السراج يعقد اجتماعات عاجلة... وسيالة يناقش الأزمة الليبية في موسكو

الجيش يتهم «المتطرفين» بمحاولة تشويه سمعة حفتر بالادعاء عليه في باريس

السراج يتحدث أمس عن تفاصيل العملية الإرهابية التي استهدفت مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس (رويترز)
السراج يتحدث أمس عن تفاصيل العملية الإرهابية التي استهدفت مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس (رويترز)
TT

السراج يعقد اجتماعات عاجلة... وسيالة يناقش الأزمة الليبية في موسكو

السراج يتحدث أمس عن تفاصيل العملية الإرهابية التي استهدفت مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس (رويترز)
السراج يتحدث أمس عن تفاصيل العملية الإرهابية التي استهدفت مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس (رويترز)

عقد فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، سلسلة من الاجتماعات الأمنية والعسكرية، أمس، في محاولة لتأكيد وفرض وجود حكومته، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، كما تفقد موقع الهجوم، الذي خلف 14 قتيلاً، والتقى عدداً من مسؤولي المفوضية والقيادات الأمنية.
وفي بيان أصدره مكتبه أمس، قال السراج، إن أجهزة وزارة الداخلية تعمل بكل طاقتها للوقوف على أبعاد الحادث وملابساته، وتحديد العناصر الضالعة في ارتكابه، مشدداً على سرعة اعتقالهم.
واستمع السراج خلال اجتماع طارئ، عقده مع وزير الداخلية ومدير مديرية أمن طرابلس وآمر الحرس الرئاسي، ورئيس جهاز المباحث العامة، بحضور عماد السايح، رئيس المفوضية، إلى تقارير عن الترتيبات التي اتخذت لحفظ الأمن.
في غضون ذلك، قال غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية لدي ليبيا، إنه قدم للسراج أمس في مكتبه بطرابلس تعازيه شخصياً عن ضحايا «الهجوم الإرهابي»، مشيرا في بيان مقتضب إلى أنهما ناقشا الخطوات لتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة، وأكدا التزامهما بالعملية الديمقراطية وخطة عمل الأمم المتحدة.
وفى أول تعليق له على الحادث، قال العميد عبد السلام عاشور، وزير داخلية السراج، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مساء أول من أمس مع رئيس المفوضية، إن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة ملابسات التفجير والجهة التي تقف من خلفه.
ورداً على اتهامات بوجود تقصير أمني، اعتبر عاشور أن مثل هذه الهجمات تحدث حتى في الدول، التي تصنف على أنها دول عظمى، مؤكداً سعي الأجهزة الأمنية للتواصل فيما بينها لتلافي أي هجمات من هذا النوع مستقبلاً.
من جانبه، أكد رئيس مفوضية الوطنية، سلامة قاعدة البيانات الرئيسية للمفوضية، سواء المتعلقة بسجل الناخبين، أو المعلومات الفنية الخاصة بالتحضير للانتخابات، مشيراً إلى استعداد المفوضية لإجراء أي استحقاق انتخابي تكلف به في الأيام المقبلة. وقال للصحافيين «هذا الخرق استهدف خيار الليبيين ومستقبلهم، وليس المفوضية فقط»، قبل أن يطالب بإنهاء الخلاف السياسي حقناً لدماء الليبيين.
واقتحم انتحاريون مقر المفوضية الوطنية في طرابلس أول من أمس، وأضرموا النار به، بعدما فتحوا النار على موظفي المفوضية، واشتبكوا بالأسلحة النارية مع قوات الأمن التي حاولت استعادة السيطرة على الموقع.
من جهة ثانية، اتهم مصدر مسؤول في الجيش الوطني الليبي الجماعات المتطرفة، وبخاصة الإخوان المسلمون، بتبني حملة دعائية لتشويه صورة المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.
وقال مصدر عسكري، طلب عدم تعريفه، إن الإخوان والمتطرفين يحاولون الإساءة إلى الجيش وقياداته عبر التلويح بما وصفه «قضايا وهمية، وحملات إعلامية مفبركة»، مشيراً إلى التهم الإعلامية التي سقطت في مستنقع الأكاذيب خلال رحلة المشير حفتر العلاجية مؤخراً، التي تحاول الترويج لمعلومات مغلوطة، حسب تعبيره.
وجاءت هذه التصريحات، بعدما أعلن مسؤول في جماعة الإخوان، قدم نفسه على أنه مواطن ليبي عادي، أنه رفع شكوى رسمية ضد حفتر إلى السلطات الفرنسية، يتهمه فيها بممارسة «التعذيب وأعمال همجية».
وقالت المحامية الفرنسية راشيل ليندون، إنها رفعت نيابة عن مواطن كندي من أصل ليبي، يدعى علي حمزة (52 عاماً)، دعوى قضائية في فرنسا ضد حفتر، تتهمه بـ«التعذيب والوحشية»، مشيرة إلى أنها تسعى لحمل الحكومة الفرنسية على فتح تحقيق في العمليات التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده حفتر في شرق البلاد.
وجرى رفع الدعوى أثناء وجود حفتر (75 عاماً) في باريس لتلقي العلاج بعد إصابته بوعكة صحية أثناء جولة خارجية، بعدما زعم المدعي أن أفراداً من أسرته قتلوا خلال حملة الجيش للسيطرة على مدينة بنغازي، ثاني كبرى مدن ليبيا.
ويطالب حمزة الذي يعيش في كندا بإجراء تحقيق فرنسي في تجاوزات ارتكبتها قوات حفتر على مدى العامين الماضيين خلال حصار بنغازي، الذي قضت فيه والدته وأربعة من أشقائه وشقيقاته.
وقالت المحامية ليندون لوكالة الصحافة الفرنسية «ينبغي عدم السماح لهؤلاء الأفراد بالقيام بسياحة طبية، ثم المغادرة ليعاودوا ممارسة التعذيب في بلدهم، في حين يمكن محاكمتهم هنا».
من جهة أخرى، أعلن مجلس الأمن القومي الروسي، أن الطاهر سيالة، وزير الخارجية في حكومة السراج، بحث أمس في العاصمة الروسية موسكو مع أمين المجلس نيكولاي باتروشيف الصراع الذي تشهده ليبيا.
وأفاد بيان للمجلس بأن سيالة وباتروشيف ناقشا أيضاً خلال لقائهما إجراءات لمكافحة الإرهاب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.