اتحاد الكرة المصري يحتوي أزمة محمد صلاح

هداف الدوري الإنجليزي عبر عن سعادته بالتفاعل الجماهيري الكبير

محمد صلاح (أ.ف.ب) - هاني أبو ريدة  رئيس اتحاد الكرة («الشرق الأوسط»)
محمد صلاح (أ.ف.ب) - هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة («الشرق الأوسط»)
TT

اتحاد الكرة المصري يحتوي أزمة محمد صلاح

محمد صلاح (أ.ف.ب) - هاني أبو ريدة  رئيس اتحاد الكرة («الشرق الأوسط»)
محمد صلاح (أ.ف.ب) - هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة («الشرق الأوسط»)

أكد محمد صلاح النجم المصري المحترف في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي، أن الأزمة بينه وبين الاتحاد المصري لكرة القدم على خلفية استخدام غير مصرح به لحقوق الصورة العائدة له، تسلك «طريق الحل»، بعد ساعات من تصاعدها بشكل حاد.
وكان صلاح عد طريقة التعامل في الأزمة أول من أمس تمثل «إهانة كبيرة جدا» له، ما دفع وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز للتأكيد بأنه سيتدخل للحل.
وعلى مواقع التواصل، انتشر على نطاق واسع عبر «تويتر» وسم «ادعم محمد صلاح» تأييدا للنجم الدولي، في الأزمة التي تأتي قبل أقل من شهرين على انطلاق منافسات كأس العالم 2018 في روسيا.
وفي وقت متأخر، قال صلاح في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «أنا بشكر كل الناس على دعمكم الكبير النهاردة (الأحد)... في الحقيقة رد الفعل كان غير طبيعي وأسعدني جدا تفاعلكم». وأضاف: «أخدنا وعد بحل الموضوع وإن شاء الله في طريقه للحل».
أما خالد عبد العزيز، فقال عبر «تويتر» «تم الاتفاق مع (رئيس الاتحاد) المهندس هاني أبو ريدة على تنفيذ كافة طلبات محمد صلاح»، مضيفا: «أؤكد أننا جميعا سنقف بجواره لتنفيذ كافة عقوده التي أبرمها في إنجلترا، حتى لا يتعرض لأي مشكلات».
وتعود الأزمة إلى استخدام الاتحاد صورة صلاح في ملصقات دعائية وترويجية للمنتخب من دون موافقته المسبقة، مع ما يشكله ذلك من تعارض مع العقود المتعلقة بحقوق الصورة العائدة له في إنجلترا وخارجها.
وخرج اللاعب محمد صلاح يوم الأحد عن صمته في هذه الأزمة المتصاعدة منذ أيام، بقوله عبر «تويتر»: «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا... كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كدا».
وهي من المرات النادرة التي يدلي فيها متصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بتعليق مماثل عبر «تويتر»، إذ غالبا ما يكتفي بنشر صور شخصية من التدريبات أو المباريات، أو تعليقات على تغريدات لزملاء في المنتخب المصري أو ناديه الإنجليزي.
كما نشر محاميه رامي عباس عيسى سلسلة تغريدات بالإنجليزية في الأيام الماضية، أكد فيها وجود «مشكلة جدية» مع الاتحاد المصري، ومشددا على أن «أي استخدام غير مصرح به لحقوق الصورة سيتم التعامل معه بشدة».
أما عبد العزيز، فأكد من جهته التواصل «مع جميع الأطراف لحل الأزمة. خاصة أن منتخب مصر يستعد للمشاركة في المونديال، بالإضافة إلى أن محمد صلاح نموذج للشباب المصري محب ومخلص لوطنه ويمثل بلده في أوروبا خير تمثيل».
إلى ذلك، تعهد هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وخالد عبد العزيز وزير الرياضة بإنهاء مشكلة تسويقية لصور «نجمها الكبير» محمد صلاح وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبدأت الأزمة منذ أسابيع قليلة بسبب ارتباط صلاح بشركة راعية وارتباط الاتحاد المصري بشركة راعية منافسة ووجود خلاف حول حقوق صور النجم الشهير الذي تضاعفت شهرته في الفترة الأخيرة بعدما خطف الأضواء مع ليفربول وقاد مصر للتأهل لكأس العالم 2018.
لكن الاتحاد المصري حاول احتواء الأمر وقال في صفحته على «فيسبوك» إن أبو ريدة أجرى اتصالا هاتفيا بصلاح وبحضور خالد عبد العزيز وزير الرياضة وأكدا له «اعتزاز مصر بنجمها الكبير كما أن أي أمر سبب له أي إزعاج خلال الفترة الماضية لن يستمر».
وأضاف أبو ريدة «لا توجد أي مشكلة غير قابلة للحل خاصة فيما يتعلق بالنواحي التسويقية والتجارية وهي مشاكل أهون كثيرا من مثيلاتها الفنية والإدارية وهي بحمد الله بعيدة كل البعد عن علاقاتنا بكل أبنائنا اللاعبين».
ورد صلاح على «تويتر» وكتب «أنا بشكر كل الناس على دعمكم الكبير النهاردة (الأحد)... في الحقيقة رد الفعل كان غير طبيعي وأسعدني جدا تفاعلكم... إحنا (نحن) أخذنا وعدا بحل الموضوع وإن شاء الله في طريقه للحل... شكرا لكم مرة ثانية».
وتتعلق آمال المصريين على صلاح لتكرار ما يفعله مع ليفربول وقيادة مصر لاجتياز الدور الأول في كأس العالم بعدما أوقعتها القرعة في المجموعة الأولى إلى جانب روسيا صاحبة الأرض وأوروغواي والسعودية.
ويبرز صلاح (25 عاما) بشكل كبير مع ليفربول هذا الموسم، إذ يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 31 هدفا من أصل 43 هدفا في مختلف المسابقات.
كما توج اللاعب بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بحسب تصويت رابطة اللاعبين المحترفين.
وساهم صلاح في قيادة فريقه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث تقدم ذهابا على روما الإيطالي 5 - 2 (يقام الإياب في إيطاليا الأربعاء)، كما يعول عليه المنتخب المصري بشكل كبير لقيادته في نهائيات كأس العالم التي تقام بين 14 يونيو (حزيران) و15 يوليو (تموز)، والتي يخوضها «الفراعنة» ضمن المجموعة الأولى مع روسيا والأوروغواي والسعودية.
من ناحيته، أشار نجم فريق ليفربول الإنجليزي ومنتخب النرويج السابق جون آرنه ريسه إلى أن اللاعب المصري محمد صلاح يستحق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا الموسم، وقال: «أداء محمد صلاح والأهداف الحاسمة التي سجلها تسطر تاريخه الكروي، إذ ليس من السهل أن تسجل 43 هدفا في أول موسم مع الفريق. لذا، أرى أن صلاح بأدائه الكروي الاستثنائي سينتزع الكرة الذهبية من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بعد 11 عاما».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».