يعود ليفربول اليوم إلى العاصمة الإيطالية وملعبها الأولمبي لخوض إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بذكريات تتويجه في عام 1984 بلقبه الرابع في مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة ونجوم تلك الحقبة. وتغلب ليفربول في ذلك النهائي على روما بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، حارما ممثل العاصمة الإيطالية من لقبه الأول والوحيد في المسابقة القارية الأم التي وصل هذا الموسم إلى دورها نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1984 أيضا. وشهدت النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا أكبر عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة الأقوى في القارة العجوز من حيث معدل الأهداف في كل مباراة، كما يعد ليفربول صاحب أكبر رصيد من الأهداف في المسابقة هذا الموسم. قد يكون هذا الأمر بمثابة مفاجأة لأولئك الذين ما زالوا يتذكرون الأيام التي سيطر فيها ليفربول على كرة القدم الأوروبية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي كان يتحقق فيها النجاح الأوروبي عن طريق اللعب بطريقة دفاعية محكمة والفوز بعدد قليل من الأهداف. ورغم أن فوز ليفربول بنتائج كبيرة في البطولات الأوروبية قد يكون شيئا جديدا نسبيا، فهناك بعض المناسبات في الماضي التي شهدت سحق ليفربول لمنافسيه على الصعيد الأوروبي. «الغارديان» تستعرض هنا خمس مباريات من أجمل المباريات التي لعبها ليفربول على المستوى الأوروبي.
1965: ليفربول 3 - 1 إنترميلان
كانت هذه هي المباراة الأولى للدور نصف النهائي للبطولة الأوروبية، التي لعبت بعد ثلاثة أيام فقط من فوز ليفربول بقيادة المدرب الاسكوتلندي بيل شانكلي بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على حساب ليدز يونايتد. وكان من الطبيعي أن يوضع كأس الاتحاد الإنجليزي خارج الملعب قبل بداية المباراة وسط زئير من الجمهور الذي بث الرعب في نفوس لاعبي الفريق الإيطالي. ولذا كان من الطبيعي أن يستقبل إنترميلان هدفا في أول أربع دقائق بعدما استقبل المهاجم روجر هانت الكرة العرضية من لاعب خط الوسط إيان كالاهان ووضع الكرة داخل الشباك. وبعد ذلك، أحرز كالاهان وقلب الهجوم الاسكوتلندي إيان جون هدفين لتصبح النتيجة تقدم ليفربول بثلاثة أهداف دون رد، قبل أن يسجل المهاجم الإيطالي ساندرو مازولا الهدف الوحيد للفريق الإيطالي.
ومع ذلك، تأهل إنترميلان للمباراة النهائية للبطولة بعدما فاز بثلاثية نظيفة في ميلانو وحُرم ليفربول من الوصول للمباراة النهائية لبطولة الأندية الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه. وما زال يتذكر شانكلي هذه المباراة باعتبارها واحدة من أفضل مباريات ليفربول على الإطلاق.
1977: ليفربول 3 - 1 مونشنغلادباخ
وصف مدرب ليفربول بوب بيزلي هذه المباراة التي أقيمت في روما بأنها أفضل مباراة في تاريخ ليفربول على الإطلاق. وقد كانت هذه المباراة هي الأفضل بالفعل في ذلك الوقت حيث قدم ليفربول أداء هجوميا استثنائيا، رغم أن الفريق الألماني كان معروفا في ذلك الوقت بقدرته على امتصاص حماس الفريق المنافس ثم شن هجمات مرتدة سريعة وقاتلة.
ومرة أخرى، أقيمت تلك المباراة بعد أيام قليلة من خوض ليفربول للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، التي خسرها هذه المرة أمام مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي الشهير، وهو ما منع ليفربول من الفوز بأول ثلاثية على الصعيد المحلي. وفي المباراة النهائية للبطولة الأوروبية أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، تقدم ليفربول عن طريق لاعب خط الوسط تيري مكديرموت قبل أن يدرك الفريق الألماني التعادل عن طريق المهاجم الدنماركي ألان سيمونسين، ثم تقدم ليفربول مرة أخرى بهدف لمدافعه المخضرم آنذاك تومي سميث برأسية رائعة شهيرة، قبل أن يعزز النتيجة بهدف ثالث من ركلة جزاء سجلها الظهير فيل نيل.
2004: ليفربول 3 - 1 أولمبياكوس
رغم أن هذه المباراة كانت في دور المجموعات في شهر ديسمبر (كانون الأول) ولم يكن أولمبياكوس اليوناني ذلك الفريق المرعب، لكن ليفربول كان يتعين عليه الفوز في تلك المباراة بفارق هدفين لكي يتأهل لدور الستة عشر للبطولة. تقدم أولمبياكوس بهدف من توقيع النجم البرازيلي ريفالدو في الدقيقة 26 من عمر المباراة، وهو ما كان يعني أنه يتعين على ليفربول إحراز ثلاثة أهداف من أجل التأهل للدور التالي.
نجح المهاجم الفرنسي فلورينت سيناما بونغول في إحراز هدف التعادل للريدز قبل أن يحرز المهاجم نيل ميلور الهدف الثاني، ثم أحرز نجم الفريق ستيفن جيرارد هدفا قاتلا من تسديدة صاروخية من على بعد 25 ياردة قبل النهاية بأربع دقائق ليمنح فريقه بطاقة التأهل. وتعد هذه المباراة إحدى أبرز مباريات ليفربول من الناحية الهجومية والأداء القوي والاستثنائي.
2016: ليفربول 4 - 3 بروسيا دورتموند
ربما تعد هذه المباراة أكثر المباريات إثارة في تاريخ نادي ليفربول في معقله على ملعب «أنفيلد». واجه ليفربول نظيره الألماني بروسيا دورتموند في دور الثمانية للدوري الأوروبي ونجح ليفربول في الخروج بنتيجة إيجابية للغاية في لقاء الذهاب من خلال التعادل بهدف لكل فريق على ملعب «سيغنال إيدونا بارك».
وبينما كان جمهور ليفربول يعتقد أن المهمة ستكون سهلة في ملعب «أنفيلد»، أحرز لاعب خط الوسط الأرميني هنريك مخيتاريان والمهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ هدفين ليتأخر ليفربول في مجموع المباراتين بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهو ما يعني أن ليفربول بات بحاجة إلى إحراز ثلاثة أهداف من أجل الصعود للدور التالي. قلص المهاجم البلجيكي ديفوك أوريجي النتيجة، لكن سرعان ما عادت الأمور لوضعها الأول بهدف آخر للفريق الألماني عن طريق ماركو ريوس لتصبح النتيجة الإجمالية لمباراتي الذهاب والعودة هي تقدم بروسيا دورتموند بأربعة أهداف مقابل هدفين، لذا كان ليفربول بحاجة إلى إحراز ثلاثة أهداف خلال 30 دقيقة.
وبالفعل، انتفض ليفربول وسجل هدفين عن طريق لاعب خط الوسط البرازيلي لافيليب كوتينيو والمدافع الفرنسي مامادو ساخو، قبل أن يحرز المدافع الكرواتي ديان لوفرين هدفا قاتلا في الثواني الأخيرة من عمر المباراة ويقود ليفربول للتأهل للدور نصف النهائي.
وأعرب المدير الفني لبروسيا دورتموند، توماس توخيل، عن دهشته مما حدث قائلا: «ما حدث ليس منطقيا».
2018: ليفربول 3 - 0 مانشستر سيتي
إنها مباراة أخرى من حقبة المدير الفني الألماني يورغن كلوب مع النادي، وهي المباراة التي شهدت إحراز لاعبي ليفربول ثلاثة أهداف في مرمى مانشستر سيتي خلال أول 20 دقيقة من عمر اللقاء. قد تبدو الأمور واضحة للغاية الآن، لكن سيذكر التاريخ بعد ذلك أن مانشستر سيتي كان في طريقه لحسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكان هو الفريق الذي تتمنى جميع الفرق تجنب مواجهته في دوري أبطال أوروبا.
وأوقعت القرعة ليفربول في طريق مانشستر سيتي، لكن أبناء كلوب دخلوا المباراة بحماس شديد وقدموا أداء استثنائيا وسجلوا ثلاثة أهداف عن طريق محمد صلاح وأليكس أوكسليد تشامبرلين وساديو ماني.
وأصبحت المهمة صعبة للغاية على مانشستر سيتي في مباراة العودة، إذ كان مطالبا بالفوز برباعية نظيفة من أجل الصعود للدور الثاني، لكن ليفربول فاز مرة أخرى، لكن هذه المرة بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحقق كلوب بذلك الفوز على المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا ثلاث مرات في موسم واحد.