مصر: «الأغلبية البرلمانية» تقترب من تشكيل حزب لـ«ملء الفراغ السياسي»

«الوفد» يحشد لتكوين ائتلاف

TT

مصر: «الأغلبية البرلمانية» تقترب من تشكيل حزب لـ«ملء الفراغ السياسي»

كثف ائتلاف الأغلبية البرلمانية في البرلمان المصري والذي يعمل تحت اسم «دعم مصر»، من مساعيه لتشكيل حزب سياسي، وناقش اجتماع ضم قيادات في الحزب، أمس، تقريراً أعدته «لجنة قانونية» بشأن إمكانية الإقدام على الخطوة، ورغم أن رئيس الائتلاف النائب محمد السويدي، لم يعلن توصيات اللجنة أو الرأي النهائي بشأن التحول لحزب، غير أنه أضاف: إن «المهم هو ملء الفراغ السياسي».
وتواجه مسألة تحول الائتلاف البرلماني الذي يضم نحو 380 نائباً ينتمون إلى أحزاب مختلفة (البرلمان يضم 596 نائباً)، جدلاً قانونياً؛ إذ تنص المادة السادسة من قانون مجلس النواب على أنه «يشترط لاستمرار العضوية بمجلس النواب أن يظل العضو محتفظاً بالصفة التي تم انتخابه على أساسها، وإن فقد هذه الصفة أو غيّر انتماءه الحزبي المنتخَب على أساسه أو أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبياً تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس».
ويشكل أعضاء ائتلاف دعم مصر خليطاً من نواب أحزاب مختلفة، منها «مستقبل وطن، وحماة الوطن، والمؤتمر، ومصر الحديثة وغيرها»، فضلاً عن أكثر من 200 نائب مستقبل، وجميعهم تم انتخابهم أعضاء في مجلس النواب بصفاتهم الحزبية والمستقلة. ودعا السويدي، خلال كلمته أمس أمام اجتماع الائتلاف، إلى «التفرقة بين الائتلاف داخل مجلس النواب، المساعي لتشكيل حزب سياسي»، وشدد على أن «الصفة الأولى قائمة وقانونية ورسمية، بينما الثانية المتعلقة بالحزب السياسي قيد الدراسة، ولا ينبغي استعجال الأمر».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن تطلعه لتبني وسائل الإعلام الدعوة لدمج «100 حزب في 10 أو 15 حزباً ليقووا، وتقوى الأحزاب السياسية»، ثم عاد وكرر الدعوة في مارس (آذار) الماضي؛ إذ أبدى ضيقاً من امتناع الأحزاب عن تقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد قبل شهرين تقريباً.
وتواكبت تحركات «دعم مصر» لتأسيس حزب مع خطوات أخرى في اتجاه مختلف لتشكيل ائتلاف، وفق ما يسعى رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، بهاء أبو شقة، والذي أكد أن بدأ الدعوة لعدد من النواب للانضمام إلى الائتلاف الذي يدعو له أملاً في «تواجد أقوى داخل البرلمان». وتضم الهيئة البرلمانية لحزب الوفد 36 نائباً فقط.
وفي المقابل رفض السويدي، التعليق على تحركات رئيس الوفد لتشكيل ائتلاف.
من جهة أخرى، ناقش السويدي، مع مديري مراكز تنمية المجتمع التابعة لائتلاف «دعم مصر» مشروع «إقامة مناطق صناعية صغيرة في القرى، بالتنسيق مع الحكومة»، وأشار إلى أن المشروع يستهدف «تشغيل الشباب والفتيات، والمساعدة على الحد من البطالة، ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة بما يعمل على تنمية القرية، إلى جانب العمل على إنشاء مراكز بيع السلع، مع اقتراب شهر رمضان لتوفير السلع للمواطنين على مستوى القرى، بأسعار معقولة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.