محكمة مصرية تتهم 170 من «داعش» بتصوير قاعدة جوية واستهداف منشآت حيوية

أحكام بحق عناصر من «الإخوان» في أحداث عنف وشغب

TT

محكمة مصرية تتهم 170 من «داعش» بتصوير قاعدة جوية واستهداف منشآت حيوية

بينما أصدرت السلطات القضائية في مصر أمس، أحكاماً بحق 11 من عناصر جماعة «الإخوان» التي تعتبرها القاهرة تنظيماً إرهابياً. اتهمت محكمة مصرية 170 من تنظيم «داعش» الإرهابي بتصوير قاعدة جوية واستهداف منشآت حيوية في القضية المعروفة إعلامياً بـ«تصوير قاعدة بلبيس الجوية»، وقررت محكمة شرق القاهرة العسكرية أمس، تحديد جلسة 12 يونيو (حزيران) المقبل، للنطق بالحكم على المتهمين.
وشملت وقائع القضية ارتكاب المتهمين، جريمة قتل نائب مأمور قسم شرطة فيصل بالسويس، ووضع عبوة متفجرة بجوار إحدى السينمات بالسويس، واستهداف سيارات الجيش، وخط الغاز بشركة السويس للبترول، واستهداف إحدى السفن بالقناة، ورصد كلية الشرطة بالعباسية، ورصد كتيبة 101 بشمال سيناء، ورصد النقط الأمنية بطريق ترعة الإسماعيلية، ورصد بعض أفراد قوة مركز أبشوي بالفيوم، وحرق سيارة ضابط بأطفيح.
وانطلقت عملية عسكرية واسعة منذ 9 فبراير (شباط) الماضي في سيناء، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية»... وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة لاقتلاع الإرهاب من جذوره».
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» وتنتشر فيها جماعات متطرفة من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» في عام 2014 وغير اسمه لـ«ولاية سيناء».
وتضمن قرار الاتهام حصول المتهمين بوسيلة غير مشروعة على سر من أسرار الدفاع عن البلاد من خلال التقاط صور بواسطة هاتف محمول مزود بآلة تصوير لقاعدة بلبيس الجوية، تمهيداً لاستهدافها... كما كشفت الأوراق عن وضع المتهمين عبوة ناسفة بجوار قصر القبة الرئاسي في شرق القاهرة.
ووجهت النيابة للمتهمين خلال التحقيقات تهم، الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا وليبيا، ووضع عبوة ناسفة بجوار قصر القبة ولم تنفجر لعطل فني بها وحاولوا وضع عبوات متفجرة بجوار سجن المرج شرق القاهرة، واعتناق أفكار تعتمد على تكفير الحاكم وتوجب محاربته بدعوى أنه يعمل بقانون وضعي وهو الدستور، وتكفير كل من يعمل بهذا القانون ويؤيده، ورصد عدد من الأكمنة الشرطية والمنشآت الحيوية والانضمام إلى جماعة إرهابية أسست خلافا لأحكام الدستور والقانون، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها، وتلقي تدريبات على يد عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء واستهداف قوات الأمن.
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات الجيزة أمس، بالسجن 3 سنوات في إعادة محاكمة 7 متهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث عنف الألف مسكن» (شرق القاهرة)... وكانت المحكمة قد قضت في وقت سابق، بالسجن 14 سنة غيابياً على المتهمين، فيما قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المتهمين، وتم إعادة إجراءات محاكمتهم. ووجهت النيابة للمتهمين عدة تهم منها، الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، واستعراض القوة، والتظاهر من دون تصريح، واستعراض القوة بعدة مناطق بعين شمس. كما قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة بمعاقبة 3 أشخاص بالسجن المشدد 15 عاماً، وبراءة رابع، في اتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية، وحيازة أسلحة ومنشورات تحض على قلب نظام الحكم. وترجع وقائع القضية إلى منتصف العام الماضي، عندما وردت معلومات تفيد بتخطيط 3 أشخاص ينتمون لجماعة «الإخوان» لأعمال شغب بمنطقة شبرا الخيمة، ما يضر بمصالح ومقدرات البلد، ويحوزون أسلحة ومنشورات تحض على ذلك... وبالتنسيق ومراقبة المتهمين تم القبض عليهم وبحيازتهم المضبوطات، وإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق وأحالتهم لمحكمة الجنايات، التي أصدرت حكمها المتقدم.
وقضت محكمة جنايات الجيزة أمس، بمعاقبة أحد المتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية أكتوبر (تشرين الأول) الإرهابية»، بالسجن المشدد 10 سنوات، وتغريمه 10 آلاف جنيه... وكانت محكمة جنايات الجيزة، قد سبق أن عاقبت 5 متهمين بالإعدام ومعاقبة المتهم وآخر غيابياً بالسجن المؤبد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.