بين أنواع وأشكال عديدة من الفنون اليدوية، يأتي هذا الفن مثيرا للإعجاب والفضول حول كيفية تنفيذه وكيف عَبَرت هذه المجسمات من عنق الزجاجة لتستقر في ثبات مكونة قطعة فنية فريدة من نوعها.
وتزداد قيمة هذه القطعة الفنية خصوصا حينما تحمل في داخلها لمحة من التاريخ والحضارة المصرية لتبهر كل من ينظر إليها وتثير فضوله حول كيفية صناعتها بهذه المهارة والإتقان.
إبراهيم عنتر وهو شاب مصري ثلاثيني تبنى صنع هذه المجسمات بدقة ومهارة عالية وبشكل لا يخلو من الذوق الرفيع.
وعن بداياته مع هذا الفن قال عنتر لـ«الشرق الأوسط»: «عملت لفترة طويلة في مجال السياحة وذات يوم سألني أحد السياح عن هذا الفن ويطلق عليه (الآرت بوتل) وأين يجده في مصر، وكنت وقتها لا أعلم عنه شيئا من الأساس، فبدأت بعدها في البحث عن كيفية تعلمه ولم أصل لأي شيء إلا لبعض الصور في مواقع أجنبية على الإنترنت وقررت وقتها أن أعلم نفسي بنفسي». ويضيف: «بالفعل بدأت في محاولات عديدة ما بين النجاح والإخفاق لمدة اقتربت من السنتين حتى استطعت إخراج قطعة فنية مقبولة».
الخشب والقماش والغراء بالإضافة إلى الخيوط والورق وبالطبع القوارير الزجاجية هي الخامات الأساسية التي يعتمد عليها إبراهيم في القطعة الفنية التي تنفذ كاملة بشكل يدوي، ويحرص على استخدام المواد الطبيعية التي تحمل عبق الحضارة والتاريخ المصري مثل ورق البردي وقماش الكتان والجلود، بالإضافة إلى الأخشاب غير المعالجة بشكل عصري لتضفي على المكونات طابعاً تراثياً وشكلا جمالياً فريداً.
وتستغرق صناعة القطعة الواحدة فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثين يوماً بحسب التفاصيل الموجودة فيها.
وعن اختياراته للمجسمات التي ينفذها داخل الزجاجات، يقول عنتر: «نفذت مجسمات للمحات تاريخية مصرية من عصور مختلفة مثل مراكب الشمس ومراكب خوفو والمراكب الجنائزية لتوت عنخ آمون ونفذت مجسمات للأهرامات والقلعة ومسجد محمد علي، وأتمنى في المرحلة القادمة أن أنفذ قطعاً فنية تعبر عن حضارة وثقافة وتاريخ كل محافظات مصر ومن أولوياتي في المرحلة القادمة تنفيذ مجسمات للمعابد في الأقصر وأسوان والآثار الموجودة في الإسكندرية داخل الزجاجات».
وبالنسبة لأهم المشكلات التي تواجهه، فأشار عنتر إلى أنها العثور على قطع زجاجية قيمة ومتنوعة تناسب مشروعاته الفنية، بحيث تكون بجودة عالية وشكل جمالي مميز، لأن المنتج النهائي لهذا الفن يعتمد على عنصرين هما الزجاجة نفسها ومهارة الصنعة، ومشكلة التسويق الذي يعتمد فيه أساسا على المعارض والبيع من خلال الإنترنت، حيث يتمنى فتح أسواق جديدة بالداخل والخارج لهذه المنتجات المصنوعة يدوياً، والتي تكون مطلوبة جدا من السياح الأجانب.
وعن أكثر ما يسعده في هذا الفن يقول: «نظرات الدهشة والانبهار في عيون الناس هي مكسبي الأكبر وهي ما تدفعني للاستمرار والتطوير من نفسي لتقديم منتج أجمل وأكثر إبهاراً».
* من مبادرة «المراسل العربي»، لإرسال القصص الصحافية راسلونا على [email protected]