عن دار نشر «أوروك ميديا» في استوكهولم صدرت أخيراً طبعة جديدة ومنقحة من المجموعة القصصية «من يسمل عين الحرب» للكاتب فرات المحسن. والثيمة الرئيسية في المجموعة هي الحرب، وما تخلفه من تداعيات على النفس البشرية، حتى بعد أن تنتهي.
على الغلاف الأخير كتب الكاتب طالب عبد الأمير: «من يسمل عين الحرب؟» سؤال غير بديهي يستقبل به القاص فرات المحسن قارئ مجموعته القصصية هذه، متخيلاً الحرب، أي حرب كانت غولاً بعين واحدة، عين حاقدة لا ترى غير الدمار.
لكنه لا ينتظر الجواب، فهو مدرك بأن ليس بمقدور أحد منا فعل هذا، رغم بشاعة الحرب ودمارها للنفس البشرية. وهو واع لصعوبة أن يخرج المرء منها - لو استطاع ذلك - دون أن يصاب بعاهة جسدية أو نفسية.
إذن هو يخبر القارئ بأن قصصه تتحدث عن الحرب، ليكون مستعداً لما سيلاقيه بين دفات الكتاب من أدوات ومظاهر وسياقات ثقيلة قاتمة تصنعها آلياتها وما تخلفه من دمار للبشر والمباني والمدن وغيرها. لكن القارئ لم يلتق بالحرب بمفهومها المادي الفيزياوي، بل بمعايشات أناس لوثتهم وتركتهم منزوعي الإرادة، وهم الذين لديهم ذكريات وأحلام لم يبق منها سوى صور من ماضي لا يختلف، في كثير من الأحيان، عن بشاعة الحرب نفسها. فالحرب تأتي هنا في خلفية حيوات الشخصيات، وتتجسد في ممارساتها وتصرفاتها كنتيجة لتأثيراتها على حياة كل منهم. بمعنى أن القاص يتناول الإنسان بآدميته، كبريائه وجبنه، خوفه وإقدامه، وكل ما يتعلق بأردانه من رياح الحياة ودوامتها.
15:2 دقيقه
«من يسمل عين الحرب؟» لفرات المحسن
https://aawsat.com/home/article/1252071/%C2%AB%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%84-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D8%9F%C2%BB-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B3%D9%86
«من يسمل عين الحرب؟» لفرات المحسن
«من يسمل عين الحرب؟» لفرات المحسن
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة