البحرين: سعي حكومي لزيادة دور قطاع النقل في الناتج المحلي

حقق معدلات نمو بلغت 5.8 % العام الماضي

TT

البحرين: سعي حكومي لزيادة دور قطاع النقل في الناتج المحلي

تسعى مملكة البحرين إلى تنشيط قطاع النقل والخدمات اللوجيستية إلى أعلى مستوياته ليكون رافداً أكبر للاقتصاد المحلي، مستفيدة من موقعها الذي يجعل منها نقطة التقاء الأسواق الخليجية.
ويحقق قطاع النقل والاتصالات والخدمات اللوجيستية معدلات نمو تصل إلى نحو 5.8 في المائة على أساس سنوي، حيث يأتي في المرتبة الرابعة في معدلات النمو للقطاعات غير النفطية.
أمام ذلك أكد كمال بن أحمد وزير المواصلات والاتصالات، أن وزارة المواصلات البحرينية وشركة مطار البحرين توليان اهتماما بالغا بتطوير القطاع اللوجيستي لدوره البارز والمهم في خلق فرص عمل وإسهام مباشر في الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف، أنه من خلال وضع التشريعات التي تسهل إجراءات دخول الشركات في هذا القطاع، توجد مملكة البحرين البيئة التنظيمية والتشريعية السلسة التي تتطلع إليها الشركات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى توفير التسهيلات اللازمة لربط أي شركة موجودة في منطقة البحرين اللوجيستية من خلال مطار البحرين مع كل الأسواق الخليجية.
ولفت وزير المواصلات والاتصالات في الحكومة البحرينية أن مبنى الشحن الحالي في مطار البحرين الدولي يعمل على مدار الساعة ويستوعب نحو 19000 متر مربع من البضائع والحمولات تشمل، مبيعات بضائع التصدير والشحن العابر، والنقل بالشاحنات بين المطار والتخليص الجمركي.
كما أكد على توفير وسائل وتجهيزات الشحنات السائبة، والتخزين التجميعي، وغرف التجميد، والمبردات، والتخزين البارد، والبضائع الخطرة، والمواشي، والمواد المشعة، والبضائع الثمينة، والشحنات الدبلوماسية، والبريد.
وكان كمال بن أحد يتحدث على هامش لقاء مع مسؤولين في شركة «فيديكس اكسبريس» إحدى شركات الشحن الجوي الرئيسية التي تتخذ من مطار البحرين الدولي مقرا لمزاولة أنشطتها، حيث اطلع وزير المواصلات والاتصالات على مشاريع الشركة المستقبلية الرامية إلى تطوير خدماتها في مجال الشحن الجوي في مطار البحرين الدولي وخططها الهادفة لزيادة حركة البضائع المنقولة عبر المطار، حيث استمع الوزير إلى آخر المستجدات حول مشاريع تطوير الشحن الجوي في مطار البحرين الدولي والتي تهدف إلى زيادة نسبة البضائع المنقولة عبر المطار.
حيث شدد وزير المواصلات والاتصالات على أن التعاون والتنسيق مع الشركات العالمية سيسهم في تعزيز مكانة البحرين الاستراتيجية كمنطقة رائدة في توفير خدمات لوجيستية فعالة وموثوقة بالإضافة إلى خدمات الشحن الجوي إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط.
يشار إلى أن مشاريع البنية التحتية المهمة التي تبنتها الحكومة البحرينية تضم واحداً من أكبر مشاريع الاستثمار في البنية التحتية حيث تعمل على تحديث المطار المتوقع اكتماله في الربع الثالث من العام 2019 باستثمارات تبلغ 1.1 مليار دولار، حيث سترتفع قدرة المطار الاستيعابية بعد اكتمال المشروع إلى 14 مليون مسافر سنويا.
وتساهم البنية التحتية اللوجيستية التي تتمتع بها مملكة البحرين في دعم نموها الاقتصادي وتسهيل عملية الاستيراد والتصدير، كما أن للموقع الاستراتيجي لمملكة البحرين الدور المهم في جعلها مقراً مفضلاً لمختلف الشركات العاملة في القطاع واللوجيستي.



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».