حول العالم

جانب من مطعم «هايد أند سيك» بزيوريخ - توفر زيمبابوي باقة من الأنشطة والمغامرات - منظر من تايلاند
جانب من مطعم «هايد أند سيك» بزيوريخ - توفر زيمبابوي باقة من الأنشطة والمغامرات - منظر من تايلاند
TT

حول العالم

جانب من مطعم «هايد أند سيك» بزيوريخ - توفر زيمبابوي باقة من الأنشطة والمغامرات - منظر من تايلاند
جانب من مطعم «هايد أند سيك» بزيوريخ - توفر زيمبابوي باقة من الأنشطة والمغامرات - منظر من تايلاند

زيوريخ»
في زيوريخ وعلى نهر ليمات سيكون لعشاق الطعام موعد مع أشهى الأطباق ما بين 24 مايو (أيار) و3 يونيو (حزيران) 2018. المناسبة هي مهرجان الطعام السنوي الذي يحتضن أكثر 100 فعالية ويحتفي على مدى 11 يوماً بثقافة الطهي بجوانبها كافة. وستقدم في المهرجان مأكولات شعبية وأخرى فاخرة تتفنن فيها مطاعم وطهاة واعدون. وبهذه المناسبة يستعدّ فندق «أتلانتس باي جياردينو» المصنّف من فئة الخمس نجوم في زيوريخ، لاستضافة ذواقة الطعام في تجربة عشاء تحت النجوم عند المسبح الخارجي التابع للفندق على ضوء الشموع، يستطيعون من خلالها الاستمتاع بقائمة مؤلفة من أطباق متنوعةً مثل حساء البطيخ الحامض المتبل، وستيك لحم البقر الشهي مع صلصة روميسكو وبطاطا «ألبولا»؛ والآيس كريم بالتفاح «وودراف» الشهي مع الشوكولاته البيضاء، والراوند والنعناع.

زيمبابوي
تحت شعار «أوبن فور بزنس» تُحاول زيمبابوي استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين من الخليج والشرق الأوسط بهدف التنمية السياحية. فقد انتبهت أن عدد السياح العرب، من منطقة الخليج تحديدا، في تزايد. كما أن إمرسون منانغاغوا ومنذ تنصيبه رئيساً للبلاد وهو يشجع على برنامج «زيمبابوي مفتوحة للأعمال (أوبن فور بزنس) بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والعزلة دامت نحو الثمانية عشر سنوات تقريبا».
في الجانب السياحي أعادت زيمبابوي فتح الأسواق الدولية مع مد جسور التواصل مع منطقة الشرق الأوسط باعتبارها أحد الأسواق السياحية الرئيسية. فالوصول إليها من دبي سهل نظرا لتوفر عدة خطوط طيران، مثل الخطوط الجوية الكينية وطيران رواندا وخطوط طيران جنوب أفريقيا والخطوط الجوية الإثيوبية. وتعد زيمبابوي قاصديها بمجموعة واسعة من خيارات الإقامة الفاخرة تتباين ما بين فنادق المدينة وبين النزل والمخيمات، حسب نوع السياحة. فهي تخصص حزمة من الأنشطة الملائمة لجميع الأعمار من القفز بالحبال، وركوب الرمث في المياه البيضاء إلى تسلق الجبال عدا عن فرصة مشاهدة الطيور وركوب الخيل وما شابه من أنشطة أخرى توفرها الحدائق والمحميات التي تحتضن ما لا يقل عن مائة نوع من الثدييات و400 نوع من الطيور ونحو ألف صنف من الأشجار.
ويجسد شعار العلامة السياحية الزيمبابوية الفريدة «وورلد وينديرز» عجائب الدنيا السبع، والتي تشمل: شعبها الرائع، الثقافة، التاريخ، قصر العصور الوسطى وشلالات ماجستيك فيكتوريا المذهلة.
لكن نظرة البلد لا تقتصر على جذب السياح وحدهم بل تشمل نظرة تفاؤلية وواقعية تتمثل في استقطاب المستثمرين أيضاً.

تايلاند
بدورها كشفت هيئة السياحة في تايلاند مؤخرا عن إطلاق حملة «نحو آفاق جديدة» الهدف منها زيادة أعداد المسافرين من منطقة الشرق الأوسط. فق قد زارها العام الماضي 616.168 سائح من منطقة الشرق الأوسط، مع زيادة بنسبة 5 في المائة عن العام الذي يسبقه ونمو في إيرادات مرتفع بنسبة 8 في المائة.
وتسلط الحملة الضوء على الخدمات والخيارات الفريدة والمتنوعة والتي لم يسبق للمسافرين اكتشافها بعد في تايلاند، وترتكز على خمسة جوانب: فن الطهي التايلاندي، والطبيعة والشواطئ، والفنون والحرف اليدوية، والثقافة ونمط الحياة.
وتشكل تايلاند واحدة من أولى الوجهات السياحية للزائرين من الإمارات والذين يسافرون إليها بشكل متكرر لما توفره من شواطئ رملية بيضاء تعتبر مثالية للباحثين على أماكن للاسترخاء، والملاذات الصحية عالمية المستوى، فضلاً عن المعالم الثقافية ومجموعة كبيرة من المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان تتبارى فيما بينها على تقديم الأفضل.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».