قبل 15 دقيقة من نهاية مباراة ليفربول أمام روما الإيطالي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، كان المدير الفني الألماني يورغن كلوب يفكر في مباراة فريقه المقبلة، أمام ستوك سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم. ورغم أنه كان لا يزال يتبقى نحو 60 في المائة من مباراتي الذهاب والعودة اللتين ستحددان الفريق الذي سيصل إلى المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، كان كلوب قد بدأ في التفكير في مدافعي ستوك سيتي برونو مارتينز إندي وإيريك بيتيرز ومامي بيرام ديوف، ولذا قرر إخراج النجم المصري محمد صلاح من أرض الملعب لحمايته من الإصابة. والأكثر من ذلك أن كلوب قد اعترف بذلك أيضاً، عندما قال: «أنا لا أفكر في مباراة واحدة». وفي الحقيقة، يمكن تبرير ما قام به المدير الفني الألماني نظراً لأن فريقه كان متقدماً بخماسية نظيفة.
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد صنَّف ليفربول على أنه أفضل فريق في أوروبا في فبراير (شباط) عام 2009، بناء على النجاح الكبير والمتواصل الذي حققه تحت قيادة المدرب الإسباني رفائيل بينيتيز. وبعد ذلك بشهر واحد، أكد ليفربول على أحقيته بصدارة التصنيف وسحق ريال مدريد برباعية نظيفة ليصل إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، بعدما كان قد وصل في الموسم السابق إلى الدور نصف النهائي وحصل على مركز الوصيف في بطولة عام 2007 ووصل إلى قمة المجد الكروي وحصل على اللقب عام 2005.
ولكي نكون منصفين لا يمكن مقارنة الفريق الحالي لنادي ليفربول بقيادة كلوب بالنجاح الذي حققه الفريق تحت قيادة بينيتيز لأن هذا يعد ثاني موسم كامل يتولى فيه كلوب قيادة الفريق. ومع ذلك، نجح المدير الفني الألماني في أن يجعل ليفربول يقدم كرة قدم هجومية مذهلة في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، بالشكل الذي يجعل أسلافه يحسدونه على ما يقدمه. وما زال الأداء الهجومي للفريق يتطور بشكل ملحوظ بدليل الهدفين المذهلين اللذين سجلهما محمد صلاح في مرمى روما.
وبعد الفوز بخمسة أهداف مقابل هدفين على ذئاب روما، رفع ليفربول رصيد أهدافه في النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا إلى 38 هدفا. ويرتفع هذا العدد إلى 44 هدفا في حال إضافة الأهداف التي سجلها الفريق في مرمى هوفينهايم الألماني في الدور التمهيدي للبطولة. وسجل كل من صلاح وفيرمينيو 10 أهداف ليتصدرا قائمة أكثر لاعبي ليفربول تسجيلا للأهداف في نسخة واحدة عبر تاريخ النادي العريق. وبإضافة النجم السنغالي ساديو ماني، الذي كان من المفترض أن يحرز ثلاثة أهداف بمفرده في مرمى روما في المباراة الماضية، فإن الثلاثي الهجومي لنادي ليفربول يعد أقوى خط هجوم في دوري أبطال أوروبا بـ28 هدفا حتى الآن، وما زال من الممكن إضافة مزيد من الأهداف بالطبع. ويجب الإشارة أيضاً إلى أن ليفربول قد سجل أهدافا في الست مباريات التي لعبها خارج ملعبه في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
ونظراً لأن روما سوف يلعب المباراة المقبلة على ملعب «الأوليمبيكو» وليس أمامه سوى الهجوم، فإن ذلك سوف يفتح شهية لاعبي ليفربول لإحراز مزيد من الأهداف. ورغم أن كلوب لم يكن في حالة مزاجية جيدة بعد إصابة لاعب خط وسط فريقه أليكس أوكسليد تشامبرلين بإصابة خطيرة، فقد قال: «أدركتُ الليلة أنه يمكننا الفوز في المباراة الثانية أيضاً». وجاءت ردود فعل المديرين الفنيين للفريقين بعد المباراة لتؤكد أن ليفربول أصبح قادراً على الوصول للمباراة النهائية والمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.
وقد اعترف المدير الفني لروما، إيزيبيو دي فرانشيسكو، بأنه يتحمل المسؤولية كاملة عن ظهور خط دفاعه بهذه الصورة المهلهلة أمام النجم المصري محمد صلاح الذي قدم أداء استثنائياً، ولعب إحدى أفضل المباريات على المستوى الأوروبي لهذا الموسم على ملعب «آنفيلد».
وأكد المدير الفني الإيطالي على أن لاعبيه قد أخطأوا، لأنهم خسروا الكثير من الصراعات الفردية وسمحوا لخط وسط ليفربول بشن الهجمات «القاتلة»، التي تدرب لاعبو روما كثيرا على كيفية إيقافها. وكان دي فرانشيسكو قد صرح قبل المباراة بأنه «ليس بحاجة لكي يحدثه لاعبو روما عن محمد صلاح»، لكن في الحقيقة ربما كان يتعين عليه الاستماع إليهم فيما يتعلق بقدرات اللاعب المصري.
وعقب نهاية المباراة، قال المدير الفني الإيطالي: «نحن لسنا بحاجة إلى معجزة». ويبدو أنه كان يتذكر العودة التاريخية التي قام بها فريقه أمام برشلونة الإسباني في الدور ربع النهائي للبطولة، عندما سحق النادي الكاتالوني على ملعبه بثلاثية نظيفة وصعد إلى الدور نصف النهائي بعدما كان قد خسر المباراة الأولى في (كامب نو) بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد».
وردّ كثيرون على ذلك بأن نادي ليفربول قد سيطر على مجريات الأمور تماما أمام روما، بشكل لم يفعله برشلونة حتى في المباراة التي فاز فيها بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. وقد انتعشت آمال روما بسبب الهدفين اللذين أحرزهما في الدقائق الأخيرة بعد خروج صلاح من الملعب. وفي الحقيقة، ستكون مهمتهم صعبة للغاية في مباراة العودة، لأن اللاعب المصري قادر على إنهاء آمالهم تماما هناك.
وعلى عكس دي فرانشيسكو، أعلن كلوب أنه يتحمل تماماً المسؤولية عن النتيجة التي لم يكن عشاق ليفربول يحلمون بأفضل منها قبل بداية المباراة. وقال المدير الفني الألماني: «إذا كان هناك من يريد أن يقول إنني السبب في إحرازهم لهدفين لأنني أخرجت صلاح، فليس لدي أي مشكلة في ذلك».
وأشار كلوب إلى أن هدفي روما جاءا من خطأ دفاعي واحد وركلة جزاء. أما المشكلة الوحيدة التي تسبب فيها خروج صلاح فهي عدم زيادة الحصيلة التهديفية لليفربول عن خمسة أهداف. لكن في ظل تقدم الفريق بخمسة أهداف دون رد وتعرض أوكسليد تشامبرلين لإصابة قاسية كان من الطبيعي أن يسحب كلوب صلاح من الملعب خوفاً من تعرضه للإصابة، خصوصاً أنه النجم الأبرز للفريق وسيعول عليه كثيرا خلال المرحلة المهمة المقبلة. وكان أوكسليد تشامبرلين عنصرا مهما بالنسبة لليفربول في النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، لكنه لن يشارك في باقي مباريات الفريق بالمسابقة بسبب إصابته في الركبة. كما يفتقد الفريق لخدمات آدم لالانا وإيمري كان، وإن كان الأخير يستطيع العودة للمباريات قبل 26 مايو (أيار) المقبل. وقد ظهر اللاعب الهولندي جورجينيو فينالدوم بشكل جيد عندما شارك كبديل لتشامبرلين أمام روما، كما أن جوردان هيندرسون وجيمس ميلنر - ميلنر يتصدر قائمة أفضل صناع اللعب في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بتسعة أهداف - قد ظهرا بشكل رائع في دوري أبطال أوروبا.
من جانبه، أشاد ترينت ألكسندر - أرنولد مدافع ليفربول بمدرب الفريق كلوب قائلاً إن الفضل يعود إليه في الأداء المثير للإعجاب الذي قدمه الفريق هذا الموسم. وبعد موسمين متواضعين قضاهما على رأس الفريق نجح كلوب في فرض أسلوب الهجوم السريع الذي أسهم في بلوغ الفريق قبل نهائي دوري أبطال أوروبا واحتلال المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعد فوز ليفربول على أرضه في ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال أمام روما فهناك احتمال كبير في نجاح كلوب في قيادة فريقه للوصول إلى المباراة النهائية للبطولة لأول مرة منذ 2007.
وقال ألكسندر - أرنولد: «يتمتع بتأثير كبير. تسمع كثير من اللاعبين يقولون إن المدرب مثل الأب بالنسبة لهم وهذا ما يحدث بالفعل مع كلوب فهو يشجع بقوة اللاعبين الشبان... إنه يفهم تفاصيل المباراة بشكل لا يصدق... ويدرك أن أخطاء ستقع، لكنه يعرف أيضاً كيف يتعامل مع هذه الأخطاء ويمضي قدماً. إنه يتقن التعامل مع شخصية الفريق بحيث نثق في قدراتنا أيا كانت نتيجة المباراة. الطريقة التي نتبعها هي الضغط على المنافس بقوة والعمل على استعادة الكرة في أسرع وقت وهذا ما نحاول القيام به وهو يصر على هذه الطريقة، بصرف النظر عن نتيجة المباراة».
وحقق ليفربول أيضاً تقدماً على مستوى الدوري الإنجليزي ويأمل في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى للموسم الثاني على التوالي، لكن ألكسندر - أرنولد يطمح فيما هو أبعد من ذلك. وأضاف: «الأمر لا يتعلق فقط بإنهاء الموسم في المربع الذهبي، ونحتل المركز الرابع لكن علينا أن نحاول أن نكون في المركز الثالث أو الثاني، وأن نبذل أقصى ما نستطيع ليكون هذا دافعاً لنا في الموسم الجديد».
ليفربول قادر على تخطي روما في مباراة الإياب
عودة الفريق الإيطالي التاريخية أمام برشلونة يجب ألا تسبب أي قلق لكلوب الذي أكد تفوقه على منافسه
ليفربول قادر على تخطي روما في مباراة الإياب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة