عبد الله بن مساعد: سننفذ رؤية خادم الحرمين للاهتمام بالشباب السعودي والارتقاء بالألعاب الرياضية كافة

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يحتاج إلى ثلاثة أشهر لدراسة ملفات «الرعاية»

الأمير عبد الله بن مساعد
الأمير عبد الله بن مساعد
TT

عبد الله بن مساعد: سننفذ رؤية خادم الحرمين للاهتمام بالشباب السعودي والارتقاء بالألعاب الرياضية كافة

الأمير عبد الله بن مساعد
الأمير عبد الله بن مساعد

كشف الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، عقب صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب في البلاد أمس، كشف عن أن مرحلة الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون لدراسة كافة الملفات الخاصة بـ«رعاية الشباب»، موضحا أن تعيينه هو مسؤولية ثقيلة، وسيعمل على إدارتها من خلال العمل الجاد وتعاون جميع المسؤولين في الوسط الرياضي السعودي.
وشدد على أنه سيعمل على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كافة بضرورة الاهتمام بالشباب السعودي والارتقاء بالألعاب الرياضية كافة، من خلال خطة عمل واضحة في المرحلة المقبلة. وبين أن لديه أفكارا وسيعمل على إنشاء فرق عمل مناسبة لإدارة الملفات كافة في «رعاية الشباب» وتحقيق متطلبات الجماهير التي تطمح إلى نجاحات متتالية على صعيد الرياضة وكذلك ما يريده الشباب السعودي.
من ناحيته، وجه الأمير نواف بن فيصل شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على دعمه وتوجيهاته له إبان فترة رئاسته «رعاية الشباب»، متمنيا التوفيق للأمير عبد الله بن مساعد في مهمته الجديدة.
وكان الأمير نواف بن فيصل اعتلى دفة الرئاسة في يناير (كانون الثاني) 2011 خلفا للأمير سلطان بن فهد الذي غادر منصبه بعد الخروج القاسي للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم من البطولة الآسيوية التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
وأمضى الرئيس السابق لـ«رعاية الشباب» عاما واحدا ترأس فيه اتحاد كرة القدم إلى جوار الرئاسة العامة لرعاية الشباب، قبل أن يقدم ورقة استقالته منها في فبراير (شباط) 2012 بعد خروج المنتخب السعودي من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 ليكتفي برئاسة اللجنة الأولمبية السعودية التي جرت تزكيته فيها يناير الماضي.
واستمر الأمير نواف بن فيصل في منصبه رئيسا لـ«رعاية الشباب» حتى يونيو (حزيران) الحالي، تاركا رئاسة اتحاد الكرة لأحمد عيد، الذي جاء عن طريق صناديق الاقتراع بعد أن كان يجري اختيار الرئيس بالتزكية ومرتبطا بمن يرأس «رعاية الشباب».
أما الأمير عبد الله بن مساعد، الرئيس الجديد للرئاسة العامة لرعاية الشباب، فهو الاسم الأكثر ترشيحا منذ فترة طويلة لتولي هذا المنصب، وذلك على الصعيدين الإعلامي والجماهيري.
ويبدو الحمل الذي ينتظر الأمير عبد الله بن مساعد ثقيلا جدا، في ظل الملفات الكثيرة المتراكمة في «رعاية الشباب» بدءا بالهيكلة التي يتوقع أن يجريها على جسد الرئاسة، من خلال ضخ كوادر إدارية شابة قادرة على النهوض بمسؤوليات الرعاية، لا سيما أن وكلاء «رعاية الشباب» قاربت خدمتهم على النهاية، ومن بينهم فيصل النصار وفهد الباني. كما سيعمل الأمير عبد الله بن مساعد على تسريع وتيرة تطبيق الخصخصة على الأندية، لا سيما أنه هو من يترأس فريق عمل الخصخصة الذي رفع تصوراته من خلال ملف قارب على الـ1000 صفحة إلى مجلس الاقتصاد الأعلى.
ولا تتوقف ملفات «رعاية الشباب» على الخصخصة وضخ الأسماء الشابة، وإنما تمتد لصيانة الملاعب التي تواجه مشاكل كثيرة في السنوات الماضية، فضلا عن المنشآت الرياضية المعطلة منذ عام 2006 التي قاربت على نحو 50 منشأة، لم يجر البدء بها، بينما بعضها لم يجر الانتهاء منها حتى الآن.

* عبد الله بن مساعد.. رجل «المهمات الصعبة»
* «ألف ميل في خطوة واحدة».. باتت رسالته في حياته الرياضية والاستثمارية
* حائل: فهد العيسى
* «ألف ميل في خطوة واحدة».. تلك الجملة التي يبلغ عدد كلماتها خمسا، هي عنوان لمؤلفها الأمير عبد الله بن مساعد، التي تصف خطواته نحو صناعة الأعمال وعالم الاقتصاد والمال، وما العقبات التي اعترضته حتى وقف على قدميه، بحسب وصفه، عند تأسيسه مشروع صناعة الورق في السعودية.
الأمير الطموح الشاب يؤمن بأن الخطوة الأولى هي بداية صناعة النجاح، وإن كان ذلك الكتاب يحكي تجربته في عالم مغاير وبعيد عن الرياضة وكرة القدم، إلا أنه يعكس اليوم حالته في عالم الرياضة، الذي بات فيها الرجل الأول بعد القرار الملكي الأخير، إثر سلسلة من التدرجات في العمل الرياضي منذ أن كان عضو شرف في البيت الأزرق قبل أن يتولى دفة الرئاسة، ثم مهندسا لصفقات النادي، وأخيرا رئيسا للجنة دراسة خصخصة الأندية السعودية.
الرئيس الجديد لـ«رعاية الشباب» بدأ حياته في الرياضة منذ الصغر متابعا شغوفا، لا يفارقها ولا يترك أخبارها (أي كرة القدم)، ويقول عن ذلك في كتابه: «عرفت الرياضة منذ سنوات عمري الأولى، وشغفت بها وأعطيتها قسما مهما في حياتي»، قبل أن يدخل ذلك العالم العاشق له بصفته رجلا مساهما من خلال وجوده كعضو شرف هلالي، ومن ثم كرئيس للهلال لفترة لم تدم طويلا، وأخيرا استمر كمهندس لصفقات وعقود «الرعاية»، التي نجح في جلب أضخم عقد رعاية بين ناد وشركة.
ويضيف الأمير عن حالته مع الرياضة بعد تجاوز مرحلة الطفولة: «لكن الاهتمامات افترقت وتفرعت وبدأتُ مع الزمن أنظر إلى الرياضة في السعودية، ليس من زاوية نظرة المحب إلى هوايته المفضلة، بل من زاوية رجل الأعمال. بدأت أتساءل عن الأسباب التي تجعل الرياضة عندنا عبئا ماليا ثقيلا على الدولة، وتجعل في دول أخرى مصدرا رديفا للضرائب وحقل نشاطات متنوعة يولد مئات الألوف من فرص العمل. وانتهيت إلى اعتقاد أننا لا نزال ندير الرياضة كما ندير الاقتصاد القديم، كأنها مربوطة إلى زمن فات لا نستطيع الانعتاق منه للانطلاق للمستقبل».
الأمير عبد الله بن مساعد، المالك لنظرة مغايرة تماما في صناعة النجاح والابتعاد عن المحبطات كافة، يملك كاريزما في ظهوره الإعلامي، وإن واجهته بعض الانتقادات نحو صراحته المزعجة في بعض الأحيان كما يصفونها، إلا أنه رجل يواكب التطورات الحديثة من خلال لحاقه بالمنصات الإعلامية الجديدة كافة، مثل: «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام».
في عالمه الخاص والبعيد عن الرياضة، يعد الأمير عبد الله بن مساعد رجل أعمال ناجحا بعد تأسيسه الشركة السعودية لصناعة الورق، التي باتت اليوم من أنجح الشركات في هذا الجانب، وميوله واتجاهاته المالية ودراسته في علم الهندسة الصناعية منحته نظرة اقتصادية إيجابية للأمور كافة التي يعمل فيها، والتي انعكست إيجابا على نادي الهلال من خلال إبرام عقد رعاية مع شركة موبايلي، الذي يعد أكبر عقد رعاية بين ناد وشركة في السعودية.
من خلال تلك التركة العلمية والخبرات، اتجه الأمير الشاب للاستثمار في كرة القدم الإنجليزية بعد امتلاكه 50 في المائة من أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية بإنجلترا، وتأتي تلك الخطوة كنظرة اقتصادية ذات بعد زمني ليس بالقريب.
ولد الأمير الشاب في 1965م وأمضى طفولته في العاصمة اللبنانية بيروت حتى بلغ العاشرة من عمره ليعود للرياض ويكمل دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدرسة الفيصلية. وبعد التخرج، التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك سعود، حيث درس في قسم الهندسة الصناعية، وتخرج فيها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وواصل مسيرته التعليمية لينال درجة الماجستير في التخصص ذاته «علوم الهندسة الصناعية» من جامعة الملك سعود في عام 1993.
الأمير عبد الله بن مساعد، الذي بات اليوم رجل الرياضة الأول، تعلق عليه الجماهير السعودية آمالا عريضة في صناعة رياضة مغايرة تماما تجلب المتعة بعيدا عن المتاعب، وتأتي آمال الجماهير السعودية نظير الفكر الذي يملكه الرئيس الجديد وبحثه الدائم عن كل جديد في الرياضة وعالم كرة القدم بالأخص. حقيبة الرياضة والشباب تبدو مليئة بالمتاعب والعقبات، إلا أن إصرار الأمير عبد الله بن مساعد سيسهم في قطع مسافات زمنية بسهولة، حيث يقول: «اعترضتني مشاكل كثيرة ومعظم الاحتمالات لم تكن إلى جانبي، لكن تصميم الإنسان على الإنجاز سيفتح له الأبواب». ويبدو القرار الملكي الأخير ببناء 11 ملعبا رياضيا بمواصفات ملعب الجوهرة في جدة على أن تتسع لـ45 ألف متفرج، قرارا مساعدا بقوة على دفع عجلة التنمية والتطوير في القطاع الذي يستهدف أكثر من 50 في المائة من سكان السعودية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».