برشلونة الذي لا يقهر يحسم اللقب الإسباني من دون هزيمة

بفضل تألق ميسي في التهديف وبراعة الحارس تيرشتيغن في الذود عن مرماه طوال الموسم

لاعبو برشلونة يرقصون احتفالا بحسم لقب الليغا (أ.ب)
لاعبو برشلونة يرقصون احتفالا بحسم لقب الليغا (أ.ب)
TT

برشلونة الذي لا يقهر يحسم اللقب الإسباني من دون هزيمة

لاعبو برشلونة يرقصون احتفالا بحسم لقب الليغا (أ.ب)
لاعبو برشلونة يرقصون احتفالا بحسم لقب الليغا (أ.ب)

انهالت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس بالإشادة على فريق برشلونة ومدربه ارنستو فالفيردي الذي قاد النادي الكاتالوني في موسمه الأول معه إلى لقبه السابع في الدوري المحلي خلال الأعوام العشرة الأخيرة دون أن يتلقى أي هزيمة حتى الآن.
وحسم برشلونة اللقب وفي جعبته أربع مباريات متبقية له بفوزه على ديبورتيفو لا كورونيا 4 – 2، معززا رقمه القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية دون هزيمة في الدوري إلى 41 امتدادا من الموسم الماضي.
وعنونت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية: «رجال فالفيردي الذين لا يقهرون»، معتبرة أن إحراز ثنائية الدوري والكأس التي توج بها برشلونة على حساب اشبيلية، هي «جائزة الثبات في المستوى. قد لا تكون المجموعة (الفريق) الأكثر حماسة لكنها الأكثر صلابة».
واللقب كان التاسع في الدوري لكل من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إنييستا الذي قرر إنهاء مسيرته في «كامب نو» في ختام الموسم الحالي، فيما رفع كل من جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس رصيدهما إلى 7 ألقاب في «لا ليغا».
ورأى الكاتب في صحيفة «سبورت» ارنست فولك أن فالفيردي طور الفريق بطريقة «علمية»، قائلا: «لم يكن هناك فريق أكثر ثباتا واعتمادية وصلابة من برشلونة الذي كان كالساعة».
وكان بإمكان برشلونة أن يحلم بإحراز ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال على غرار ما فعل مع مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي حاليا جوسيب غوارديولا موسم 2008 - 2009 ولويس إنريكي موسم 2014 - 2015، لكنه لم يحافظ على أفضلية الفوز الكبير الذي حققه في ذهاب ربع النهائي على روما الإيطالي (4 - 1) وخسر إيابا في ملعب الأخير صفر - 3.
لكن فشله في دوري الأبطال، لا يمحو إنجاز إحراز الثنائية المحلية للمرة الثامنة في تاريخه ولا يحول دون «أن نتذكر العقد المدهش لبرشلونة الممتد من 2008 حتى 2018»، بحسب ما كتب خوان مانويل دياز في «سبورت» أيضا، متحدثا عن تأثير الثلاثي ميسي - تشافي - إنييستا على ما سطره النادي الكاتالوني في العقد الأخير.
وبعد أن خسر أحد أضلاعه تشافي الذي ترك «كامب نو» في 2015 وانتقل إلى مغامرة قطرية مع السد، لن يبقى من الثلاثي التاريخي سوى ميسي بعد نهاية الموسم الحالي إثر قرار إنييستا بالرحيل أيضا.
وكرم جمهور ملعب «ريازور» إنييستا وصفق له احتراما بعد أن أدخله فالفيردي في الدقائق الثلاث الأخيرة ليكون طرفا في التتويج واللقب الثاني والثلاثين له مع «بلاوغرانا» في جميع المسابقات.
ووضع مدير صحيفة «أ س» المدريدية الفريدو ريلانيو هدفا أخيرا لبرشلونة في هذا الموسم، وهو أن ينهي الموسم دون هزيمة في الدوري في إنجاز لم يتحقق منذ الثلاثينات وتحديدا منذ موسم 1931 - 1932 (ريال مدريد لكن في موسم من 18 مرحلة).
وسيحاول ريال نفسه الحؤول دون أن يصل برشلونة إلى رقمه القياسي وذلك عندما يحل ضيفا على النادي الكاتالوني الأحد في الـ«كلاسيكو» الأخير لهذا الموسم.
وعلى الجانب الفني كشف فوز برشلونة بلقب الدوري بشكل كبيرة مدى السيطرة التي يتمتع بها هذا الفريق في منطقتي الدفاع والهجوم، ويعود الفضل في هذا تحديدا إلى ميسي وحارس المرمى مارك أندريه تيرشتيغن.
وكان النجم الأرجنتيني والحارس الألماني أبرز نجوم الفريق الكاتالوني، الذي لم يقدم أداء ممتعا ولكنه أظهر صلابة وقدرة كبيرة على اللعب بقوة في المناطق التي تحسم من خلالها المباريات.
وحمل الجانب الأعظم من النقاط الـ86 التي حصدها برشلونة حتى الآن في الدوري توقيع كل من ميسي وتيرشتيغن، فقد ساعدت أهداف الأول وسحره وتصديات الثاني وتألقه النادي الكاتالوني في حسم الكثير من المباريات التي كان يظهر فيها الفريق بصورة باهتة على عكس أوقات سابقة.
وسجل ميسي هذا الموسم 32 هدفا في الدوري الإسباني وصنع 12 أخرى، وأحرز ستة أهداف من ركلات حرة، التي يعد متخصصا فيها بدون منازع.
وبالإضافة إلى ذلك، يسير النجم الأرجنتيني بخطى ثابتة في طريقه نحو الفوز بالصراع على لقب هداف الدوري الإسباني الذي ينازعه عليه البرتغالي كريستيانو رونالدو، صاحب الـ23 هدفا.
كما ساهم ميسي وسواريز في جعل برشلونة الفريق الأكثر تسجيلا للأهداف في الدوري الإسباني برصيد 87 هدفا.
ويعد الفريق الكاتالوني أيضا ثاني أقل الفرق استقبالا للأهداف بعد أتلتيكو مدريد، وهو ما يسلط الضوء على الدور الكبير لتيرشتيغن.
وقدم الحارس الألماني أفضل مواسمه على الإطلاق مع برشلونة، فقد نجح في تنفيذ تصديات رائعة ليبعث بشكل مستمر برسالة طمأنة لزملائه، كما نجح في تعزيز الثقة في قدرته على بناء الهجمات من الخطوط الخلفية بتنفيذ تمريرات متقنة بالقدم.
وبفضل هذا الأداء الكبير لتيرشتيغن، وفي ظل ابتعاد مانويل نوير عن الملاعب للإصابة، تصب الترشيحات في صالح نجم برشلونة ليكون الحارس الأساسي للمنتخب الألماني في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».