بلجيكا: سحب الإقامة من 112 شخصاً تورطوا في الإرهاب

أدانهم القضاء باعتبارهم {خطراً على الأمن العام}

TT

بلجيكا: سحب الإقامة من 112 شخصاً تورطوا في الإرهاب

قال وزير الدولة البلجيكي ثيو فرنكين، «إنه منذ بدأ تنفيذ القوانين الجديدة الخاصة بإبعاد الأجانب، الذين يشكلون خطراً على الأمن العام وبالتحديد منذ عام، جرى سحب أوراق الإقامة القانونية في البلد من 112 شخصاً تورطوا في قضايا لها صلة بالإرهاب وجرائم أخرى، منها السطو المسلح وغيرها، وهي قوانين اعتمدها البرلمان وتعطي السلطات الحق في إلغاء أوراق الإقامة للأجانب، الذين ولدوا على التراب البلجيكي أو جاءوا إلى البلاد وهم أطفال أقل من 12 عاما، وذلك بعد أن تورطوا في جرائم تشكل خطراً على المجتمع والأمن العام».
وأثارت تلك القوانين جدلا كبيرا أثناء مناقشتها في البرلمان، وهي فترة وصفها الوزير فرنكين، بأنها كانت صعبة.
وقال على صفحته «بلوغ» على مواقع التواصل الاجتماعي: «لقد جرى تغيير القوانين التي وضعتها حكومات سابقة وعندما اقترحت في العام الماضي تعديل هذه القوانين تعرضت لانتقادات واتهمني البعض بأنني أعتدي على حقوق الإنسان، وحاولت الأحزاب اليسارية تدمير مقترحاتي، ولكن الآن وبعد مرور عام نجحنا في إبعاد 112 من المجرمين الأجانب إلى أوطانهم الأصلية، ورفض القضاء سبعة قرارات إبعاد، والجميع في انتظار رأي المحكمة الدستورية في هذه الملفات، وأما مجلس الدولة وهو أعلى جهة استشارية في البلاد فلم تعلق على قرارات الإبعاد، وبالتالي أشعر بالراحة النفسية بعد ما قمنا به من خطوات، رغم أن أحدا ممن هاجمني من قبل لم يتقدم باعتذار وإن كان هذا ليس ضروريا لأننا سوف نستكمل عملنا الذي بدأناه منذ عام».
وفي الأسبوع الأول من الشهر الماضي رفض المجلس القضائي في إدارة الهجرة والأجانب ببلجيكا، تنفيذ قرار لوزير الدولة البلجيكي ثيو فرنكين المكلف بشؤون الهجرة والأجانب بإبعاد شخص إلى موطنه الأصلي المغرب بعد أن صدرت ضده عقوبة بالسجن في ملف له صلة بالإرهاب وعلق الوزير المختص بالقول: «إنها أخبار سيئة». بحسب ما ذكر الإعلام البلجيكي دون ذكر اسم الشخص الذي صدر القرار بحقه. وقال المجلس القضائي إن القرار لا يتفق مع تطبيق المادة الثالثة من الدستور الأوروبي لحقوق الإنسان والتي تؤكد على ضرورة توفر ضمانات بعدم وجود أي مخاطر أو مضايقات سوف يتعرض لها الشخص في حال إعادته إلى موطنه الأصلي وكانت اللجنة القضائية قد أصدرت قرارا مماثلا قبلها بأسبوعين في ملف يتعلق أيضا بشخص مغربي صدر قرار بإبعاده لعلاقته بالإرهاب
وقال المجلس القضائي إنه رغم التقدم الذي جرى تسجيله في المغرب في ملف حقوق الإنسان ولكن لم يتضح من خلال الأوراق التي تضمنها الملف وجود أي إثباتات أو ضمانات بشأن عدم تعرض هذا الشخص لمضايقات في بلده بعد العودة وخاصة أنه أدين في بلجيكا في ملف له صلة بالإرهاب كما لم يتضمن الملف الإشارة إلى أي تحرك للحصول على ضمانات لتفادي تعرض الشخص لأي أمور تتعارض مع ما جاء في المادة الثالثة من القانون الأوروبي لحقوق الإنسان. ففي النصف الثاني من مارس (آذار) الماضي رفض القضاء البلجيكي طرد أحد الأشخاص الذين صدر ضدهم حكم بالسجن على خلفية ملف تجنيد وتسفير الشباب للقتال في سوريا، وقال القاضي إن بلال.س والمعروف باسم أبو صفية، قد يواجه خطر التعرض للتعذيب في حال إعادته إلى موطنه الأصلي وهو المغرب وكان بلال جزءا من عناصر شبكة خالد الزرقاني والأخير معروف لدى المدعي العام بأنه أكثر المتورطين في عمليات تجنيد وتسفير المقاتلين إلى سوريا.
ولكن محكمة الاستئناف الخاصة بقضايا الأجانب رفضت طرد بلال وقالت إنه غير مسموح للحكومة في الوقت الحالي بإعادة بلال إلى المغرب وبالتالي يلغى قرار وزير الهجرة والأجانب الذي يقضي بإبعاده إلى بلده الأصلي. وقال القاضي إنه لا يعارض في أن بلال يعتبر أحد المقاتلين ويشكل تهديدا على الأمن العام ولكن في نفس الوقت هو متزوج من سيدة بلجيكية ولديه خمسة أطفال صغار وإذا كانت إدارة الأجانب ترى أنه لا يوجد أي مبرر لبقاء بلال في بلجيكا إلا أن القاضي يجد أن وزارة الهجرة لم تتخذ الإجراءات الكافية للحصول على تأكيدات بأن بلال في حال إعادته إلى المغرب لن يتعرض لمضايقات أو ملاحقات بسبب ما فعله في بلجيكا وبالتالي ضمان حمايته من أي خطر قد يتعرض له بعد العودة وهذا وفقا للمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».