إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين «حاولوا التسلل» من غزة

TT

إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين «حاولوا التسلل» من غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، قتل فلسطينيَين تسللا من غزة برصاص جنوده، بعدما أفاد في وقت سابق بقتل فلسطيني في حادث منفصل بالمنطقة الحدودية بين إسرائيل والقطاع. وزعم أن الفلسطينيَين «قاما بعد تسللهما باستهداف جنود بعبوات ناسفة فأطلقوا النار في اتجاههما».
وأشار إلى أنه قبيل ذلك بساعات، قُتل فلسطيني ثالث «حاول التسلل إلى إسرائيل من جنوب قطاع غزة»، بينما قُبض على آخر. وبحسب بيان للجيش، «رصد جنود فلسطينيَين اثنين حاولا التسلل إلى إسرائيل وإلحاق أضرار بالسياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع. وفتح الجنود النار فقتلوا أحدهما بينما تم أسر الثاني».
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت، صباح أمس، شاباً فلسطينياً من قطاع غزة، «ضُبط وهو يحاول إلحاق الضرر بالبنية التحتية الأمنية لمعبر المنطار (كارني) شرق غزة، مستغلاً تشكّل الضباب». وقال مصدر إن الشاب الفلسطيني اعتقل للاستجواب في المخابرات، «واعترف بأنه متخصص في تفكيك وتخريب الكاميرات التي ينصبها الجيش الإسرائيلي على السياج الحدودي».
وحسب الناطق الرسمي، فإن «الجيش وثّق قيام الشاب المذكور بالوصول إلى سياج الأسلاك الشائكة، بينما يحاول كسر كاميرا مراقبة إسرائيلية في المنطقة... هذا نشاط آخر، تسعى منظمة حماس من خلاله إلى التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية والإضرار بمواطنيها». وأكد أن «هذا جزء من خطوة تقودها حركة حماس، تحاول فيها تحويل السياج إلى منطقة قتال».
ومنذ بدء «مسيرات العودة» الفلسطينية نهاية الشهر الماضي، يتجمهر فلسطينيون عند 5 نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، فيما تستهدفهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي وقنابل الغاز، على الرغم من سلمية المسيرات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.