت مجموعات الهون القادمة من منغوليا محل أقوام السكيث وهي أقوام إيرانية كانت تحتل السهوب في الفترة بين 800 و200 عام ق.م.
ويقول ويليرسليف إن التركيبة الجينية لمجموعات الساكنين الحاليين في هذه المنطقة التي يمتد طولها على 8 آلاف كيلومتر عبر أوروبا واسيا تكونت خلال السنوات الألف الماضية.
وقال العلماء إن تدجين الحصان وركوب الفرس وصنع القوس والسهم أدت إلى اجتياح السهوب عسكريا وبالنتيجة إلى تغيير التركيبة الجينية للشعوب المحتلة. وأضافوا أن وباء الطاعون الذي قتل الملايين في حدود العامين 541 و542 في أوروبا جاء مع قوات الغزو من آسيا، وأن فيروس وباء الكبد «بي» الذي يقتل مليون شخص سنويا حاليا بسبب تسببه في سرطان الكبد، كان موجودا في سهوب أورو - آسيا قبل 4500 عام.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.